قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا داخل أكبر مكتبة للصور ظهرت فى الحفل العالمى لطريق الكباش الخميس الماضي، والتى تعود للمصور عطية قديس، أشهر مصور فى أوائل القرن العشرين والذى بدأ تاريخه كمصور فى عام 1907، والتى شرح تفاصيلها حفيده إيهاب قديس الذى يقوم على رعاية تلك الموسوعة التراثية من الصور والبالغ عددها حوالى 1940 صورة ترصد الأقصر والصعيد قديماً، حيث إنه فى الدقيقة السادسة من فيلم "الأقصر.. السر"، ظهر إيهاب قديس وسرد قصة جدة الذي ترك خلفه تراث كبير مكون من 1940 صورة جميعها صور نادرة للأقصر.
ويقول إيهاب قديس، حفيد المصور التاريخي للأقصر عطية قديس، إن كواليس مشاركته فى الفيلم الوثائقى عن الأقصر كان بترشيح من أحد أبناء المدينة والذي يعلم تماماً تاريخ تلك الصور، ولدى دخول المخرج تامر محسن لمكتبة الصور التاريخية على سور فندق ونتر بالاس التاريخي، أعجب جداً بكل ما بداخلها وتحدث معه وسأله "قد إيه وقت محتاج عشان تحكى قصة جدك وتاريخ الصور النادرة"، فرد إيهاب قديس قائلاً: "من ربع ساعة لساعة كاملة"، ورد عليه المخرج تامر محسن وقال: "أنا عاوزك تلخص كل ده فى 30 ثانية تظهر فى حفل طريق الكباش"، وبالفعل تواجد لديه فريق العمل طوال النهار للتجهيز وخروج ذلك المشهد بالشكل الذى أبهج الجميع وأثنى على ذلك التاريخ النادر للأقصر.
ويؤكد إيهاب قديس لـ"اليوم السابع" أنه في يوم التصوير تواجد فريق العمل منذ العاشرة صباحاً وحتى بعد العصر لالتقاط الجزء المطلوب من الحفل، حيث تمت معاينة كل شبر داخل البازار الكبير لديه، وكذلك مراجعة كل كلمة سيقولها خلال الحفل لتظهر بمشهد مميز فى وقت لا يتعدى 30 ثانية فقط، مبدياً سعادته الكبيرة بهذا المشهد الذى وثق جزء من تاريخ عطية قديس كأقدم وأهم مصور فى تاريخ الأقصر قديماً.
ووجه حفيد المصور التراثى عطية قديس جزيل الشكر للقيادة السياسية، والمخرج تامر محسن وكل فريق العمل، على إظهار الأقصر بهذا السحر والجمال وإعادة إبراز عظمتها أمام العالم أجمع.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة حرمه، شهدا مساء الخميس الماضي، الحفل الأسطورى العالمى لافتتاح طريق الكباش، وقد تابعت أنظار العالم الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، التي جاءت بعد الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش".
وطريق الكباش الفرعونى هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة