قد تفترض أن الإضراب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ التصنيع وتشكيل النقابات العمالية وهذا أمر خاطئ، ففى حين أن عصور التصنيع كانت بالطبع هى التى أدت إلى قوى عاملة منظمة بشكل أفضل، فإن فكرة إيقاف العمل بسبب الخلافات بين العمال وأصحاب العمل تعود إلى زمن بعيد بالفعل.
ووفقا لموقع history extra بدأ الإضراب الأول المسجل فى التاريخ عام 1152 قبل الميلاد، في 14 نوفمبر، وكان هذا في عهد رمسيس الثالث فى مصر القديمة.
ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة التي روجتها إلى حد كبير القصص التوراتية، أن الكثير من الأعمال فى الآثار المصرية القديمة قام بها العبيد، فى حين أن المصريين كان لديهم بالفعل عبيد، إلا أنهم لم يكونوا بأى حال من الأحوال القوة العاملة الرئيسية، فقد كان الحرفيون والبناؤون وعمال النقل يتقاضون أجورًا ويتضح هذا من خلال جودة الهياكل البنائية، التي ظل العديد منها قائمًا لأكثر من 3000 عام.
في نوفمبر 1152 قبل الميلاد ، كانت الأزمات تتصاعد أثناء بناء مقبرة ملكية - مجموعة من المقابر السراديب - في دير المدينة التى تقع غرب الأقصر حيث شعر العمال أنهم يتقاضون رواتب متدنية وأن أجورهم متأخرة، لذلك نظموا إضرابًا جماعيًا لوقف أعمال البناء.
كان الرد مثيرًا للاهتمام، فقد تفترض أن الفراعنة سيخرجون السياط أو يقطعون رؤوس قادة الإضراب، ولكن بعد المناقشة تم دفع أجور الحرفيين، وتمت زيادة أجورهم بالفعل - وعاد العمال لإنهاء العمل، ولا تزال المقبرة قائمة حتى يومنا هذا.
وقد سجلت تلك الأحداث في بردية تسمي ''بردية تورين'' وهي موجودة حاليا في إيطاليا وكتبها كاتب يدعي أمون- نخت بن ابوي، الذى عاش في قرية دير المدينة التي تقع غرب الأقصر.