وقعت القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس عقد تمويل شراء ماكينات وآلات مصانع الغزل والنسيج والملابس الجديدة بقيمة 540 مليون يورو، وذلك مع بنكين أوربيين من سويسرا وإيطاليا، وبالتالى تكون الخطوة الأهم فى تغيير خارطة تلك الصناعة قد انطلقت، ولا سيما أن الخطوة استغرقت وقتا طويلا بداية من العرض على مجلس النواب للموافقة، ثم موافقة وزارة المالية على ضمانة القابضة للقطن لدى بنك UBS، وبنك "كريديت سويس" نظرا لكبر حجم التمويل وربط البنكين منح التمويل بضمانة الحكومة ممثلة فى وزارة المالية.
الآن باتت الكرة فى ملعب الشركة القابضة، حيث لم يعد هناك أى عوائق تحول دون إتمام المشروع الطموح لانتشال شركات الغزل والنسيج من خسائر متراكمة على مدار سنوات طويلة بجانب انتشال الصناعة نفسها وإنعاشها واعادتها للمسار الطبيعى لواحدة من أهم الصناعات فى العالم من حيث حجم الصادرات، ومن حيث الأيدى العاملة التى تعمل بها على مستوى العالم أجمع.
ومن العوامل المبشرة، أنه تم بالفعل انجاز العديد من المجمعات الصناعية والتى ستنطلق العام المقبل من خلال واحد من امكبر مصانع الغزل فى العالم بشركمة مصر لغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وهو ما يساهم فى توفير الغزول للمصانع أو للتصدير فى مرحلة ثانية خاصة أن الخطة تركز على تعظيم القيمة المضافة وعدم تصدير المادة الخام والحرص على تصديرها منتج تام.
وبالعودة إلى السؤال فى العنوان حول ما الذى تحتاجه صناعة الغزل والنسيج فالإجابة هى التسويق والتسويق الجاد الفعلى وليس مجرد التسويق الورقى.
وهذا الأمر سياتى من العديد من الخطوات التى طبقتها دول العالم التى تفوقت علينا فى صادرات الغزل والنسيج ومنها دول مثل فيتنام وبنجلاديش بخلاف الهند والصين، ففى حين انه بالفعل تم تدشين شركة تسويق من خلال خبرات فى المجال، إلا أن تلك الخبرات لجأت إلى الشركات نفسها للحصول على العملاء الذين يتم التصدير لهم من قبل عن طريق الشركات، وهذا معناه انها تتحرك فى نفس المسار بدون أفكار خلاقة، أو إبداعية تساهم فى زيادة صادرات القطاع ل 10 مليارات دولار فى غضون 5 سنوات .
وهذا يتطلب المحاسبة الآن وليس غدا فكم تقاضت تلك الشركة من رواتب منذ تم تدشينها وكم صدرت من منتجات ؟ الإجابة إنها تقاضت رواتب كبيرة، تزيد عن رواتب كل العاملين فى الشركة القابضة للقطن نفسها بعدة أضعاف، وفى الوقت نفسه لم تصدر الشركة الجديدة ولا قطعة ملابس واحدة ،مما يستلزم وقفة جادة لأن العمل الآن فى المال العام ،وفى تكاليف تصل ل 21 مليار جنيه وفى قرض ب 540 مليون يورو بحاجة لسداد .
على القابضة للقطن أن تفعل خطة تسويق وتحرض على المشاركة فى كافة المعارض الدولية المختصة بالصناعة مع السعى قدما لزيادة حجم الصادرات للولايات المتحدة الامريكية عبر اتفاقية الكويز، والسعى أيضا لدخول أسواق جديدة نكون أكثر قدرة على المنافسة فيها بعيدا عن الشعارات الرنانة التى لا تقدم او تؤخر .
إن الحكومة تراهن على مشروع تطوير شركات الغزل والنسيج وبالتالى وقفت حلفه بكل قوة ووفرت لكل كل سبل النجاح وبات الامر فى ايدى القوى البشرية لضمان تسويق ما سيتم انتاجه، فحسب ما أعلنته وزارة قطاع الاعمال فإن المستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية للغزل بعد التطوير إلى 188 ألف طن/ العام بدلاً من 35 ألف طن/ العام حالياً.
ومن المستهدف أيضا أن تصل الطاقة الإنتاجية للنسيج إلى 198 مليون متر/ العام بدلاً من 50 مليون متر/ العام حالياً، فى حين من المستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية للملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات بعد التطوير إلى 50 مليون قطعة/ العام بدلاً من 8 ملايين قطعة/ العام حالياً، وإن كل تلك المستهدفات تحتاج إلى جهد كبير يساهم فى الارتقاء بالصناعة، وفى استرداد تكاليف تطويرها وسداد ما عليها من ديون.