يعد الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد صاحب مسيرة أدبية غنية ومتنوعة، شهدت إنتاجا غزيرا ومتعددا، ورغم كون أبدع فى الواقعية السحرية، لكنه كان قادرا على استكشاف عوالم أخرى قادرة على التخييل والتأمل، ورغم بساطته، إلا أن متلك قدرة كبيرة على التجريب الفنى، وإعادة كتابة الواقع من وجهة نظر أخرى وجديدة تصطحب المتلقى فى رحلات وعوالم مغايرة عما يألفها من الأديب الكبير.
ويحتفل أديبنا الكبير الروائى إبراهيم عبد المجيد، اليوم بعيد ميلاده الـ75، حيث ولد فى 2 ديسمبر عام 1946، وهو صاحب عدد كبير من الروايات التى انشغل فيها بمدينته الأم الإسكندرية، فكتب عنها ثلاثيته الشهيرة، بالإضافة إلى تناوله العديد من الموضوعات عبر رواياته التى تركز على التحولات الاجتماعية فى مصر، عبر عوالم سحرية وغرائبية، فلم يلتزم بلون أو شكل أدبى واحد.
كتب إبراهيم عبد المجيد "قطط العام الفائت" وهى رواية فانتازية وعجائبية عن بلد غير معروف يحكمه مستبد لديه إمكانات أسطورية تمكنه أن يمسك بمن يعارضه ويلقى بهم فى زمن بعيد، قامت فى بلده ثورة فأمر بتخدير الثوار من الطائرات فى الميادين ولكثرة عددهم لم يستطع أن يلقى بهم فى زمن بعيد لكنه استطاع أن يلقى بهم فى العام الفائت، جاءتهم فتاة من الشمال من معبد يونانى قديم راكبة الفرس المجنح "بيجاسوس" فى الأساطير الاغريقية وأعادتهم الى بيوتهم. فوجئوا أن التاريخ عاد عاما إلى الوراء ووافق على ذلك جماعة "النصيحة والهدى"، وقالوا إن الحاكم على حق فى إعادة التاريخ إلى الوراء فهناك خطأ حقيقى فيه، قرر الشباب أن يعيدوا كل ما فعلوه فى العام الفائت من جديد وساعدتهم الفتاة القادمة من الشمال من المبعد اليونانى وراحت تحولهم الى قطط حين يتم القبض عليهم فيتركونهم وهكذا وتمضى الأحداث أسطورية فى بلد أسطورى.
"قبل أن أنسى أنى كنت هنا" رواية أيضا فانتازيا عن شهداء ثورة وكيف عادوا أشباحا يملأون البلاد بالجرافيتى والصور القديمة حتى اضطربت أحوال البلاد.
ورواية "السايكلوب" وهى رواية عجائبية عن كاتب يشتاق إلى شخصياته فيظهر أمامه واحد منها وهذا الذى ظهر كان شخصية فى رواية قديمة للمؤلف أحداثها فى السبعينيات، يقرر الكاتب أن يكتب رواية عن شخصياته التى يشتاق إليها لكن الشخصية التى ظهرت باعتباره كان فنانا ومثقفا ومخرجا مسرحيا يقرر هو أن يكتب الرواية وينزل إلى الحياة المصرية فيجد تغيرا كبيرا فيها قد حدث فى العمارة والتعداد والزحام والإرهاب ويقابل من الحياة امرأة لها صفحة على الفيسبوك بعنوان "السايكلوب" لغرامها بروايات الرعب وتتمنى أن تمتلك هذا الحيوان الأسطورى ذى العين الواحدة لتقتل به من لا تحبهم لكنه لا يوافقها لكن اندهاشه من العالم الجديد وشبكات التواصل الاجتماعى والإرهاب وفشل الثورات فى البلاد العربية والحروب فيها والانقسامات فى العالم والاختلاف فى العالم العربى كأنه ناتج من النظر بعين واحدة فيعود إلى عالمه الوهمى كشخصية فى رواية ويترك العصر والرواية التى كتبها.