شهدت أسبانيا عام 2021، العديد من الكوارث الطبيعية التى أثارت الفوضى والهلع فى عدد من المناطق، حيث أن الدولة الأوروبية شهدت فيضانات وحرائق بالإضافة إلى ثوران بركان لابالما منذ 85 يوما.
بركان لابالما
يثير بركان كومبرى فيخا الذى ثار فى 19 سبتمبر الماضى فى جزيرة لابالما الإسبانية القلق فى العالم، وذلك مع استمراره لمدة تتجاوز الـ84 يوما جعله سجل أطول ثوران بركانى فى الجزيرة منذ 500 عاما، حيث تجاوز بركان تيجويا الذى ثار فى عام 1585.
الحمم البركانية تلتهم المنازل
وأشارت صحيفة "إى بى سى" الإسبانية إلى أن ما يقلق العلماء فى الوقت الحالى ليس انبعاث الحمم البركانية بل الغازات والرماد التى تجعل من الصعب الوصول إلى تنظيف المنازل الواقعة جنوب المنطقة، والتى تم اخلاءها من السكان.
وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الدمار وعدم اليقين والانفجارات وتدفق الحمم البركانية، التى تستمر حتى الآن، تجاوزت الفاتورة الاقتصادية للبركان بالفعل 900 مليون يورو، ونزح 7000 ساكن من منازلهم ودفن بالفعل 1172.82 هكتارا من جزيرة لابالما فى محيط ملون باللون الأسود بطول 60 كيلو مترا.
فى أعقابه، دمرت 1628 مبنى، منها 1304 منازل تقع تحت عشرات الأمتار من الصهارة و 360 هكتارًا من المحاصيل، لقد انتهى أيضًا بـ 179 مبنى زراعى، 74 من النوع الصناعى مع مضلع كامل (كاليخون دى لا جاتا) مدفون فى الحمم البركانية، وكانت الضربة الأشد هى لوس يانوس دى أريدان، حيث تراكم البركان 75% من دماره، و17.02% فى منطقة الباسو و7.53% فى تازاكورتى.
الفيضانات
كما أن إسبانيا عانت فى عام 2021 من الفيضانات التى اجتاحت البلاد والتى كانت آخرها فيضان نهر إيبرو فى نافارا الذى أدى إلى وفاة شخصين.
أكدت السلطات الإسبانية، فى 14 ديسمبر، أن ارتفاع منسوب نهر إيبرو، أحد أكبر نهر إيبرو فى شبه الجزيرة الأيبيرية، أدى إلى إغراق مناطق فى شمال شرق البلاد بعد أيام من هطول أمطار غزيرة بسبب عاصفة، كما أنه أدى إلى مقتل شخصين.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن منطقة نافارا غمرتها المياه بسبب فيضان نهر إيبرو، ويواصل النهر مساره نحو البحر الأبيض المتوسط وفاض على الضفة التى تمر عبر منطقة أراجون، بمستوى أعلى من فيضان عام 2015، وقال رئيس البلدية، أبيل فيرا، فى الوقت الحالى، أن السد الذى يحمى المنطقة الحضرية قائم، على الرغم من التسريبات المحتملة.
عكف أفراد من وحدة الطوارئ العسكرية والحرس المدنى على تعزيز السدود والبرك لمنع المياه من غزو المدن، على الرغم من غمر الحقول الواقعة على ضفاف النهر بالكامل.
وحشد الحرس المدنى حوالى 100 جندى من مختلف التخصصات للمشاركة يوميًا فى الجهاز الذى أطلقه هذا الطوفان من ايبرو، حيث وصل ارتفاع النهر إلى أكثر من ستة أمتار فى نافارا ومن المتوقع اليوم نفس الشيء فى أراجون، مما تسبب فى فيضان آلاف الهكتارات من المناطق الزراعية والماشية.
وفى نوفمبر الماضى، أنهار نيرفيون وكاداجو وآسون فى شمال إسبانيا غمرت شوارع العديد من المدن، وتجاوزت الأنهار الأخرى مثل نهر ديفا قدرتها بسبب الأمطار الغزيرة فى شمال إسبانيا مع ذوبان الثلوج بشكل مفاجئ بعد العواصف الثلجية، و أدت إلى غرق بعض السيارات، وإغلاق الطرق والسكك الحديدية، كما أدت إلى انهيارات أرضية فى بعض الطرق.
وفى سبتمبر الماضى، شهدت المنطقة الجنوبية من الأندلس فى إسبانيا فيضانات شديدة بعد هطول أمطار غزيرة وأدت إلى شوارع مغمورة وسيارات متعطلة فى الطرقات وتغطيها مياه الفيضانات الغزيرة، كما أن هذه الفيضانات أدت إلى غرق سائحين ألمانيين فى بحر مايوركا، عندما كانا يسبحان وسط موجة قوية.
فيضان فى أسبانيا
ما تسببت ظاهرة دانا فى وقوع 41 ألف ضربة صاعقة وأمطار غزيرة جدًا فى الساعات الأخيرة فى مناطق واسعة من شبه الجزيرة، خاصة فى الوسط والداخلية الشرقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الحكومية (إيميت).
عدد الحرائق يتجاوز 5500 منذ بداية العام
واجهت إسبانيا العديد من الحرائق فى عام 2021، وخاصة فى فصل الصيف حيث عانت من ارتفاع درجات الحرارة ووصلت إلى 45 درجة.
وأشارت وكالة "إيفى" الإسبانية إلى أنه فى إسبانيا، وصل عدد الحرائق للغابات إلى 5497 حريق بين 1 يناير و1 أغسطس 2021، أى أقل بنسبة 20% من متوسط العقد الماضى، وفقًا للبيانات المنشورة من قبل وزارة التحول البيئى والتحدى الديموجرافى (ميتيكو)، من إجمالى حرائق الغابات التى حدثت فى الأشهر السبعة الماضية، كان 3477 حالة أكثر انتشارا أى بنسبة (63.25%).
وتمثل شمال غرب إسبانيا - جاليسيا وأستورياس وكانتابريا ومقاطعات ليون وزامورا - 49.99% من مساحة الغابات المحترقة وأعلى نسبة من الحرائق (41.11%)، تليها المجتمعات الداخلية (37.64%) والبحر الأبيض المتوسط (20.79%) وجزر الكنارى (0.45%)، وكانت المجتمعات المستقلة التى شهدت مزيد من الحرائق هى كتالونيا وكاستيلا لا مانشا وجاليسيا والأندلس وكاستيلا إى ليون، مع 78 تدخلًا فى 17 حريقًا حتى الآن هذا العام.
Increíble la labor @Plan_INFOCA para controlar el fuego en #SierraBemeja
— Miguel Ángel Herrera (@MAHerreraGut) September 9, 2021
📍Cerca de la Casa del Guarda
Estos es lo que ocurre a las 14:24 en #IFJubrique pic.twitter.com/EH28We35jj
فيما يتعلق بالمنطقة المحترقة، كان أكبر حريق حتى الآن هو الحريق الذى تم الإعلان عنه فى أريكو (سانتا كروز دى تينيريفي)، فى 20 مايو، حيث تم حرق حوالى 3000 هكتار، ومنذ 1 يناير تم تسجيل 12 حريقًا كبيرًا آخر. أكثر من 500 هكتار، مقارنة بمتوسط 9 فى العقد الماضي.
فيما يتعلق بالنباتات المتضررة من الحريق، منذ بداية العام، احترق 40213.80 هكتارًا من الغابات الخشبية والعشبية، وهو أقل إلى حد ما من متوسط العقد الماضى، وفقًا لميتيكو.
حرائق الغابات
تشير البيانات أيضًا إلى أنه بين 1 يناير و 1 أغسطس، قدمت الحكومة مساعدات للمجتمعات المتمتعة بالحكم الذاتي من خلال 586 تدخلاً في 245 حريقًا فى الغابات، مع ما يقرب من 1600 ساعة طيران وحوالي 6500 تصريف للمياه.