يقول الكتاب:
"الصعيد أبو التفانين " عبارة بسيطة لكنها تحمل دلالات كبيرة ، قالتها لى امرأة صعيدية فى قرية فاو بحرى بدشنا، وهى امرأة لا تجيد القراءة والكتابة،وقت أن كانت تملي علي بعض أغاني الصعيد وعديده وأظن ليس كل الظن إثم أنه لا توجد بقعة فى الأرض أنبتت من الفنون ما أنبتته أرض الصعيد الجواني الذي يرثي بالعديد رثاء يدمي القلوب ويغني للرضيع والحاج والعريس أغاني تبهج الروح كما يشدو بفن الواو ويتغنى بالسير الشعبية التى تحكي بطولات أبو زيد الهلالى سلامه والزناتي خليفة وولد هولا، ويحلم برومانسية عزيزة ويونس.
كما يقبل ويرفض ويوافق ويعترض ويمدح ويهجو ويحنو ويذجر عبر أمثاله التى تسكن على طرف لسان أهله، هذا بخلاف أساطيره وعاداته وتقاليده وألعاب عياله لذا تميز الصعيد الجواني عن غيره فنهل من تراثه المبدعون وما زالت أرضه خصبة تنبت زرعا ورجالا وإبداعا، ولكن هل سيستمر هذا الموروث الشعبي الضخم فى صعيد مصرفى ظل العولمة التى خلطت بين أنساب الفنون وبعثرت الغث على السمين؟