شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فى دورته الافتتاحية بجدة بالسعودية، عرض الفيلم الأردني "فرحة" للمخرجة دارين سلام، وهو الفيلم الذي يشارك في بطولته الممثل الفلسطيني أشرف برهوم والذى يؤدى دور والد "فرحة"، وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت تعيش طفولة هادئة لتنقلب حياتها رأسًا على عقب بعد أحداث النكبة عام 1948 وتتجرد من كل حقوقها كطفلة، وتضطر كباقى أفراد جيلها إلى أن تتذوق مرارة الرعب والخوف المتكرر، فضلاً عن الحرمان من التعليم، لكنها تشبثت بالأمل لتجاوز مآسيها، وصوّرت دارين سلام أحداث فيلمها فى عمّان وعجلون والبلقاء وتروى ويشارك فى الفيلم الفنان على سليمان.
دارين سلام
"اليوم السابع" التقي المخرجة الأردنية دارين سلام، لفتح معها حوار حول كواليس الفيلم ومضمونه وهو كالتالي.
فى البداية كيف تجدين التطور الكبير في السينما الأردنية خاصة مع عرض مجموعة من الأفلام الأردنية المتميزة فى الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر؟
الحضور الأردني فى مهرجان البحر الأحمر جيد، ونحن سعداء بأن الأفلام الأردنية المعروضة بالمهرجان ذات جودة كبيرة، وتنوع، أما عن فيلمي "فرحة"، حاولت أن أناقش القضية الفلسطينية بمنظور مختلف، خاصة أن القضية الفلسطينية تمت مناقشتها في الكثير من الأفلام، لكن نادرًا، ما تحكي القصة منذ بدايتها، منذ عام 1948، وهى التوقيت المهم فى كل شيء وما حدث بعد ذلك في فلسطين والعالم وهو تاريخ النكبة والذي لم يناقش بالسينما بشكل كبير أو موسع، فشعرت أنه من الضروري أن نحكي للأجيال القادمة ماذا حدث حتي يفهمون القصة من البداية.
دارين سلام
حرصت علي إظهار بطلة الفيلم "فرحة" وتجسدها الطفلة "كرم طاهر" بفتاة تحلم بالتعليم بما يتقارب مع فكرة النسوية بمفهومها الحديث، هل قصدت قول إن مفهوم النسوية موجود من ذلك التاريخ؟
لم أكن أقصد التركيز على ذلك بشكل أساسي، فأنا أحب أن أقدم الشخصيات النسائية فى أفلام بمنظور فعال، ويكون لها دور علي التغير، وتكون ملهمة لغيرها من الناس ممن يعيشون نفس ظروفها، من ضغط أو كبت لحريتها وطموحها، لكني في الفيلم شعرت أنه يجب أن يكون طموحها نحو التعليم جزءا من القصة ولأوضح أن فرحة لها شخصيتها وتفكيرها المختلف وهي شخصية حقيقية، وعندما جمعت المراجع لتقديم الفيلم قرأت عن الكثير من النساء والفتيات ممكن كسرن القواعد الجامدة وحرصن على تلقي التعليم، ووجدت أنني يكون أن أقدم "فرحة" لتكون مقاتلة وتدافع عن حقها في الحصول علي حلمها.
قدمت بالفيلم 52 دقيقة داخل غرفة مغلقة هل كان ذلك اختيار حر أم بسبب ميزانية الفيلم المحدودة؟
كان الأمر قرارًا حرًا منذ البداية، وليس له علاقة بالميزانية، فهو قرار فني وأنا أكتب وفي مرحلة ما كنت سأجعل الفيلم بالكامل داخل الغرفة لكنني اكتفيت بالـ 52 دقيقة، وقررت ذلك لأنني أعشق التحدي وهو كان تحديا كبيرا، خاصة في أول فيلمي طويل، حيث شعرت أنني بحاجة لأختبر نفسي هل أستطيع جذب المشاهد رغم ذلك كنت أريد أن يري الجمهور ما يحدث خارج الغرفة ولكن بعين ومشاعر "فرحة" التي ترصد ما يحدث من خلال فتحة صغيرة في باب الغرفة.
يشارك فى الفيلم الفنان علي سليمان وهو فنان عالمي لكننا فوجئنا بظهوره مشهدين فقط ألا تري أن ذلك عدم استغلال لوجوده وهل ذلك له علاقة بمدة الفيلم؟
من البداية التحضير وأنا كنت أحب أن يكون الفيلم عن "فرحة" وعن رحلتها من الطفولة البريئة إلى مرحلة النضوج والتي تصل لذروتها في هذه الغرفة التي حبسها فيها والدها لحمايتها من العدو، وكان فى ذهني طوال الوقت أن تكون الشخصيات الأخري، هي شخصيات داعمة لها، وبالتأكيد هي شخصيات مهمة ولكنني طوعت وجودها لإبراز رحلة فرحة، ووجود شخصية علي سليمان بالفيلم كانت تدعم التوتر والغضب الذي ينتاب فرحة، وبالنسبة لي كان يهمني أن يلعب الدور فنان مهم فى حجم علي سليمان، حتي دور كامل والد فرحة لعبه الفنان أشرف برهومي.
لماذا حرصت على إظهار أحد جنود العدو على كونه رحيمًا، رغم أنه في النهاية ترك الطفل الرضيع يموت دون رحمة أو شفقة؟
في المشهد السابق لهذا المشهد رصد الفيلم موت عائلة "أبو محمد" وبالتالي لم أريد أن أزيد من بشاعة الأحداث، إضافة إلى أنني أردت أيضا أن أظهر الجندي علي أنه غير جاهز للقتال، فهو مجبر علي المشاركة رغم أنه ربما لا يزال طفل وقلبه لا يقوي علي القتل وأنه لن ينضج بشكل كافى لينفذ مخططهم.