سلطت وكالة الأنباء السعودية اليوم السبت الضوء على 10 من أشهر الأعلام الذين خدموا اللغة العربية عبر العصور، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن من بينهم 3 أعلام من مصر وهم، (السيوطي) عبد الرحمن أبو بكر بن محمد بن سابق الدين (849- 911هـ) الذي ولد بالقاهرة، ونشأ يتيمًا، حفظ القرآن وهو في سن الثامنة، وقد حباه الله ذكاءً وسرعة تفكير وسرعة تعلّم، وهذا ما جعله إماماً من أئمة الدين في عصره، فتعلم النحو والفقه والفرائض، وقد نشأ السيوطي في بيت علم، اعتزل الناس بعد سن الأربعين، وتفرّغ للعلم والتأليف، فألّف نحوًا من ستمئة مؤلف في اللغة العربية وغيرها من صنوف العلم المختلفة.
وأضافت أن الثاني، هو الدكتور أحمد أمين إبراهيم (1886- 1954م) الذي ولد بالقاهرة، وبها نشأ، عمل أستاذًا بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ثم عميدًا لها سنة 1939م. تعلم الإنجليزية بعد عناء، أنشأ مع بعض زملائه سنة 1914م (لجنة التأليف والترجمة والنشر) وبقي رئيسًا لها حتى وفاته، كما أنشأ (معهد المخطوطات العربية) -التابع لجامعة الدول العربية- وقد أشرف على لجنة التأليف والترجمة والنشر مدة أربعين سنة منذ إنشائها حتى وفاته، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية، إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديمًا أمينًا، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة، فقدمت أكثر من 200 كتاب مطبوع.
وتابعت أن الثالث هو الدكتور عبد السلام محمد هارون (1909- 1988م) لغوي ومؤرخ ومحقق مصري، اشتغل عميدًا لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وأحد أشهر محققي التراث العربي في القرن العشرين، ولد في مدينة الإسكندرية، وقد انحصرت آثاره العلمية في التحقيق في العناية بإخراج المعاجم اللغوية، والكتب النحوية، وكتب الأدب، والمختارات الشعرية، نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1402 هـ، وقد انتخب أمينًا عامًا لمجمع اللغة العربية سنة 1404 هـ وقد بلغت مؤلفاته في التحقيق 62 عملًا، ما بين كتاب كبير، ورسائل صغيرة، أخرجها من حيّز المخطوطات إلى فضاء الطباعة والتحقيق الحديثين.
وأشارت إلى أن دور الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدى، الذي ولد ببلدة أُشيْقر بالسعودية عام 1357هـ، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر سنة 1396هـ في مصر، ويعد من أبرز علماء النحو والصرف خاصة في العصر الحديث، سواءً في المملكة العربية السعودية أو في العالم العربي، يشهد بذلك كل طلبته في المرحلة الجامعية، وفي مرحلة الدراسات العليا، وكذلك زملاؤه، والمعاصرون له من علماء اللغة العربية في جامعته: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعات الأخرى، حيث اشتهر بسعة اطلاعة، ودقة ملحوظاته، وبراعة تحقيقاته، له مؤلفات نفيسة في مجال النحو والصرف وغيرهما، متعه الله بالصحة والعافية.
كما استعرضت الوكالة تاريخ الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100-170هـ)، أحد أبرز علماء العربية، ومنشئ علم العروض على غير مثال سابق، وكان رحمه الله مفرط الذكاء، وكان هو ويونس بن حبيب إماما أهل البصرة في العربية، وهو واضع أسس علم النحو والصرف والأصوات وغيرها، وجل قواعدها أخذها الناس عنه، وقد استمرت إلى زمن الناس هذا، ألّف معجم (العين) ومات ولم يتمّه، ولا هذّبه، ولكن العلماء ظلوا يغرفون من بحره إلى يوم الناس هذا.
وسلطت الضوء كذلك على (سيبويه) أبو بشر عمرو بن عثمان بن قَنْبَر الفارسي ثم البصري، (ت 185هـ) ، إمام النحويين بعد الخليل بن أحمد، وحجة العرب، أبرز تلاميذ الخليل، أقبل على العربية فبرع وساد أهل عصره، ألّف كتابه العظيم الذي سماه (الكتاب) في النحو والصرف والأصوات واللغة، ذلك الكتاب الفريد الذي لا يدرك شأوه، حيث لم يسبق له مثال، وما زال الناس منذ عهد سيبويه إلى هذا الزمن لا يسعهم الاستغناء عن كتابه.
وأضافت أن هناك أيضا محمد بن عبدالله بن مالك الطائي الجيّاني (600- 672هـ) ، أشهر نحوي في القرن السابع في العالم الإسلامي كله، ولد في الأندلس، ثم رحل إلى دمشق، ثم إلى حلب، وقد نبغ ابن مالك في اللغة والنحو نبوغًا عظيمًا حتى صار مضرب المثل في معرفته بدقائق النحو والصرف واللغة وأشعار العرب، كان ابن مالك إمامًا في القراءات وعللها، وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها والاطلاع على وحشيّها، وأما النحو والتصريف فكان فيهما بحرًا لا يُجارى وحبرًا لا يُبارى، وكذلك معرفته بأشعار العرب، وأما الاطلاع على الحديث الشريف، فكان فيه غاية، وكان نظم الشعر عليه سهلًا رجزُه وطويله وبسيطه، وكان مشهورًا بنظم الضوابط التي تسهل الأمور على المتعلمين، فأخرج كثيرًا من مؤلفاته النحوية واللغوية نظمًا.
وأوضحت أن هناك كذلك (ابن منظور) محمد بن مكرم بن على ابن منظور الأنصاري (630 - 711هـ) صاحب معجم (لسان العرب): الإمام اللغوي الحجة، وقد ترك بخطه نحو خمسمائة مجلد، قال ابن حجر: كان مُغرمًا باختصار كتب الأدب المطولة. وقال الصفدي: لا أعرف في كتب الأدب شيئًا إلا وقد اختصره، أشهر كتبه (لسان العرب) 20 مجلدًا، جمع فيه أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعًا.
ولفتت إلى أن من أبرز العلماء الذين خدموا اللغة العربية (أبو حيان) محمد بن يوسف بن حيّان الأندلسي الغرناطي (654 - 745 هـ) ، برع في التفسير والعربية والقراءات والأدب والتاريخ، حتى اشتهر اسمه، وطار صيته، وأخذ عنه أكابر عصره، وهو الذي جسّر الناس على مصنفات ابن مالك، ورغّبهم في قراءتها، وشرح لهم غامضها، وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب: هذه نحو الفقهاء. ترك مصنفات عظيمة في علوم اللغة العربية المختلفة، بعضها أوسع الكتب المصنفة في مجال النحو والصرف بصفة خاصة.
وألقت الضوء كذلك على الدكتور إبراهيم بن سليمان الشمسان، أستاذ النحو والصرف بكلية الآداب، في جامعة الملك سعود، ولد سنة 1366هـ بمحافظة المذنب، في منطقة القصيم، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1405هـ، عرف عنه تواضع العلماء، حيث قال في موقعه الإلكتروني: "هذا موقع طالب من طلاب العربية، كلما تعلم أدرك مدى جهله، ولكنه يرحب بطلاب العربية وطالباتها، راجيًا أن يجدوا ما يفيدهم، مرحبًا بالنصح والنقد". وهو من علماء المملكة العربية السعودية والعالم العربي الذين جمعوا بين إتقان استيعاب الدراسات التراثية، والدراسات اللغوية الحديثة، له أربعة وعشرون كتابًا، و36 بحثًا منشورًا، وله مشاركات في خدمة اللغة العربية في مجالات إعلامية مختلفة بالغة الكثرة، وجهد دؤوب في الدفاع عن العربية الفصحى والانتصار لها في كل الميادين، وعبر كل الوسائل المتاحة، كما عُرف بمحاربة العجمة، وإنكار مزاحمة الفصحى بالعاميات المعاصرة، فهو حقًا من العلماء والباحثين الأفذاذ الذين يقل نظيرهم في هذا الزمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة