نجيب محفوظ أديب عالمى حائز على جائزة نوبل فى الأدب، وهو دائما محط أنظار القراء ليس فى مصر فحسب بل العالم العربى والغربى، وهذا ما جعل الجميع ينتظرون خلال الفترة الماضية لمن ستذهب حقوق نشر أعماله، إلى أن استقر ورثة الأديب العالمى على دار ديوان، والتى أعلنت عن عقد مدته 15 عاما يبدأ من مايو 2022، لنشر أعمال محفوظ بشكل حصرى ورقيا وصوتيا، وإصدار نسخ إلكترونية بجانب مؤسسة هنداوى.
وبعد ذلك أعلنت دار ديوان تشكيل لجنة من كبار النقاد المصريين لمراجعة أعمال محفوظ، لتصدر لأول مرة طبعة محققة ومراجعة مراجعة دقيقة، وتشكلت اللجنة من الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمد بدوى، والكاتب الصحفى محمد شعير، والكاتب مصطفى بيومى، والشاعر والمترجم أحمد شافعى، والروائى أحمد القرملاوى مدير النشر بدار ديوان.
ولكن أمر تشكيل اللجنة دفع عددا من المثقفين للاعتراض وإعرابهم عن تخوفهم من نوايا دار النشر الجديدة تجاه أعمال محفوظ، فيما نفت الدار الجديدة اتجاهها لإجراء أى تغيير فى أعمال محفوظ، وإنما إعادة الروايات إلى أصلها الذى كتبه محفوظ والرجوع فى ذلك إلى المخطوطات الأصلية بخط يده.
لكن السؤال الذى يفرض نفسه على سياق هذا الحدث، ماذا سيكون رد فعل نجيب محفوظ حال هذا الأمر إذا كان على قيد الحياة؟ ذلك الأمر بالفعل جاوب عليه الكاتب العالمى بنفسه قبل ذلك الحدث بنحو 26 عاما، من خلال حوار صحفى أجراه الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق فى الهلال عام 1995م، وكان عنوانه الرئيسى "مكتبة مصر تحرف أعمال نجيب محفوظ!!".
ومن بين الأسئلة التى طرحت خلال الحوار هو حول تفسيره لتحريف رواياته، قائلا: نستطيع تفسيرها بأنها أخطاء مطبعية لأن الطباعة زمان كانت بطريقة الجمع التصويرى وكانت أكثر دقة من الآلات الحديثة التى تتميز بأنها كثيرة الأخطاء وربما تكون الطبعات الجديدة، مش بتفوت على الحاج "سعيد السحار" ـ صاحب مكتبة مصرـ.
وفى سؤال آخر حول عدم إمكانية المؤلف من مراجعة أعماله بنفسه مثل الدكتور طه حسين والعقاد ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس بسبب رحيلهم عن عالمنا؟، فرد الكاتب العالمى نجيب محفوظ على ذلك قائلا: هنا يكون الناشر مثل القاضى لا سلطان عليه إلا ضميره.. أو ماذا نفعل فكروا معى "هذا السؤال طرحة نجيب محفوظ حلال الحوار" فجاوب : ننشئ هيئة خاصة لمراجعة الكتب مثل كتب التراث أو التى رحل مؤلفوها عن عالمنا"، وفى هذا الأمر فيتبين أن صاحب نوبل من المؤيدين لفكرة إنشاء لجنة لمراجعة الأعمال الأدبية وخصوصًا الخاصة بالكتاب والأدباء الذين رحلوا عن عالمنا.
وفى سؤال آخر إذا أراد الباحث الرجوع إلى طبعة موثقة ليدرسها فلماذا يرجع؟ فجاء رد الكاتب الكبير نجيب محفوظ قائلا : هناك أعمالى الكاملة التى صدرت فى بيروت عن "دار العودة" الحقيقة كان الناشر غاية فى الأمانة، تصور أنه كان يطلبنى تليفونيًا إذا لم يتضح أمامه حرف فى سطر: من وجهة أخرى فأنا أثق فى صداقتى القديمة بسعيد السحار ولذا لا أتصور أن هناك قصد تشويه أى عمل لى، وأضاف خلال حديثه أن حصوله على نوبل جاء بعد قراءة أعماله المترجمة لأن المترجمون كانوا أكفاء واعتمدوا على الطبعات الأصلية.