أكد الدكتور حسن عبد الرحيم نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية للبحوث والمشروعات سابقا، أن هناك أهمية كبيرة للتراث الثقافى الآثرى المصرى، موكدا أنه يجب الحفاظ عليه إلى ثروة المعرفة والمهارات التى تنتقل من جيل إلى جيل.
وأوضح عبد الرحيم فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أنه تم استخدام تقنية التشعيع الذى يؤثر على الكائنات الحية منذ أوائل السبعينيات كاحد طرق المعالجة و الحفاظ على التراث الثقافى ، موضحا أنه تم تطوير هذه التقنية فى البداية فى جمهورية التشيك وفرنسا ، مع بعض النجاحات الباهرة متمثلا فى معالجة مومياء رمسيس الثانى التى تمت بفرنسا، لافتا إلى أنه يتم حاليا استخدام الاشعاع المؤين فى الحافظ على الاثار فى العديد من البلدان وأصبحت على نطاق واسع فى بلاد آخرى كرواتيا والبرازيل وإيطاليا، أنه يتم تقسيم الحفاظ على التراث الثقافى عادة إلى حفظ وقائى و حفظ تدخلي.
وقال عبد الرحيم، إن الحفظ الوقائى يميل بشكل أساسى إلى توفير بيئة وقائية للتراث وغالبًا ما يتطلب التحكم فى الظروف البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والبيولوجية البيئة المحيطة والتعرض للضوء أو الأشعة فوق البنفسجية لتجنب التدهور اللاحق، مضيفا أن العلاج او الحفظ التدخلى هو طريقة تدخل يتم تطبيقها من أجل إيقاف، أو على الأقل لتقليل معدل تدهور الجسم الاثرى وعلى عكس الحفظ الوقائى، يشير الحفظ التدخلى إلى أى فعل ينطوى على تفاعل مباشر مع المادة الثقافية.
وتابع أنه يمكن أن يشمل التنظيف أو العلاج أو الإصلاح أو حتى أكثر من ذلك إجراءات قوية وحاسمة مثل إزالة طلاء أو طلاء أو استبدال أجزاء من الاثر على سبيل المثال نظرًا لأنه يتعارض بشكل مباشر مع طبيعة القطعة الاثرية الثقافية ، فإن الحفظ التدخلى هو الأولى ، قائلا " يجب أن يحترم المبدأ الأخلاقى من أجل الحفاظ على القطع الاثرية وهو جعل الاثر أقرب إلى حالته الأصلية ممكن ولأطول فترة ممكنة ". وكذلك فيما يتعلق بمتطلبات المبادئ التوجيهية الأخلاقية مثل الحد الأدنى من التدخل.
وأكد عبد الرحيم أن علاج التراث الثقافى المصاب بالكائنات مثل الفطريات والبكتيريا والحشرات التى لها دورة حية معقدة، بما فى ذلك مراحل نائمة مقاومة للمبيدات الحيوية المختلفة و الظروف المعيشة غير المواتية- والحد من تدهورها قد يتم حاليا باستخدام الغازات مثل أكسيد الإيثيلين (ETO) وبروميد الميثيل (CH3 Br) وهما الغازان الأكثر استخدامًا لهذه الأغراض ، وكذلك العمل على نقص الأكسجين فى الوسط المحيط بالقطعة الاثرية المصابة بالحشرات هو حل آخر للقضاء عليها، ومع ذلك، فإن كفاءة المعالجة التى تنطوى على انتشار الغاز يصعب التنبؤ بها، حتى عندما تكون أهم معاملات المعالجة "تركيز الغاز ودرجة الحرارة ووقت التلامس" يتم التحكم فيها بدقة.
ويرى عبد الرحيم أن تقنيات التشعيع بدون تلامس فعالة للغاية فهى تقنية جافة وتتم تحت درجة حرارة الغرفة الى جانب ذلك، يتم تعزيزها من خلال قوة الاختراق لـ أشعة جاما التى توفر طريقة فعالة وامنة للوصول إلى القطعة الاثرية ثلاثية الأبعاد من الداخل وتستخدم التفنيات الاشعاعية فى الحد من تدهور التراث الثقافى، وخاصة الجزء المهم من مخزون التراث الثقافى المصنوع من الخشب أو الجلد أو النسيج أو الورق فهى الاكثر امانا من الطرق الكلاسيكية التقليدية الاخرى.
وأكد نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية للبحوث والمشروعات سابقا، أن استخدام الإشعاع لتدعيم المواد المسامية وكذلك تدعيم المشغولات اليدوية المسامية وهو التطبيق الثانى للإشعاع المؤين فى مجال الحفاظ على التراث الثقافى ، وهى مستمدة من دراسات تعود إلى الستينيات حيث كان الهدف تحسين الخواص الميكانيكية للمواد المسامية والخشب والخرسانة على وجه الخصوص ومع مرور الوقت ، ثبت أن للإشعاع المؤين قدرات أخرى مفيدة لحفظ التراث الثقافى من خلال بدء البلمرة والربط المتشابك ، قد يكون الإشعاع هو المفتاح فى توحيد المسام والاجزاء المدمرة للقطعة الاثرية واعادتها الى التماسك مرة اخرى والحفاظ على الشكل والابعاد الاصلية ، حيث أن الطريقة الاشعاعية استخدمت بالفعل بواسطة التشريب الفراغى براتنج سائل متبوعًا ببلمرة يتم التحكم فيها بواسطة تشعيع جاما.