أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء أن المباحثات بشأن مبادرة الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو إلى حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية ستبدأ أوائل العام المقبل.
وقال الوزير الروسي -في مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية الناطقة بالعربية- إن الادعاءات القاضية بأن المبادرات الروسية بشأن وضع نظام ضمانات أمنية مع الناتو وواشنطن لخفض التوترات في أوروبا لم تتلق إلا التجاهل من قبل الغرب غير صحيحة، على الرغم من التصريحات "غير المناسبة" التي تأتي على لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.
ووصف لافروف رد الأمريكيين على المبادرات الروسية الجديدة بأنه "مهني"، قائلا: "جرت سلسلة اتصالات على مستوى المساعدين المعنيين بالشئون الخارجية لرئيسي روسيا والولايات المتحدة، وخلال الاتصال الأخير تم تنسيق النواحي التنظيمية للعمل المستقبلي، وتم الاتفاق على أن الجولة الأولى من المباحثات ستجري أوائل العام المقبل بين مفاوضين روس وأمريكيين وقد تم تحديد أسمائهم وهي مقبولة لكلا الطرفين".
وقال إن موسكو تنوي في يناير المقبل أيضا تفعيل منصة تفاوضية لمناقشة المقترحات الروسية بشأن إبرام اتفاقية أمنية مع الناتو، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هذا الموضوع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني الجديد أولاف شولتس مؤخرا، وأكد لهما أن موسكو ستطرح مسألة الضمانات الأمنية على النقاش ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتابع: "هكذا تتبلور هناك ثلاثة اتجاهات للحوار، ويبدو لي أن هناك توافقا بين موسكو وواشنطن على الأقل بشأن ضرورة تفعيلها، ولا أرى أي سبب يتناقض مع مصالح أي دولة أخرى في منطقتنا المشتركة".
ولفت إلى أن الأمريكيين أبدوا استعدادهم لمناقشة مجموعة من مباعث القلق المطروحة في الاقتراحات الروسية، ووصفوا نقاطا أخرى بأنها "غير مقبولة"، كما قالوا إن لديهم مباعث قلق خاصة بهم.
وقال لافروف "مستعدون للنظر فيها (مباعث القلق الأمريكية)، لكن لم يتم إطلاعنا عليها بعد. ورغم التفاهم بشأن النواحي التنظيمية، هناك الكثير مما يتعين القيام به فيما يخص مضمون المباحثات، وسبق أن ذكر الرئيس أن هذا العمل لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن التهديدات تتصاعد حولنا باستمرار خلال العقود الأخيرة، وتقترب البنى التحتية الخاصة بالناتو من حدودنا بشكل مباشر، وتعرضنا للخداع مرارا ابتداء من وعود شفهية وصولا إلى التزامات سياسية مطروحة في اتفاقية روسيا-الناتو الأساسية، ولذلك نصر هذه المرة، كما قال الرئيس بوتين، على ضرورة تقديم ضمانات قانونية إلزامية".
وشدد على أن حزمة من المبادئ التي تم توقيعها على أعلى مستوى بصفة التزامات سياسية تشكل حجر الأساس لنظام الأمن اليورواطلسي، بما فيها مبدأ الأمن المتساوي وغير المجزأ الذي ينص على أنه لا يجوز لأي من دول المنطقة اليورواطلسية أو لأي من أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعزيز أمنه على حساب الآخرين.