يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن عقبة جديدة أمام تمرير أجندته الاقتصادية، حيث أعلن السيناتور الديمقراطى جو مانشين، عن ويست فرجينيا، أنه لن يؤيد قانون إعادة البناء الأفضل، لينهى بذلك المفاوضات التى كان تجرى على هذه النسخة من التشريع، والذى من شأنه أن يوسع شبكة السلامة الاجتماعية فى الولايات المتحدة.
وقالت شبكة "سى إن إن" إن مانشين كان دائما عقبة رئيسية أمام تمرير التشريع، وأعرب عن مخاوفه بشأن عدد من البنود المتعلقة بقانون الضرائب والإنفاق الهائل وكيف يمكن أن يفاقم من التضخم المرتفع بالفعل فى الولايات المتحدة.
وقال مانشين فى تصريحات لفوكس نيوز، إنه لا يمكنه التصويت للمواصلة مع هذا البند من التشريع، "فقط لا أستطيع، لقد جربت كل ما هو إنسانى، ولا يمكن أن أصل هناك". وتابع قائلا: إن هناك اعتراضا على هذا التشريع وقد جربت كل شىء أعرفه. وعمل الرئيس باجتهاد، وكان العمل معه رائعا. فهو يعرف أن لدى مخاوف، والمشكلات التى لدى، والشىء الذى يجب علينا جميعا أن نوجه انتباهنا إليه هو المتحور، كوفيد الذى يعود إلينا فى جوانب مختلفة بطرق مختلفة، ويؤثر على حياتنا مرة أخرى.
وقالت سى إن إن إن دعم مانشين لمشروع القانون، الذى تبلغ قيمته 1.9 تريليون دولار والذى يركز على توسيع شبكة الضمان الاجتماعى والتقليل من تكاليف رعاية الأطفال والرعاية الصحة للأمريكيين، والتغير المناخى، ضرورى لتمرير التشريع باستخدام عملية تسمى مصالحة الميزانية، والتى تعنى أنه يحتاج إلى 51 صوت فقط لتمريره فى مجلس الشيوخ.
وأكد مانشين فى بيان صادر عن مكتبه أنه لا يستطيع أن يدعم التشريع، وقال: كنت دائما أقول: لو لم أستطع العودة إلى ولايتى وتفسيره، لا أستطيع أن أصوت عليه.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى يقف فيها مانشين عقبة أمام خطط بايدن والديمقراطيين، فسبق أن عرقل بشكل كبير تمرير أجندة بايدن الاقتصادية فى الكونجرس، ولم يوافق عليها إلا بعد تنازلات وحذف لبنود لتقليل قيمة الحزمة عن المقترح الأساسى. وفى يونيو الماضى، أكد السيناتور الديمقراطى جو مانشين أنه لن يصوت للموافقة على مشروع قانون الديمقراطيين الخاص بحقوق التصويت، وأنه لن يوافق على إنهاء لآلية "التعطيل" التشريعية.
وعلى الرغم من معارضة مانشين، فقد اكد زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشارلز شومر أنه سيجرى تصويت على التشريع فى وقت مبكر العام المقبل. ورغم أن موافقة مانشن ضرورية لتمرير التشريع، فإن شومر قال إن إجراء التصويت سيضع كل سيناتور على السجل، وقال إنه ينبغى أن يكون أعضاء مجلس الشيوع مدركين أن المجلس سينظر فى قانون إعادة البناء الأفضل فى العام الحديد حتى يكون أمام كل عضو الفرصة لجعل موقفه معروفا فى المجلس، وليس فقط فى التلفزيون.
واتهم البيت الأبيض مانشين بالتراجع المفاجئ وغير المفسر فى موقفه، ووصف تعليقاته بأنها انتهاك التزاماته تجاه بايدن والمشرعين الديمقراطية لو كان قد قرر إنهاء المفاوضات.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن موقف مانشين يمثل أحدث ضربة قاتلة لأحد البنود الأساسية لأجندة بايدن. وكان بايدن قد بدأ العام بأجندة بقيمة 4 تريليون دولار لإصلاح دور الحكومة فى الاقتصاد ومكافحة التغير المناهى والاستثمار فى أطفال أمريكا. واقتنع جزء منها لقانون البنية التحتية الذى تم تمريره فى الخريف، وقلص الباقى فى المفاوضات مع المعتدلين والتقدميين فى حزبه الذى يسيطر على مجلسى النواب والشيوخ بفارق ضئيل للغاية.