كاتب وأديب ومفكر لبنانى أجاد اللغة العربية والتركية والفرنسية، هو شكيب أرسلان، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 25 ديسمبر من عام 1869م، وكان كثير السفر فقام برحلاته المشهورة من لوزان بسويسرا إلى نابولى فى إيطاليا إلى بورسعيد فى مصر واجتاز قناة السويس والبحر الأحمر إلى جدة ثم مكة وسجل فى هذه الرحلة كل ما رآه وقابله.
عرف شكيب أرسلان بصداقته لمجموعة كبيرة من الأدباء والمفكرين مثل أمير الشعرا أحمد شوقى والمفكر جمال الدين الأفغانى والذى تأثر به كثيرًا واقتدى به فى منهجه الفكرى وحياته السياسية، كما اتصل بالإمام محمد عبده ومحمود سامى البارودى.
وقد كان له عدد كبير من المؤلفات منها ما صدر ومنها ما ظل مخطوطات تبلغ عددها الـ24 مخطوطة، وكان أبرز ما صدر له: "تاريخ غزوات العرب فى فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط- فى عام 1933م، والحلل السندسية فى الأخبار والآثار الأندلسية- عام 1939م، والسيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة فى 1937م، وشوقى أو صداقة أربعين فى عام 1936م، ولماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم فى عام 1939م، بالإضافة إلى والارتسامات اللطاف، وتاريخ غزوات العرب، وعروة الاتحاد، وحاضر العالم الإسلامي، إلى جانب ترجمته رواية "آخر بنى سراج" للكاتب الكونت دى شاتوبريان، فى عام 1925م.
وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وتحررت سوريا ولبنان، عاد شكيب أرسلان إلى وطنه فى أواخر عام 1946م، فاستقبل استقبالاً حافلاً، ولكن تمكن منه مرض تصلب الشرايين والنقرس والرمل فى الكليتين، وناهز الثمانين عامًا، ليرحل عن عالمنا فى 9 ديسمبر من عام 1946م.