يقع مبنى دار الأوبرا الخديوية التى أنشئت عام 1869 في وسط القاهرة، وهى دار الأوبرا التى قدمت في 24 ديسمبر من عام 1871 أول عرض لأوبرا جديدة من تأليف الملحن الأكثر شهرة في العالم آنذاك "جوزيبي فيردي" تحت عنوان أوبرا عايدة.
أوبرا عايدة هي واحدة من أكثر عروض الأوبرا أداءً في جميع أنحاء العالم حيث تحظى مصر القديمة التى تجرى بها الأحداث باهتمام المخرجين والجماهير مثل إسبانيا كارمن أو اليابان ماداما باترفلاي ، ويتم الحفاظ على مصر الفرعونية دائمًا كخلفية مذهلة لقصة الحب التى تجسدها الأوبرا الإيطالية التقليدية، وقد قال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في تفسيره لانتشار أوبرا عايدة بقوله : "الأمر كان مجرد نتاج آخر للإمبريالية الأوروبية - الأوبرا كان لها تأثير مخدر وكذلك إعلامي على الجماهير الأوروبية".
ووفقا للجارديان البريطانية تصدرت أوبرا عايدة الأخبار أيضا عندما رفضت السوبرانو الأمريكية تامارا ويلسون وضع مكياج الوجه الأسود لأداء دور البطولة في أرينا دي فيرونا الإيطالية.
وأوبرا عايدة عبارة عن حكاية من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي فيردي من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل، وضع فيردي الموسيقى لاوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الاوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس حيث قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما "أفوسكاني" و"روسي"، انشئت الأوبرا بين حي الأزبكية وحي الاسماعيلية وتم استخدام العديد من الرساميين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانيين من الموسيقين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس لم تعرض في الاحتفالية وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم اوبرا" ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا الخديوية وهو الاسم الذي اشتهرت به آنذاك
الأوبرا بشكل عام عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي، وأوبرا عايدة عبارة عن قطعة مسرحية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية موزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، تحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية عايدة وراداميس قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة، قدمت أوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الاوبرا القديمة الخديوي ولم يتمكن فيردي من الحضور، وعرضت في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في إيطاليا في فبراير 1872.
صورة نادرة لدار الأوبرا الخديوية