تسببت الاشتباكات التي اندلعت في شمال الكاميرون، خلال الأسبوعين الماضيين، في نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص من منازلهم، على الرغم من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
وأشارت المفوضية، إلى أنه في الأيام القليلة الماضية، فر أكثر من 85 ألف شخص إلى تشاد المجاورة بينما أجبر ما لا يقل عن 15,000 كاميروني على النزوح داخليا.
ومن جانبه قال المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سالتمارش، إن الدلائل تشير إلى أن النزوح إلى تشاد قد حدث بصورة متسارعة، حيث بلغ العدد الإجمالي ثلاثة أضعاف الرقم الذي تم الإبلاغ عنه الأسبوع الماضي، عندما عبر 30 ألف شخص الحدود بحثا عن الأمان، ووفقا للمفوضية، فإن الغالبية العظمى من الوافدين الجدد إلى تشاد هم من الأطفال والنساء، وقد وجد حوالي 48 ألف شخص ملاذا في 18 موقعا حضريا في العاصمة إنجمينا، وينتشر 37 ألف شخص في 10 مواقع ريفية على طول ضفاف نهر لوجون.
ولفت تقرير الأمم المتحدة الى أن القتال تسبب في مقتل 44 شخصا وإصابة 111 آخرين. وأفادت التقارير بإحراق 112 قرية، وقد أعلنت المفوضية حالة الطوارئ من المستوى الثاني وتقوم بتوسيع نطاق عملياتها بسرعة لمساعدة المتضررين في الكاميرون واللاجئين الجدد الذين فروا إلى تشاد، أما في أقصى شمال الكاميرون، فقد تم نشر قوات الأمن ولا تزال عمليات نزع السلاح جارية.
يذكر انه اندلعت الاشتباكات في البداية في 5 ديسمبر في قرية أولومسا الحدودية، في أعقاب نزاع بين الرعاة والصيادين والمزارعين حول موارد المياه المتضائلة.
حيث تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم المنافسة على الموارد، وخاصة المياه. وانخفضت مستويات المياه في بحيرة تشاد، في المنطقة الشمالية البعيدة من الكاميرون، بنسبة تصل إلى 95 في المائة في السنوات الستين الماضية، وتعد تشاد موطنا لما يقرب من مليون لاجئ ومشرد داخليا، أما الكاميرون فهي موطن لأكثر من 1.5 مليون لاجئ ومشرد داخليا.