- لم أكتف فى "سينما الأطفال" بعرض الفيلم ولكن أقدم معلومات جديدة
- البعض ينشر معلومات على السوشيال حول وفاتى ويقولون "كانت رحمها الله مذيعة ناجحة" وعندما أشاهدها أضحك
- فى آخر مهرجان سينما أطفال طلب بعض الأولاد إدخال أفلام يابانية تتضمن مشاهد عنف واعترضت
- بعد حجابى دخلت فى إعداد البرنامج وكنت أعد سيناريو وحوار برنامج "خيال الظل"
- بعض الأمهات كانت تطلب منى أن أنصح أولادهم بشرب اللبن
من منا من جيل السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات لم يشاد سينما الأطفال، أو حتى يسمع عنه، فهى ذكرى محفورة داخل أذهاننا، بل إن الكثيرين تربوا على هذا البرنامج الذى يعد أحد أشهر برامج الأطفال التي قدمها التليفزيون المصرى، ورغم مرور سنوات عديدة على انتهاء بث هذا البرنامج إلا أن الكثيرين لا يزالون يتذكرونه حتى الآن.
الإعلامية القديرة عفاف الهلاوى، أحد أبرز أعلام التليفزيون المصرى، فضلت منذ تقاعدها أن تبتعد تماما عن الأضواء، فلا تظهر فى برامج أو تخرج فى حوارات، فهى ترى أن تاريخها في التليفزيون المصرى كفيل أن يتحدث عنها دون أن تتحدث هى عن تاريخها الإعلامى في ماسبيرو.
وارتبط المصريون وجدانيا بالتليفزيون المصرى، ولعل أبرز دليل على حب المصريين لبرامج التليفزيون المصرى التى كانت تذاع فى الماضى، هو حجم المتابعات الكبيرة لقناة "ماسبيرو زمان" حاليا، التى تقدم المسلسلات والبرامج التى كانت تذاع على التليفزيون المصرى منذ عشرات السنوات، إلا أنه رغم مرور فترة كبيرة على إذاعتها لم يمل المشاهد المصرى من متابعتها وهو ما يكشف حجم ارتباط المواطن المصرى بما كان يقدم فى الماضى بالتليفزيون من برامج ومسلسلات ومذيعين ومذيعات كان لهم دور كبير للغاية فى التأثير على اهتمامات وأفكار المشاهد المصرى.
حاولنا بإصرار أن نجرى حوارا مع الإعلامية عفاف الهلاوى، ضمن سلسلة حوارات "زمن ماسبيرو الجميل"، لتتحدث فيه عن تاريخها بالتليفزيون وأبرز المواقف التي عاصرتها داخل عملها بالتليفزيون المصرى، وكيف نجح برنامج "سينما الأطفال" وتأثيره على أجيال كثيرة من الأطفال خلال العقود الماضية، وأبرز المواقف المثيرة التي تعرضت لها، والكثير من القضايا والموضوعات خلال الحوار التالى..
فى البداية.. هل عمل عفاف الهلاوى فى التليفزيون المصرى يتمثل فى برنامج "سينما الأطفال" فقط؟
لا.. أنا كان لى لقاءات كثيرة أجريتها فى التليفزيون المصرى مع شخصيات مهمة مثل الكاتب الكبير مصطفى أمين رحمه الله، وسكينة فؤاد وزينب زمزم، وكنت أستضيف أطفالا يناقشون هذه القامات.
وما الذى لاحظتيه من حضور الأطفال ومناقشتهم لهذه الشخصيات العامة؟
لاحظت أن الأطفال لديهم وعى ونضج وفكر خلال حواراتهم، فقد كان لهؤلاء الأطفال النضج الكافى الذى يمكنهم من محاورة مثل هذه الشخصيات.
الإعلامية عفاف الهلاوى
ما هى أبرز البرامج التى قدمتيها فى التليفزيون وما زالت قريبة إلى قلبك؟
قدمت برامج كثيرة للغاية، حيث قدمت برنامج "الأسرة والمستقبل"، بجانب برنامج "جايزة" وكان مسابقات لقطاع العمال، بجانب توعية للطبقة العاملة وتعليمهم الإدارة والبروتوكول وكان بالمشاركة مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بجانب برنامج "سينما الأطفال".
لماذا يعد برنامج سينما الأطفال هو الأنجح فى التليفزيون؟
لأنه برنامج كان يذاع يوميا صباحا، وكان مدته ساعة، وكنت أختار أفلام أطفال عالمية وطويلة، وبعد الأفلام كنت أقدمها على جزأين، وكنت أضيف له، خاصة أننى درست علم الاجتماع والنفس، فكنت أحضر معلومة عن الحيوان الذى يدور فيلم الأطفال عليه وأقدمها للمعلومات، فكنت لا أكتفى بعرض فيلم الأطفال ولكن أعرض معلومات جديدة تشوق الطفل، وأبحث عن المعلومات الخاصة بالفيلم والشخصيات التي تدور حوله.
المذيعة عفاف الهلاوى
هل إذا تم إعادة هذا البرنامج من جديد فى التليفزيون سنجد الأطفال يلتفون حوله مثلما كان يحدث فى الماضى؟
سينما الأطفال كان حلقات كثيرة للغاية، وكان مشوقا لأجيال كثيرة، ولكن رغم كل النجاحات التى حققها البرنامج إذا تم إعادة البرنامج الآن فالأطفال سينصرفون عنه.
لماذا سينصرف عنه الأطفال؟
لأن رغبات الأطفال فى هذا العصر اختلفت تماما عما كان يتم مشاهدته في الماضى، فذوق الأطفال اختلف، كما أن ذوق الجمهور يختلف سنويا، وأكبر دليل على ذلك برنامج "ماما سميحة" كان من أنجح برامج الأطفال، وتقاعدت الإعلامية سميحة عبد الرحمن، وبعد فترة طلبت منها الإعلامية همت مصطفى رحمها الآن أن تقدم برنامج "أمومة" مثل ماما سميحة، وبالفعل عادت الإعلامية سميحة وقدمت البرنامج ولكن لم يكن يلتفت له أحد لأن ذوق ورغبات الجمهور اختلفت، فالأطفال الآن يشاهدون أفلاما وبرامج للكبار.
هل لمستى هذا الأمر فى أى موقف سابق؟
آخر مهرجان سينما أطفال حضرته كان فى عام 2010، وكان الأولاد يقبلون على الأفلام الأكشن الياباني التي تتضمن مشاهد عنف، وطلب الأطفال أن تدخل هذه الأفلام ضمن المنافسة الرسمية ولكن اعترضت على هذا الأمر.
عفاف الهلاوى مذيعة التليفزيون
وماذا قدمت بعد "سينما الأطفال"؟
ظللت فترة كنت أعمل فى التنفيذ، وبعد سينما الأطفال كنت أقدم حلقات بها معلومات يومية خلال حملة القراءة للجميع منها "هيا نقرأ"، والذى كان يتضمن قراءة كتاب كل يوم، وهذا البرنامج تم إرسال تسجيلاته لمكتبات الأطفال لإذاعتها على الأطفال الذين يترددون على المكتبات.
هل ترين أن الجمهور حتى الآن لا يزال يتذكر سينما الأطفال الذى قدمتيه فى التليفزيون المصرى؟
سمعت تصريحات للإعلامية فريدة الزمر وهى مذيعة ناجحة للغاية في التليفزيون المصرى، تتحدث عنى وتتحدث عن برنامج سينما الأطفال وماما عفاف، وأن البرنامج كان يعطى قيم، وكذلك الإعلامى عمرو الليثى كان يقول لى إن برنامج سينما الأطفال شارك في تربيتنا مع الأباء والأمهات وزرعت القيم، وهذا أكبر تكريم وجائزة له، والآن أجد مواطنين فى الأربعينيات من عمرهم يكتبون تعليقات مشيدة ببرنامج سينما الأطفال حتى الآن فتدمع عينى، فما كنت أقوله وأقدمه في برنامج سينما الأطفال ليس كلاما من فراغ ولكن دراسة، فكما قلت دراستى كانت اجتماع وعلم نفس وما كنت أقوله في البرنامج كان بناء على علم ومعرفة، وحضرت لجان تحكيم في ألمانيا وكذلك في إيطاليا، وهذا يؤكد أن برنامج سينما الأطفال كان له صدى واسع.
وبعد حجابك.. هل استمريتِ فى تقديم البرامج؟
عندما تحجبت اتجهت للإعداد، وكنت أقوم بإعداد برنامج "خيال الظل"، وكنت أعمل له سيناريو وحوار وشاركت في البرنامج في مسابقة ألمانية للأطفال وحضرتها في ميونخ، واشتركت في لجنة تحكيم لمهرجان مسابقة طفل في إيطاليا، وأحب أن أقول إنه في البداية البعض كان يستخف ببرنامج سينما الأطفال، لأنى كنت أحصل على مواد علمية من المكتبة، ولكن البرنامج حقق نجاحا كبيرا لأننى كنت أقدم أشياء لها قيمة، وأقدم معلومات مهمة، وقمت بعمل مكتبة للأطفال تتضمن أبرز أفلام الخاصة بالأطفال.
عفاف الهلاوى مذيعة ماسبيرو
ترأست القناة الرابعة.. ما هى أبرز إنجازاتك فى القناة؟
أنا تعبت جدا فى شغلى، وآخر 4 سنوات توليت رئاسة القناة الرابعة، وخلال رئاستى لها حصلت على جوائز عديدة وكانت من أميز القنوات الإقليمية في هذا الوقت.
هل كان لبرنامج سينما الأطفال انعكاس على حياتك الشخصية وتقربك من الأطفال؟
فى هذه الفترة كان بعض الناس يلجأوا لى كى أقنع أطفالهم بشرب اللبن، وأنا كنت أرفض مبدأ النصيحة المباشرة فلا بد من التشجيع، وأتذكر أن سحر مكاوى كانت تربى ابن أخوها، وكلمتنى وقالت لى "الطفل غلبنى لا يريد شرب اللبن"، وأنا كنت أكره النصح المباشر، ولكن تمكنت من صياغة موضوع بطريقة لطيفة جعلت الطفل يستجيب بشرب اللبن وقال لعمته "افتحى الثلاجة وهاتى اللبن".
لماذا اختفت الإعلامية عفاف الهلاوى عن الساحة تماما بعد تقاعدها؟
لما خرجت من التليفزيون قلت أشوف راحتى، فقد كنت أعمل بكل طاقتى وقوتى وأعمل كل ما يرضى ضميرى في عملى، لذلك فضلت الراحة بعد التقاعد، وفى بعض الأحيان كانوا يريدوننى أن أتواجد في معهد الإذاعة والتليفزيون لتدريب الإعلاميين ولكن فضلت الراحة.
ما هى أصعب المواقف التى تتعرضين لها؟
من أصعب المواقف التي أتعرض لها هو ما يخرج من وقت لآخر من شائعات حول وفاتى، وأحيانا أفتح يوتيوب أجد ينشرون برنامج قد أذعته في التليفزيون وأجد كلمة "كان رحمها الله مذيعة ناجحة"، وأجد مواقع التواصل تذيع فقرات تركت بصمة في برامج الأطفال، وفى بعض الأحيان وجدت مواطنة تعلق على تلك الحلقات تقول "ربنا يرحمها كانت مذيعة ناجحة"، فرد ابنى قائلا "هي حية ترزق"، فردت المواطن "لا ماتت أنا حضرت عزاها" فرد ابنى إنها لم تمت وأنه ابنى، كما أن حفيدتى عمرها 25 عاما تقول لى إن أصدقاءها يقولون إننى توفيت.
وكيف تستقبلين هذه المواقف؟
أستقبلها بسخرية وضحك، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.
كيف ترين دور السوشيال ميديا في نشر الشائعات دون التحقق من مصادرها؟
هذا نوع من الجهل، فالبعض يكتب معلومات خطأ ويتعامل على أنها حقيقة، والبعض يكتب عناوين مثيرة فى الفيديوهات على يوتيوب، ثم عندما ندخل على الفيديو نجد أن العنوان أكذوبة، فهو يريد مشاهدات فقط، ويتفننون في ذلك، وهذا جعل شغف الناس للإعلام يقل.
إذن من أين تستقى الإعلامية عفاف الهلاوى معلوماتها؟
أدخل على المواقع التى لديها مصداقية في الأخبار، وأنا بفتح قناة "اليوم السابع" دائما، فمن ضمن المصادر التي أعتمد عليها فى تلقى الأخبار "اليوم السابع"، كما أن البرامج الحوارية لم تترك شيئا.