قالت الإعلامية قصواء الخلالى، خلال احتفالية اليوم العالمى للغة العربية بمجمع الخالدين: "وأنا أستمع إلى الكلمات الكثيرة والعظيمة والجليلة التي سبقني بها أساتذتي الكبار الكرام، أعضاء مجمع اللغة العربية العريق، كنت أقول لنفسي ماذا أقول بعد الذي قيل، هذه كلمات عظيمة، وهذا وصف شامخ، وهذا شرح مستفيض في محاضرات تبدو متخصصة لكنها تصلح للعامة وللجميع".
وأضافت "الخلالى" نحن نتحدث في مقام اللغة العربية، وفي بيت المعاجم العربية، وفي بيت اللغة العربية، في مجمع اللغة العربية المصري، الأب العظيم لكل المجامع العربية، والأب الكبير للغة العربية في أزمنة متعاقبة، واجهت فيها اللغة العربية الكثير من التحديات، لكن كان هناك صرحًا عظيمًا ومجمع اللغة العربية بأعضائه الكرام الكبار، يدافع عن اللغة العربية في حصنٍ حصين.
لهذا سأقتضب في كلماتي ببساطة، حتى أتحدث فيما أنا معنية به منذ فترة فيما يخص الثقافة أو الإعلام الثقافي، وكما نعلم جميعًا الثقافة هي عين السياسة وهي عين الفكر وهي عين الاقتصاد، الثقافة تشمل كل شيء وكل المعارف، فحين نتحدث من منصة ثقافية جليلة بهذا القدر، وأنا أتمسك بالجيم القاهرية التي أقدم بها عددًا وسط هذا الكم الكبير من الجيم العربية المعطشة، فربما يكون هذا صوتًا مختلفًا كصوتي النسائي أو النسوي في هذا الحديث.
إذًا أعود مع حضراتكم إلى الثقافة، وبين الكثير من روافد الثقافة سنجد دائمًا منبرًا أصيلًا وعظيمًا هو منبر الفكر، حين تخاطب وحين تقرأ وحين تتعلم وحين تعرف، كل هذا لا يكون إلا باللغة، باللسان الفصيح، بالكتابة المبينة، بالنص الواضح الذي إما أن تتعلم منه القراءة وإما أن تسمعه مسموعًا كصوت يدوي في أذنك فتعرف به معلومة ما أو علما ما.
إلى روافد الثقافة وإلى منصات الثقافة، وإلى منابر الثقافة، كانت دائمًا اللغة العربية هي الأم، خاصةً في أوطاننا العربية، حين نتحدث على المستوى العالمي، تحدث أساتذتي الأفاضل فيما يخص الثقافة الغربية كانت حاوية للعلوم العالمية، وفيما يخص أن اللغة العربية كانت حاوية أيضًا للعلوم العالمية حول العالم في مراحل متعددة ضاعت علوم العالم خاصة في أوروبا في العصور الظلامية، فقد الكثير من العلوم والمعارف والفلسفة وغير ذلك، ولكن بقيت الترجمة العربية أو تعريب هذه العلوم في الأوقات أو في العصور المنيرة أداة زاهية في أوطاننا العربية أو في الحضارة الإسلامية تحديدًا، بقي ما ترجم من هذه العلوم ومن هذه الفلسفات، الكتب التي أحرقت في أوروبا ربما في عصور كثيرة، بقيت لدينا مترجمة، فاحتفظنا وحافظنا بلغتنا العربية الأصيلة، واحتفظنا بعلوم العالم، واحتفظنا بفلسفات العالم.
على الجانب الآخر من النهر، فإن العلوم العربية التي جاء بها الفلاسفة والعلماء واللغويون العرب، في عصور مختلفة وحتى الآن، وما قدمته العربية للإنسانية عبر منابر كثيرة ومتعددة بأشخاص قاموا بدورهم، وقاموا بمجهودهم الكبير وبمفردهم في تأدية خدمات جليلة للعالم وللإنسانية عبر استخدام اللغة العربية، وتسخيرها وتسخير العلم لخدمة اللغة، وتسخير اللغة العربية لخدمة العلم الإنساني، قدمنا للعالم باللغة العربية، الكثير من العلوم، الكثير من الفائدة، وأثرت اللغة العربية الإنسانية، وقدمت لها المزيد من الأنسنة إن جاز التعبير، أو المزيد من الإنسانية إن كان هذا بالأحرى.
من هذا ومن ذاك، نصل إلى أن اللغة العربية لها هذا الفضل الكبير على الإنسانية وعلى العالم، ولا يجعل هذا إلا من لا يعلم، ولا أحب أن أقول بهذه المفردة بأنه جاهل، ولكن من لا يعلم ربما أو لديه بعض الحقد سيمكن هذا، لكن اللغة العربية لها هذا المقام الرفيع في تعليم العالم وفي طرح المزيد من الإنسانية.