لا تزال الولايات المتحدة ترصد حجم الخسائر الهائلة فى الأرواح والممتلكات التي تسببت فيها مجموعة قوية من الأعاصير التى ضربت عددا من الولايات مساء الجمعة والسبت، والتي أشارت التقديرات الأولية للمسئولين إنها تقدر بالعشرات، ناهيك عن حجم الدمار الهائل فى المنازل والمبانى.
أعاصير الولايات المتحدة، تحدثت عنها شبكة سي إن إن الأمريكية، وقالت إن أكثر من 100 شخص يخشى أن يكونوا فى عداد الموتى بعد سلسلة الأعاصير القوية التى ضربت عددا من ولايات الجنوب والغرب الأوسط الأمريكي، وحولت المنازل والمحلات إلى ركام على مدار يومى الجمعة والسبت.
وقالت قناة الحرة إن عدد القتلى 94 شخصا، وفى ولاية كنتاكى وحدها، التي كانت الأكثر تضررا من العواصف غير المعتادة فى مثل هذا الوقت من العام، كان عدد الوفيات المؤكدة 80 على الأقل، حسبما أعلن حاكم الولاية.
صورة توضح حجم الدمار
وقال حاكم الولاية أندى بشير إن المقاطعات الـ 18 فى الولاية أبلغت عن الأضرار التي تسبب فيها الإعصار، وحتى صباح الأحد كان ما بين 36 على 50 ألف شخص بدون كهرباء.
وقال الحاكم إنه لا يوجد عدسة كبيرة بما يكفى لكى يوضح للشعب الأمريكى حجم الدمار فى مقاطعة جرافيز أو فى كنتاكى، مشيرا إلى أن عدد الوفيات فى الولاية قد يتجاوز الـ 100، وفى تقرير آخر لها، قالت شبكة "سى إن إن" إن مدينة مايفيلد بكنتاكى قد اختفت تقريبا بعد أن ضربها الإعصار بقوة.
ونقلت عن أحد العاملين فى مصنع للشمع تهدم بينما كان العمال بداخله، إنهم جميعا سقطوا بعد أن ضربهم بهم الإعصار مرارا. وذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن ثمانية أشخاص لقوا مصرعهم فى حادث المصنع، وكان يخشى فى وقت سابق ان تكون حصيلة وفيات المصنع أكبر من ذلك.
وكان هذا واحدا من 50 إعصار على الأقل ضربوا ثمانية ولايات تشمل أيضا اركنساس وإلينوى وإنديانا وميسورى وميسيسيبى وأوهايو وتينيسى.
تحطم كنيسة
وقال حاكم كنتاكى إن عمال الإنقاذ وعناصر الحرس الوطني يبحثون عن أحياء محتملين تحت الأنقاض، مؤكدا أن الإعصار الذي شهدته منطقة وسط غرب وجنوب الولايات المتحدة خلف دمارا كبيرا، حيث رجحت فرق الإغاثة أن يتخطى عدد الضحايا الـ 100 شخص.
وفى وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولاية كنتاكي منطقة منكوبة بعد الإعصار الذي ضربها، وأمر بتقديم المساعدات الفيدرالية للولاية المنكوبة.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، يتيح إجراء الرئيس التمويل الفيدرالي للأفراد المتضررين في مقاطعات كالدويل وفولتون وجريفز وهوبكنز ومارشال وموهلينبيرج وتايلور ووارن، بالولاية.
دمار الاعاصير فى كنتاكى
وغطت أنقاض المبانى المدمرة والأشجار الممزقة الأرض فى مدينة مايفيلد التي يبلغ عدد سكانها حوالى 10 آلاف شخص. واصطفت فى الشوارع الصفائح المعدنية الملتوية وخطوط الكهرباء المتهدمة والسيارات المتحطمة. وتحطمت النوافذ والأسقف من المباني التي كانت لا تزال قائمة.
وصف الرئيس الأمريكى جو بايدن الضرر الذى سببته الأعاصير القوية بالمدمر، ووجه الوكالات الفيدرالية بتقديم الموارد المطلوبة للولايات المتضررة.
وكتب بايدن على تويتر يقول إن فقدان أحد الأحباء فى عاصفة مثل هذه هي مأساة لا يمكن تصورها، ونعمل مع حكام الولايات لضمان أن يحصلوا على ما يريدون مع استمرار أعمال البحث عن ناجين وتقييم حجم الدمار.
وفى تعليقات تلفزيونية، أعلن بايدن أن الأعاصير "من أكبر موجات الأعاصير في تاريخنا"، وقال إنها مأساة. ولا زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر فى الأرواح والنطاق الكامل للأضرار
وكان أطول إعصار تم تسجيله فى الولايات المتحدة فى مارس 1925، وتم تتبعه لحوالى 220 ميلا عبر ولايات ميزورى وإلينوى وإنديانا. لكن المسئولون يشيرون إلى أن هذا الإعصار قد سار على مسافة ما يقرب من 250 ميل.
من ناحية أخرى، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره الأمريكى جو بايدن فى وفاة العشرات من الأمريكيين جراء العواصف والأعاصير المدمرة التى ضربت عددا من الولايات على مدار الأيام الماضية.
ونشر الحساب الرسمي لبوتين على تويتر بيان الكرملين، والذى جاء فيه أن الرئيس الروسى أعرب عن تعازيه للرئيس الأمريكى جوزيف (جو) بايدن للتداعيات الكارثية لإعصار ضرب كنتاكى وعدد من الولايات الأخرى.
وجاء فى رسالته إن روسيا تتشارك الحزن مع هؤلاء الذين فقدوا أفراد عائلتهم او أصدقائهم فى هذه الكارثة. ونتمنى بصدق تعافيا سريا لكل المصابين، ونأمل أن تتغلبوا سريعا على تداعيات هذه القوة للطبيعة.