كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مجموعة هائلة من الوثائق السرية "المخبأة" لوزارة الدفاع الامريكية البنتاجون، والتي تكشف عن عيوب وأخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط منذ عام 2014.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تمثل التقييمات السرية للجيش لأكثر من 1300 تقرير عن خسائر من المدنيين، وتكشف كيف كانت هناك عيوب استخباراتية عميقة، واستهداف متسرع وغالبا غير دقيق، ووفيات لآلاف من المدنيين، الكثير منهم من الأطفال، فى تناقض شديد عن الصورة التى قدمتها الحكومة الأمريكية عن الحرب التي تم شنها بدرونز مرئية وقنابل دقيقة.
وتظهر الوثائق أيضا أنه بالرقم من نظام البنتاجون المشفر لفحص الخسائر بين المدنيين، فإن التعهدات بالشفافية والمحاسبة قد حل محلها الإفلات من العقاب. وفى عدد ضئيل من الحالات، تم الكشف عن التقييمات، ولم يشمل أى سجل تم تقديمه نتائج عن ارتكاب مخالفة او إجراء تأديبى. وتم تقدم عدد قليل من التعويضات، حتى على الرغم من ان الكثير من الضحايا قد عانوا من الإعاقة التي تتطلب عناية طبية مكلفة. كما أن محاولات توثيق الأسباب والدروس المستفادة نادرة.
وتقول نيويورك تايمز إن الوثائق توضح الطرق الكثيرة والكارثية أحيانا التي تبين بها خطأ تنبؤات الجيش الأمريكي بالمخاطر المحيطة بالمدنيين. ونادرا ما تم الاستفادة من تلك الدروس، وحدثت تلك الأخطاء فى الاستخبارات والمراية مرارا وتكرارا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوثائق أشارت مرارا على ظاهرة نفسية تسمى "انحياز التأكيد"، وهو الميل للبحث عن المعلومات وتفسيرها بطريقة تؤكد اعتقاد مسبق. ومن بين الحالات التي تحدثت عنها الصحيفة، عملية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية فى 19 يوليو عام 2016 فى ثلاث مواقع بسوريا كان يعتقد انها لتنظيم داعش، وأشارت التقارير الأولية على مقتل 85 مقاتل، لكن بين أن الضحايا نحو 120 شخص من المزارعين وغيرهم من سكان المناطق القروية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة