تعتبر "الأشجار واغتيال مرزوق" أولى الروايات التى نشرها عبد الرحمن منيف وذلك عام 1973، وتتكون الرواية من قسمين كبيرين على لسان منصور عبد السلام المترجم وعالم الآثار المسافر عبر القطار إلى خارج وطنه، أما القسم الأول فهو سيرة جليسه إلياس نخلة تاجر الملابس القديمة والمهرب الذى لا يجد توافقًا فى قريته بعد أن يخسر أشجاره التى ورثها فى القمار ويخسر زوجته، فيما يتناول القسم الثانى سيرة منصور المتصادم أيضا مع واقعه داخل الوطن حيث يفصل من وطيفته الجامعية ويرفض حين يتقدم لخطبة امرأة يحبها ويعيش تجربة الاعتقال ثم اغتيال رفيقه مرزوق.
يستعرض عبد الرحمن منيف فى هذه الرواية شخصيتين من نفس الجيل "جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية"، فمنصور مثقف متأزم يهتم بالسياسة فى حين أن الياس نخلة رجل عادى مغامر مقامر لكن يجمعها حدة الصراع مع الآخرين ونفس المصير التصادمى مع الوطن حيث يصبح الياس نخلة مطاردا وينتحر منصور عبد السلام فى آخر الرواية بعد أن يؤبن رفيقه فى النضال السياسى سابقًا مرزوق.
ومن هذه الرواية يبدأ مشروع منيف فى تحليل شخصية المواطن العربى المعاصر المهزومة من الداخل وتظهر النبرة الهجائية الجماعية كإيقاع داخلى ثابت سيستمر فى أغلب أعماله اللاحقة خاصة "شرق المتوسط".
حاز عبد الرحمن منيف صاحب الخماسية الشهيرة مدن الملح جائزة العويس الثقافية في دورتها الثانية عام 1989وحصل على جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي في دورته الأولى عام 1998.
كما جرى خلال عام 2005 عقد الدورة الثالثة لملتقى القاهرة للإبداع الأدبي بعنوان «الرواية والتاريخ» وأهديت إلى اسم الراحل مُنيف تكريما لاسمه باعتباره الفائز الأول بالجائزة في دورتها الأولى، وتخليدا لأعماله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة