على بعد 120 دقيقة من قلب القاهرة باتجاه طريق مصر الإسماعيلية الصحراى، بعد أن تجتاز حوالى 142 كيلومترات، ستجد نفسك وصلت مدينة المقاومة بورسعيد، ستستقل بعد ذلك المعدية لتدخل بور فؤاد وهناك سيخبرك أى شخص من داخل المدينة لمقصدك وهو ملاحات بور فؤاد أو جبال الملح.
التصوير مع الملح
للوهلة الأولى منذ وصولك للمكان ستعتقد أنّك فى جبال الألب بإيطاليا أو ربما فى سويسر، لكنّ ما تشعر به مجرد وهم بصرى لأنك ما زلت فى مدينة بورفؤاد بمصر، التى تقع على بعد كيلومترات قليلة من سطح البحر الأبيض المتوسط.
الملاحات فى مدينة بور فؤاد بمحافظة بورسعيد، لها حكاية بدأت منذ انشاؤها 1859 على يد الحملة الفرنسية بشكل بدائى، على مساحة كبيرة تقدر بـ6 ملايين و822 ألف متر مربع، لكن بعد ذلك تم التدخل فيها لتطويرها فى عام 1956، ومع تأميم قناة السويس تم إعطائها لشركة الماكس للملاحات بعقد لاستغلالها لمدة 20 عاما تنتهى فى عام 1975، تعمل فيها الشركة على تجميع الملح فيها، ووصل حجم انتاج الملح الخام فى الملاحة حوالى 300 ألف طن سنويًا يتم تصنيعه، وتصدير ما يقرب من 100 ألف طن من الملح المغسول، وإنتاج 50 ألف طن ملح خام وتوريد حوالى 150 ألف طن للسوق المصرى المحلى.
الملح (2)
وظلت منطقة الملاحات ببور فؤاد حتى 2015 ملكا لشركة الماكس، لكن محافظة بورسعيد قررت عدم تجديد العقد لاستغلال الأرض، وتداولت الدعاوى القضائية بين الشركة والمحافظة، حتى أصدرت المحكمة حكما فى فبراير 2017، بالإبقاء على الملاحات كمصدر طبيعى للملح دون استنزافها كأحد الموارد الطبيعية.
وظلت المساحات الشاسعة من الملح الطبيعى، التى تأخذ شكل تلال وجبال متراصة وتأخذ هيئة سلسلة الجبال بالكامل من الملح، بمنطقة يندر فيها سقوط الامطار فهى على بعد خطوات قليلة من الصحراء، ووقت أن ينزل عليها المطر ينحت وديان انسيابية داخل جبال الملح، تتجمد على الأشكال التى تركها عليها المطر لتزيدها جمالا
جبل الملح
ومع كورونا والعزل المنزلى وكافة الإجراءات الاحترازية بمنع التجمعات أو الافراح، لجأ اليها الشباب لتنزههم فى البراح والمساحة الشاسعة فى الخلاء، يتسامرون ويلعبون بالملح ويلتقطون الصور التذكارية، لتوثيق اللحظة.
عند هذا الحد يبدو الأمر طبيعى، لكن مع نشر صورهم على الفيس بوك، أخذ المكان منحنى أخر تحول من الدعابة لواقع، بعد أن نجحت الخلفية للصور، فى الخداع البصرى لرواد الفيس بوك وأصدقائهم على أنهم سافروا دولا أوروبية، فابدع الشباب فى ارتداء ملابس أشبه بملابس التزلج على الجليد والبلاطى الفرو لتكتمل ملامح المشهد الأوروبى لكن على أرض مصرية.
وأصبحت بعد ذلك ملاذا للكثير من الشباب، لالتقاط صورا وأحيانا كثيرة كموقع للفوتو سيشن للمخطوبين وحفلات الزفاف والأفراح، وكأنها زيارات لجبال الألب وسط أوروبا، التى يكسوها البياض الثلجى.
ونجح الجميع مع تداول صورهم لتحويل المنطقة لمزارا سياحيا للعب والتقاط الصور لطلاب الجامعات والأسر وأهالى بور سعيد لعمل جلسات تصوير«فوتو سيشن».
صوره مع الملح
الجميل فى الأمر أن المنطقة الحرة التى يباع فيها الملابس البالة، اصبحت هى الاخرى تستفيد من الرحلات للمنطقة ببيع البلاطى والجونتيات وملابس التزحلق على جبال الثلج، أو أن صح التعبير جبال الملح وقضاء وقت سعيد مع الاصدقاء على جبل الملاحة.
ومع هذا الجدل والحراك الفكاهى لملتقطى الصور تحوّلت بورفؤاد لمقصدًا سياحيًا للسياح من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بجبال الملح الشاهقة التى تشبه جبال الثلج بالقطب الشمالي.
جبال الملاحات ليس كل مت يذهب اليها بقصد السياحة فقط، وانما أيضا بهدف العلاج، فالجلوس على الملح له فوائد صحية منها طرد الطاقة السلبية من الجسم، لتصبح منطقة جذب للسياحة العلاجية، وكأنها جلسات للعلاج الطبيعى تتم فى كهوف الملح.
ومع تنشيط المنطقة للسياحة الداخلية والعالمية والعلاجية خرجت بعض المطالبات لوضعها على الخريطة السياحية، واستغلال المنطقة وجعلها محمية طبيعية، خاصة مع مرور هجرة طيور الفلامنكو والنورس والبشاروش القادمة من أوروبا، خلال فصلى الشتاء والربيع بمنطقة جبال بور فؤاد.
جبال الملح
التصوير مع الملح (1)
الملح
جبل الملح (1)
جبل الملح (3)
جبل الملح (4)
جبل الملح (5)
جبل الملح (6)
جبل الملح (7)
جبل الملح (8)
جبل الملح (9)
جبل الملح (10)
جبل الملح ببور فؤاد
جبل الملح
سيلفي مع الملح
صور جميلة في جبل الملح
صور سيلفي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة