تعد رواية الكاتبة التركية الشهيرة إليف شفق قواعد العشق الأربعون من أبرز الأدلة على تأثير جلال الدين الرومي في الثقافة الحديثة والمعاصرة، وتدور أحداث الرواية فى خطين متوازيين أحدهما يدور حول علاقة الصداقة التى ربطت بين جلال الدين الرومى وشمس الدين التبريزى، كما تبرز الرواية جانباً من تعاليم وأفكار جلال الدين الرومي الصوفية.
صدرت الرواية في عام 2010 وحققت نجاحاً مدوياً حيث وصل عدد النسخ المبيعة منها في تركيا إلى أكثر من مليون نسخة، وفي الأعوام التالية تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات الحية، وتصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العديد من الدول حول العالم.
تبدأ الرواية بكلمة لشمس التبريزي يقول فيها: “عندما كنت طفلاً، رأيت الله، رأيت الملائكة، رأيت أسرار العالمين العلوي والسفلي، ظننت أن جميع الرجال رأوا ما رأيته. لكني سرعان ما أدركت أنهم لم يروا".
تتحرك الرواية عبر ثلاث روايات مرة واحدة وفي زمنين مختلفين تفصلهما ثمانية قرون تقريبا، تحكي عن شمس الدين التبريزي مؤسس “قواعد العشق الأربعون” الذي استطاع أن يغير شخصية صوفية فذة كجلال الدين الرومي ليصبح شاعراً.
وتحكى الرواية قصة تحول جلال الدين الرومي الفقيه الخطيب المفوه الذي استحوذ على مشاعر الناس في القرن الثالث عشر، قرن الصراعات الدينية والطائفية، بفعل هذا الصوفي إلى داعية عشق لا نظير له فخرج من قفطانه الديني الثقيل إلى لباسه العادي وهو يدعو إلى وحدة الأديان وتفضيل العشق الإلهي على غيره من متع الحياة.
في عام 1244 ميلادية، يلتقى الرومى بشمس الدين التبريزى الدرويش الجوال وقد غير لقاؤهما هذا حياة كل منهما، وبعد لقاء الرومى بهذا الرفيق الاستثنائى، تحول من رجل دين عادى إلى شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفى ملتزم، وداعية إلى الحب، فابتدع رقصة الدراويش، وتحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية.
يقول شمس الدين التبريزى عن صاحبه في قواعد العشق الأربعون: الرومى على حق، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، إنه ينتمى إلى مملكة الحب، إنه ينتمى إلى المحبوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة