بين روعة الاسم وجمال المنظر، تجد فتاة عشرينية تلمع عيناها سعادة، تظللها أجنحة الحرية، تزين قصرها بمدينة المنصورة، تعزف موسيقى الحياة والأمل، تغزل بيداها منسوجات وعقدا، تاركة الخيط والأحجار يرتبان وقع خطواتهما بدقة بالغة وتناسق لونى يخطف الأنظار، هكذا اعتادت ياسمين كشك صاحبة الـ27 عاما أن تقضى وقتها فى رحاب الأطفال صانعة تحفا فنية ومنسوجات يدوية بقلب نقى وأنامل ساحرة وحس مرهف، مانحة للحياة حياة.
مثلت ياسمين لكثيرين طاقة أمل ونور بعد رحلة من التحدى خلقت فيها من رحم المعاناة أمل وحياة، بدأت باكتشاف أسرتها لإصابة إحدى عيناها بورم سرطانى فى الشبكية بعد أربعين يوما من ولادتها، اضطر الطبيب لاستئصاله حتى لا ينتشر الورم فى سائر جسدها لتفقد نور العين المصابة، وبعد بلوغها الرابعة من عمرها أصيبت عينها الأخرى بورم سرطاني، لتصبح كفيفة على أثره وهى لا تزال فى عمر الزهور، إلا أنها تسلحت بالعزيمة والإرادة وأنارت حياتها بالجمال والإبداع واحترفت صناعة المشغولات اليدوية والإكسسوارات، وأجادت ببراعة العزف على الآلات الموسيقية.
وقالت ياسمين كشك الحاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لـ"اليوم السابع"، إنها تعشق الفن والإبداع منذ طفولتها، فكانت تحاول دوما أن تجيد العمل على كل ما هو جميل ويبعث النور والأمل متحدية إعاقتها البصرية، فوجدت نفسها تمتلك موهبة صناعة المشغولات اليدوية، وباجتهادها ودعم كل من حولها استطاعت أن تحول الموهبة لاحتراف وأجادت مع الوقت صناعة المشغولات اليدوية والكروشيه والإكسسوارات مستخدمة الأحجار الكريمة وحبات الخرز، صانعة بذوقها الرفيع وبدقة بالغة أجمل الإكسسوارات، معتمدة على حاسة اللمس وذاكرتها القوية.
وأضافت أن احترافها لصناعة الإكسسوارات جاء صدفة وبالتجربة، عندما شجعتها معلمتها وأتاحت لها الفرصة بالتجربة فى مدرسة المكفوفين، وكانت هى اللحظة الأولى التى تلامس فيها يداها الخرز والخيط، ومع المحاولة والتكرار احترفت المجال وأبهرت الجميع بصنع أجمل العقد والأساور والخواتم، بتناسق لونى وشكلى أبهر الأنظار، وعندما بلغت الـ13 عاما احترفت العزف على الآلات الموسيقية، مشيرة إلى أن المدرسة كان لها دورا بارزا فى صقل موهبتها الفنية، حيث ركزت معها على المجال الحسى واليدوى من خلال تعليمها التعرف على الأشياء من حولها عن طريق التلامس، فضلا عن اهتمامها بدعم وتحفيز كل من لديه موهبة على مواصلة التعلم وكسب الخبرة لإجادة الموهبة والتميز فيها.
وتابعت أنها احترفت صناعة المشغولات اليدوية والكروشيه مؤخرا بمساعدة إحدى المتطوعات، التى منحتها الفكرة وظلت تدعمها حتى تداركت الأمر، وأصبحت قادرة على التمييز بين أنواع الخيط المختلفة وألوانه عن طريق الملمس، مضيفة أنها استعانت بفيديوهات تعليمية لتزيد من خبرتها وبالمتابعة والسمع أجادت الصناعة، وأصبحت تجيد صناعة الحقائب وملابس الأطفال وغيرها من مشغولات الكروشيه.
وأشارت إلى أن أسرتها فى بداية اهتمامها بالصناعات اليدوية كانت مندهشة من قدرتها على إجادة صناعة المشغولات اليدوية، ولكن مع الوقت استطاعت أن تثبت لهم مهاراتها ومدى قدرتها على تنفيذ كل ما هو صعب ويحتاج للعمل والإتقان، وأصبحوا يتسابقون على شراء مشغولاتها اليدوية والإكسسوارات.
وقالت إنها رزقت بذاكرة قوية وحاسة لمس تجذب قلبها لكل ما يبحث الجمال والنور، فاعتمدت على ذاتها وإحساسها وخيالها النافذ وذاكرتها التى اختزنت ألوان الأشياء فى طفولتها قبل فقدها لبصرها، وبأقل التكاليف استطاعت أن تحول الخيط لمنسوجات يدوية بدقة ومهارة عالية، مشيرة إلى أن قوة خيالها فى تشكيل الشيء وتوقعه، وذاكرتها وإحساسها بالشيء من خلال حاسة اللمس منحوها القدرة على تذكر الألوان ومعرفة نوعية الخطوط والأحجار والخرز، وتصميم العقد والأساور بدقة بالغة فى الشكل واختيار الألوان، مضيفة أنها طورت من مهارتها مع الوقت واستطاعت أن تدخل خامات جديدة ومختلفة من الخيوط والأحجار لتضفى جمالا وإبداعا مضاعفا على المشغولات وتنجح فى استقطاب كل شرائح المجتمع لشراء إبداعاتها بأقل الأسعار.
وعن طريقة التصميم، قالت إنها تنفذ أى تصميم يطلبه منها الزبون بالشكل والألوان والخامات ببراعة شديدة، فمن خلال تخيل شكل التصميم وتحديد لون الأحجار وحبات الخرز باللمس والإحساس، فبتركيز شديد تبدأ فى إدخال حبات الخرز واحدة تلو الأخرى فى الخيط حتى يتشكل لديها العقد أو الأسورة أو السبحة أو الميدالية المطلوبة، مضيفة أن الترتيب والتنظيم يعطى صورة جمالية أفضل للشيء حيث تهتم بوضع حبات الخرز فى علبة خاصة، وكذلك الأحجار، حتى يساعدها ذلك على تذكر تفاصيل الشيء بسهولة شديدة.
وتابعت أنها تهتم بتنويع التصميمات والألوان المستخدمة فى الصناعة، كما تعمل على مواكبة كل ما يطرأ من مستجدات على عالم المشغولات اليدوية والإكسسوارت؛ لتحظى منتجاتها بإعجاب الأطفال والشباب والكبار فى آن واحد، مضيفة أن نوعية الأحجار المستخدمة وحجمها والوقت الذى تستغرقه لتنفيذ التصميم جميعها عوامل تحدد الأسعار، فقد تستغرق صناعة المشغولات اليدوية والكروشيه ساعات وأيام إن كان القطعة تحمل تفاصيل كثيرة وتحتاج لدقة بالغة.
وقالت إنها نجحت فى تعريف الناس بموهبتها وفنها الراقى من خلال دعم والديها لها وتشجيعها الدائم على تطوير موهبتها، كما كان لمشاركتها فى عدد كبير من الفعاليات والمعارض دورا كبيرا فى إبراز تفوقها واحترافها صناعة المشغولات اليدوية، كان آخرها المشاركة فى معرض تراثنا بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى دعمها وشجعها على استكمال مسيرة النجاح بتقديم أجمل المشغولات اليدوية والإكسسوارات، فضلا عن ترويجها لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن أحلامها، عبرت ياسمين عن سعادتها البالغة بما حققته فى مجال المشغولات اليدوية، حيث استطاعت فى فترة قصيرة أن تجيد كل الصناعات اليدوية من كروشيه وإكسسوارات، وأن تستقطب معجبين لها من جميع المحافظات، وقالت إنها ستكمل مسيرة التعليم لتحصل على الدكتوراة بعدما حصلت على تمهيدى ماجستير قسم اللغة الإنجليزى بكلية الآداب، وستكمل مسيرة تعليم الأطفال فن صناعة المشغولات اليدوية والتى بدأت فيها بالفعل منذ فترة حتى تمنحهم من خبرتها وعلمها فى المجال وتنشأهم على الفن والإبداع والجمال، مؤكدة على أن أحلامها ليس لها حدود وبعزيمتها وإصرارها ستحققها.
ابنة مدينة المنصورة ياسمين كشك
إجادة ياسمين العزف على الآلات الموسيقية
سعادة ياسمين وهي تصنع الكروشيه
صناعة الأساور والميداليات يدويا
صناعة الإكسسوارات باستخدام الأحجار والخرز
مشغولات يدوية
منتجات ياسمين من اكسسوارات وميداليات وسبح
ميداليات الفضة
ياسمين كشك ابنة المنصورة تبدع في صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك أثناء عزفها عل آلة البيانو
ياسمين كشك تجيد صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك تحترف صناعة المشغولات اليدوية والإكسسوارات
ياسمين كشك تحترف صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك تدهش الجميع باحترافها صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك تعلم الأطفال المشغولات اليدوية
ياسمين كشك تعلم الأطفال فن صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك تقضي وقتها في تعليم الأطفال صناعة المشغولات اليدوية والإكسسوارات
ياسمين كشك خريجة كلية الآداب وتحترف صناعة المشغولات اليدوية
ياسمين كشك