"الذهب الأخضر".. النباتات الطبية تحتل المرتبة الخامسة للمحاصيل التصديرية.. النعناع والينسون والبابونج والزعتر الأبرز.. والكمون المصرى الأغلى عالميا.. فرنسا تصنع أفضل العطور من زهرة "الياسمين" المزروعة بالغربية

الخميس، 02 ديسمبر 2021 09:00 ص
"الذهب الأخضر".. النباتات الطبية تحتل المرتبة الخامسة للمحاصيل التصديرية.. النعناع والينسون والبابونج والزعتر الأبرز.. والكمون المصرى الأغلى عالميا.. فرنسا تصنع أفضل العطور من زهرة "الياسمين" المزروعة بالغربية زراعة النباتات العطرية مستقبل واعد
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتوقف القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية على كونها محصولاً تصديرياً داعماً للدخل القومى، بل هى مشروع اقتصادى متكامل يفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات التى ترتبط بهذه المنتجات الزراعية، مما يساهم فى توفير فرص عمل كبيرة للشباب، خاصة وأن مصر تمتلك مقومات التوسع فى هذا المجال، وقام بالفعل العديد من المراكز البحثية المتخصصة بوضع مشروع قومى للنهوض بزراعة النباتات العطرية والطبية، من أجل التوسع فى المساحات المزروعة بمصر، لتصبح 250 ألف فدان بحلول عام 2030.
 
 
 
قال الدكتور أيمن محمود حمودة، مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، أستاذ النباتات الطبية والعطرية، إن مصر تزرع أكثر من 30 نوعا من النباتات الطبية كنباتات تصديرية، على مساحة 80 ألف فدان، وتحتوى الفلورة المصرية على أكثر من  2500 نبات طبى وعطرى ،يتم زراعة أكثر من ٣٠ نبات طبى وعطرى منها على سبيل المثال: العيلة الخيمية أو الحبوب العطرية، مثل: الكمون، الينسون، الشمر، الكراوية، الكزبرة، حبة البركة، وتمثل حوالى 50% من مساحات زراعة النباتات الطبية، وتأتى فى المرتبة الثانية "العائلة الشفوية"، مثل: النعناع بأنواعه، البردقوش، المريمية، الزعتر، الريحان، ثم العائلة المركبة أو النباتات الزهرية، مثل: البابونج، شيح الكاموميل، الإقحوان أو عباد القمر، بالإضافة إلى حشيشة الليمون، السترونيلا، الكركدية، الحنة، كل ذلك من أشهر النباتات الطبية التصديرية.
 
 
 
وأوضح حمودة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: أن النباتات الطبية والعطرية تمثل حوالى 1% من إجمالى المساحات الزراعية، بينما تأتى فى المرتبة الخامسة فى قائمة المحاصيل التصديرية من حيث القيمة التصديرية، مشيرا إلى أن  مساحة زراعة الموالح والتى تأتى فى المرتبة الأولى من المحاصيل التصديرية 450 ألف فدان، مقابل 80 ألف فدان فقط للنباتات الطبية، وهو ما يعكس أهمية تلك النباتات وقدرتها على المنافسة فى الزراعات التصديرية، موضحا أن النباتات الطبية ترتكز زراعتها على 4 محافظات هى: بنى سويف، الفيوم، المنيا، أسيوط، ويمثلون نحو 80% من زراعة النباتات الطبية، والـ20% الباقيين موزعين على أسوان، الغربية، وباقى المحافظات.
 
 
 
وأشار مدير معهد بحوث البساتين، إلى أنه فى الوقت الحالى يتم تصدير كل النباتات الطبية والعطرية بعد تجفيفها كمادة خام فى صورة أعشاب، أو زيوت أو عجائن، مثل "عجينة الياسمين" والمعروفة بها محافظة الغربية المشهورة بزراعة الياسمين، والنارنج، حيث يتم صناعة عجينة الياسمين لتصديرها إلى فرنسا لتصنيع أغلى أنواع العطور على مستوى العالم، لافتا إلى أن النباتات الطبية والعطرية تحتوى على مواد فعالة تُستخدم فى العديد الأمور مثل: أدوات التجميل، والأدوية، والتى تُزيد من الإقبال العالمى عليها، على عكس السوق المصرى والذى لا يُصنف كونه مستهلكا لتلك الأنواع من النباتات، حيث لا تتعد نسبة الاستهلاك الـ5%، ويتم تصدير 95% منها للخارج.
 
 
 
ولفت الدكتور أيمن محمود حمودة، إلى وجود خطة استثمارية طموحة لدى وزارة الزراعة 2030، موضحا: تشمل التوسع فى الزراعات الطبية والعطرية، بحيث تصل إجمالى المساحة المنزرعة منها إلى 250 ألف فدان، بدلا من 80 ألف فدان يتم زراعتهم حاليا، وتتضمن آليات لإضافة قيمة مضافة للمحاصيل والعطور قبل تصديرها للخارج مما يُعظم من عائدها المادى والتصديرى، حتى لا يتم تصديرها كمواد خام، مؤكدا أن طبيعة الأراضى المصرية وأجوائها وبيئتها تمنح مواصفات جودة للنبات من أفضل المواصفات العالمية، مشيرا إلى أن الكمون المصرى أغلى كمون على مستوى العالم، نظرا لمواصفاته ونسبة الزيوت والمواد الفعالة به، رغم وجود العديد من الأنواع مثل الكمون السورى، الهندى، التركى.
 
 
 
وتابع: يصل سعر الطن من الكمون المصرى فى الأرض إلى نحو 80 ألف جنيه، وينتج الفدان الواحد ٦٠٠ كيلو، ويحقق عائد للمزارع يقدر بحوالى 40 ألف جنيه خلال 3 أشهر، ويتم تصديره لوجود طلب عالمى عليه، لدخوله فى الأدوية وكثيرا من الصناعات، موضحا أن السوق المصرى غير مستهلك للنباتات الطبية، وكذلك زيت العطر المصرى والذى يتصدر السوق العالمى، نظرا لتصنيفه الأفضل من حيث المواصفات العالمية، رغم وجود عدة دول منتجه له من بينهم: الصين، الجزائر، فرنسا.
 
 
 
وحول استخدامات النباتات الطبية والعطرية، قال: إنها تدخل فى صناعة الأدوية، وفى الطب الشعبى، توابل: مثل،: الكزبرة والكمون والفلفل الأسود وغيرها ، مواد غذائية : مثل المغات والحلبة والسحلب أو قد تدخل فى صناعة المواد الغذائية مثل عرق الحلاوة ويدخل فى صناعة الحلاوة الطحينية وكذلك الورد فى عمل الشربات والمربات ، فضلا عن مشروبات: مثل الينسون والكركدية والشاي والبن والكاكاو والكولا وغيرها ، ومكسبات طعم ورائحة : مثل الزيوت العطرية أو النباتات العطرية والتى تدخل فى صناعة المواد الغذائية والحلوى والمشروبات الغازية وصناعة الصابون والمبيدات الحشرية المنزلية ، والعطور ومستحضرات التجميل : وتستخدم فيها الزيوت العطرية والمنتجات الطبيعية مثل بعض العصارات (الصبار) وغيرها ، كما تستخدم كمواد ملونة طبيعية : مثل الورد والأقحوان والقطيفة والكركم والكركديه وغيرها .
 
 
 
ولفت إلى دخول نباتات طبية وعطرية فى المبيدات الحشرية : مثل نورات البيرثوم وبذور الديرس وغيرها التي تحتوي مواد قاتلة للحشرات فضلا عن طاردات الحشرات مثل حشيشة السترونيلا وكذلك النباتات القاتلة للقوارض مثل بصل العنصل الأحمر الذى يستعمل (سم فئران) ، بالإضافة إلى بعض الصناعات الهامة مثل صناعة النسيج الذى يستخدم فيها المواد الهلامية المستخرجة من نباتات مختلفة، وكذلك صناعة دباغة الجلود والتى تستخدم فيها التانينات وصناعة السجائر من نبات الدخان ، والزيوت الثابتة : مثل زيت الذرة الذى يحتوى على أحماض دهنية غير مشبعة تستخدم لتغذية مرضى القلب والسكر حيث تقلل نسبة الكولسترول وتقلل فرصة الإصابة بتصلب الشرايين، أما زيت الخروع فيستخدم فى تشحيم وتزييت الآلات الدقيقة مثل محركات الطائرات، وبعض المواد المخدرة : مثل القنب الهندى "الحشيش" والأفيون والكوكايين والقات .
 
 
 
وأكد أن ذلك يوضح مدى أهمية النباتات الطبية والعطرية أو منتجاتها والتى تدخل فى العديد من النواحى الهامة والتى تؤكد أهميتها الاقتصادية الكبيرة، فى ظل الاتجاه العالمى المتزايد والمطرد نحو استخدام النباتات الطبية والعطرية والمنتجات الطبيعية وكذلك الصبغات والألوان ومكسبات الطعم والرائحة الطبيعية بديلا عن استخدام المواد المصنعة منها وذلك لثبوت ضررها على الصحة العامة .
 
 
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة