أبو الغيط أمام وزراء الثقافة العرب: تعزيز تواصلنا مع العالم ضرورة ملحة

الأحد، 19 ديسمبر 2021 01:49 م
أبو الغيط أمام وزراء الثقافة العرب: تعزيز تواصلنا مع العالم ضرورة ملحة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن تطورات الأوضاع فى المنطقة العربية قد كشفت، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن اهتزاز مفهوم الدولة الوطنية لدى الشعوب هو أول الطريق إلى التفكك والدمار، وهو البوابة التى تنفذ منها أجندات التقسيم والتفتيت على أساس دينى أو عرقى أو طائفى أو مناطقي.

 

جاء ذلك فى كلمته خلال افتتاح الدورة (22) لمؤتمر وزراء الثقافة العرب بدبى بحضور نورة بنت محمد الكعبى وزيرة الثقافة والشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب بيان للجامعة العربية اليوم الأحد.

 

‏وقال أبوالغيط إن الدولة الوطنية العربية خاضت مسيرة صعبة منذ الاستقلال، ومشكلاتها والتحديات التى تواجهها لا تخفى علينا جميعا، وإخفاقاتها أيضاً نعرفها ونستوعب أبعادها، على أنها تظل المشروع السياسى والثقافى الوحيد الذى يحفظ للمجتمعات استقرارها، ويُتيح لها أسباب التنمية والتقدم، خاصة وأن المشروعات البديلة تنطلق من أرضية التفتيت حتى وإن رفعت شعارات الأمة أو الخلافة". 

 

وأضاف" أن الدولة الوطنية ليست مشروعاً سياسياً فحسب، وإنما هى حقيقة ثقافية واجتماعية أيضاً، فاستمرارها وبقاؤها مرهون بأن تظل هذه الدولة حاضنة لمواطنيها كافة من دون تفرقة، وأن تكون محلاً أساسياً للولاء والانتماء لدى كافة أبنائها".

 

وأكد أنه على المثقف العربى دوراً فى تعزيز هذا المشروع، وفى الحفاظ على الهوية الوطنية وصونها وحمايتها من تسلل الفكر الطائفى الخبيث، الهادم للأوطان والمجتمعات

 

كما أشار إلى قضية انفتاح الثقافة العربية على الثقافة العالمية، موضحا أنه قد أبرزت تجربة السنوات العشر الماضية أن انغلاق المجتمعات، وتقوقعها يجعلها أكثر عُرضة للوقوع بسهولة تحت أسر الفكر الواحد والرأى الواحد.

 

وقال" أن تيارات الظلام والتطرف تنشط فى أجواء الانغلاق، حيث لا تجد منافساً لها، ولا تصادف من يتحدى مقولاتها، لهذا تحارب هذه التيارات كل انفتاح على الثقافات الأخرى، بدعوى الحفاظ على الهوية فى مواجهة الغزو الفكري، وهو قول حقٍ يُراد به باطل، فالهوية تتجدد بالتنوع وتزدهر بالانفتاح والتواصل".

 

وأردف "إن تعزيز تواصلنا مع الثقافة العالمية، بمختلف روافدها العلمية والأدبية، هو ضرورة مُلحة، ويتطلب هذا تواصل فى الأساس بزوغ حركة ترجمة نشطة نرصد بعض المؤشرات الإيجابية على تصاعدها، وإن لم يكن بالمستوى المأمول، كما تقتضى مواكبة مستجدات الثقافة والفكر فى العالم، حركة تأليف تتوزع على روافد الثقافة المختلفة، ولا تقتصر على فرعٍ دون غيره".

 

وأضاف" أن المنتج العربى لا زال أيضاً دون المأمول، سواء من حيث الكم أو التنوع أو المستوى، وبحسب اليونسكو، فإن نسبة إسهام العالم العربى فى إنتاج الكتاب لا تتجاوز 0.9% من الإنتاج العالمى خلال الربع قرن المنصرم، فيما النسبة فى أوروبا هى 50%، وعدد كتب الثقافة العامة التى تُنشر سنوياً فى العالم العربى لا يتجاوز 5 آلاف عنوان، بينما يصدر - مثلاً - فى الولايات المتحدة نحو 300 ألف عنوان سنوياً، وهى فجوة كبيرة، يزيد من حدتها أيضاً ضعف المحتوى العربى على الفضاء الرقمي" .

 

وقال" أن تنشيط حركة الترجمة والتأليف والنشر، إضافة إلى تعزيز المحتوى العربى الرقمي، يُعد ضرورة لا غِنى عنها للانخراط فى تيار الثقافة العالمية من موقع الندية والإسهام والمشاركة الفعالة" .

 

وقال أبوالغيط" أن الإصلاح الديني، ومفهوم الدولة الوطنية، والانفتاح على الثقافة العالمية، ثلاث قضايا مترابطة متشابكة، أتصور أن لها أهمية كبيرة فى حاضر الثقافة العربية ومستقبلها، ورأيتُ أن أضعها أمامكم فى افتتاح هذا الاجتماع المهم، الذى أرجو له كل التوفيق" .

 

ووجه "أبوالغيط " فى ختام كلمته الشكر لوزارة الثقافة والشباب الإماراتية ومنظمة الالكسو ولكل من أسهم فى الإعداد الجيد لهذه الدورة .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة