الفيلم البنجلاديشى "ريحانة".. رحلة البحث عن غدٍ آمن

الإثنين، 20 ديسمبر 2021 07:00 م
الفيلم البنجلاديشى "ريحانة".. رحلة البحث عن غدٍ آمن الفيلم البنجلادشي "ريحانة"
تحليل يكتبه على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي لجمهوره فى دورته الافتتاحية، واحدًا من أمتع الأفلام السينمائية ومن أكثرها جودة، وهو الفيلم البنجلاديشي "ريحانة مريم نور"، ولا أستطيع أن مدى انبهاري بهذا المستوي الفني الرائع والمدهش لفيلم ينتمي لبنجلاديش والتي ربما ليس لديها تواجد علي الساحة السينمائية نتيجة لكثير من الظروف الخاصة بالبلد، لكنها ربما تفوقت بذلك الفيلم على كثير من السينمات الناشئة فى بعض الدول والتي لم تصل إلى هذا المستوى الفني الذي قدم من خلال فيلم "ريحانة".
 
فيلم ريحانة (1)
فيلم ريحانة 

فيلم ريحانة (1)
فيلم ريحانة
 
فيلم ريحانة يعتقد البعض أنه ربما فيلم ينتمي لنوعية الأفلام النسوية التي تدافع عن حقوق المرأة وحقها في التعبير عن نفسها بحرية، لكنه في حقيقة الأمر فيلم يعري المجتمع الفاسد الذي يقمع ليس فقط الحريات، وإنما يدعم الفاسد ويبرر له فساده، ليكون "كله تمام"، في ظل هذا المجتمع بتناقضاته تحارب "ريحانة" ضد التيار، تقف في مواجهة ما اعتاد مجتمعها تمريره من فساد، وكأن شيئا لم يكن، لتكون صرخة، في وجه الفساد، تواجه بها المتحرشين والفاشلين.
 
تضع ريحانة علي عاتقها مواجهة فساد المجتمع من خلال دورها كطبيبة في مستشفي جامعي تعيش فيه الطالبات جنبًا إلى جنب بجوار مكاتب أساتذتهم، ليتخذ واحدًا منهم مكتبه مكانًا يستغل فيه الفتيات جنسيًا، مقابل مساعدتهن فى النجاح بالدراسة، تكتشف ريحانة الأمر لتتخذ من مكانتها في المستشفي منبرًا، للدفاع عن حقوق تلك الفتيات وكشف الفساد، لكنها تفقد ربما كل شيء في النهاية، إلا كرامتها واعتزازها بنفسها فرغم فشلها في محاربة الفساد إلا أنها تضع نفسها في معركة مع مستقبل ابنتها، التي تربيها على ألا تفقد احترامها لنفسها، وألا تنكسر أبدًا في محاولة منها لحماية تلك الطفلة من تشوهات المجتمع الفاسد الذي يرفض الإعتراف بالخطأ، ما يجعل الفساد يستشرى في كل مكان.
 
فيلم ريحانة (2)
فيلم ريحانة 

فيلم ريحانة (2)
فيلم ريحانة 

فيلم ريحانة (3)
فيلم ريحانة 
 
 
المخرج عبد الله محمد سعد، من المخرجين الواعدين ممن ينتظر الوسط السينمائي منه المزيد من الأعمال السينمائية، خاصة أنه قدم في فيلم ريحانة أداء منضبط لإيقاع الفيلم، واختار فريق عمل متميز استطاع من خلاله أن ينقل لنا شحنة مشاعر الفيلم بكل مفرداته، إضافة إلى أنه اختار اضاءة الفيلم التي تميل للون الأزرق، ليمنحنا شعور البرود، برود ردود الأفعال تجاه ما تعانيه بطلة الفيلم، فالجميع يتعامل ببرود وخنوع، بينما هي تصارع الفساد والمجتمع المشوه.
 
الفنانة أزميرى هاكوي بادهون والتي لعبت الدور الرئيسي بالفيلم وضعت يديها علي مفاتيح الشخصية، لتجيد نقل مشاعرها والتعبير عنها، في الأم المقهورة التي تواجه مسئوليات الحياة ومسئولية ابنتها، ومسئولية الحفاظ علي نشئ جديد تدرس لهن وتريدهن أن يكن موجه تحطم وتواجه القيود المستقبلية.

فيلم ريحانة (4)
فيلم ريحانة 
 
الطفلة عافية جاهن جايما، والتي قدمت دور ابنة "ريحانة"، رغم صغر سنها إلا أنها استطاعت أن تجيد دورها بحرفية الكبار، وكأنها هضمت الدور بكل تفاصيل، فهي لا تقل مساحة دورها عن الأدوار الرئيسية، كما أن تأثيرها بالعمل تأثير بالغ الأهمية وشكلت مع الفنانة أزميري ثنائي الأم والأبنة، بمشاعر فياضة ما بين الحنان والقسوة والخوف والشجن.
 
 

  

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة