شهدت مصر فى الآونة الأخيرة، خاصة فى السنوات الماضية، تقدما ملحوظا فى مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوى الهمم، نتيجة للإرادة السياسية الداعمة والمساندة التى سعت إلى خلق مساحة ومناخ ملائم لتضافر جهود كل شرائح المجتمع من مؤسسات أكاديمية وتشريعية وغير ذلك، لدعم أصحاب الهمم والقدرات الخاصة، اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة يصادف 3 ديسمبر من كل عام، وهو يوم عالمى خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوى الإعاقة، يهدف إلى زيادة فهم قضايا الإعاقة والعمل على حلها لأصحابها، ولا يمكن التحدث هذا العام عن هذا اليوم المميز، دون أن نستعرض أهم الإنجازات التى تحققت لتلك الفئة على مدار السنوات الأخيرة، بعد سنوات مضت عانى فيها ذو الاحتياجات الخاصة من الإقصاء والتهميش، لتأتى 30 يونيو كتصحيح مسار لكثير من الملفات، ويبدأ معها عصر جديد من الاهتمام والتمكين للأشخاص ذوى الهمم.
- 2014
- 2018
صدر قرار رئاسى بتخصيص هذا العام ليكون عاما لذوى الاحتياجات الخاصة، وخلاله تبنت دولة 30 يونيو العديد من المبادرات والقرارات والقوانين لدعم ورعاية ذوى الإعاقة، وكان أبرزها صدور القانون رقم 10 لسنة 2018، المعروف بقانون ذوى الاحتياجات الخاصة، والذى نص على الكثير من الحقوق والامتيازات والمكاسب لهذه الفئة فى مختلف مجالات الحياة، سواء فى مجال التعليم أو الصحة أو العمل أو المعاش. كما أتاح لهم الكثير من المزايا لأول مرة منها التأمين الصحى، ورفع مبلغ الإعفاء الشخصى المنصوص عليه فى قانون الضريبة بنسبة 50% لكل شخص من ذوى الإعاقة، وخفض ساعات العمل فى جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بواقع ساعة مدفوعة الأجر يوميا للعاملين من ذوى الإعاقة، أيضا منح هذا القانون الحق للأشخاص ذوى الإعاقة فى الجمع بين معاشين من المعاشات المستحقة لهم عن أنفسهم أو عن غيرهم، وبدون حد أقصى، ونص على أن تعفى من الضريبة الجمركية التجهيزات والمعدات والمواد التعليمية والطبية والوسائل المساعدة والأجهزة التعويضية وكل المعينات المساعدة إذا كان مستوردها شخصا ذا إعاقة، بغرض استعماله الشخصى، أو جمعية أو مؤسسة أو جهة من الجهات المعنية بتقديم أو توفير هذه الأشياء، وتعفى السيارات ووسائل النقل الفردية المعدة لاستخدام الأشخاص ذوى الإعاقة من الضريبة الجمركية وضريبة القيمة المضافة.- 2019
- التربية والتعليم
فيما يتعلق بالخدمات التعليمية، حرصت الوزارة على إتاحة فرص تعليمية بجودة عالية لذوى الاحتياجات الخاصة، ودمجهم وتأهيلهم لفرص العمل المناسبة لهم، حيث تم إنشاء 30 فصلا جديدا بمدارس ذوى الإعاقة، وتم إحلال وتجديد 22 فصلا متهالكا بالإضافة الى إتاحة قاعات رياض أطفال وتجهيز غرف مصادر التعليم بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى واليونيسيف، ومع وضع استراتيجية مصر 2030، جاء الاهتمام بالتعليم الدمجى وتطورت القرارات التابعة له وصولا لصدور القرار الوزارى رقم 42 لسنة 2015 المعنى بتطبيق التعليم الدمجى للتلاميذ ذوى الإعاقة البسيطة بالفصول النظامية، وفى تقرير لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أوضح أن «إتاحة التعليم للجميع دون تمييز» يشمل دمج الأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة بدرجة بسيطة فى المدارس وتوفير الرعاية اللازمة لهم وللموهوبين والمتفوقين الذين يحتاجون إلى بيئة داعمة لتعظيم الاستفادة من قدراتهم، بالإضافة إلى توفير بيئة شاملة داعمة لدمج هذه الفئة بمدارس التعليم قبل الجامعى وتطوير جودة مدارس التربية الخاصة، وأشار تقرير الوزارة إلى السياسات التنموية المتعلقة بالأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة فى برنامج عمل الحكومة، والتى تتمثل فى تسهيل مُشاركتهم فى الأنشطة الثقافية من خلال التوسع فى أنشطة وبرامج فصول تنمية المواهب، وافتتاح وتشغيل قاعات المكفوفين للموسيقى والفنون المُجهزة بالعديد من الكتب المطبوعة والمطبوعات بطريقة «برايل»، وقاعات الفنون والتراث الشفهى. كما أن الحكومة تولى اهتماما خاصا لرعاية وتعليم هذه الفئة من خلال التوسع فى فصول ذوى الإعاقة البصرية والسمعية، وتوفير غرف للمتعلمين بمدارس الدمج، وتوفير برامج تدريبية للإخصائيين والمعلمين لتطوير أسلوب التعامل مع هذه الفئات.
- الخدمات الصحية
تتعدد الخدمات المقدمة لذوى الإعاقة فى القطاع الصحى، ومنها خدمات التدخل المبكر بجميع أنواعه بكل المستشفيات الحكومية، وقد تضمنت اللائحة التنفيذية للقانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة عدة التزامات من قبل وزارة الصحة تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة وتشمل الخدمات كل ما يتطلبه الكشف المبكر عن الإعاقة وعلاجها، بمراعاة الاعتبارات الخاصة بالسن والجنس، وتقديم تقرير العلاج تبعا لطبيعة الإعاقة ودرجتها، وتوفير العلاج والمكملات الغذائية لتجنب مضاعفات الأمراض المسببة للخلل مع ضمان التوزيع بصورة متوازنة فى كل أنحاء الجمهورية، وتقديم الخدمات الطبية فى أقرب مكان ممكن للشخص ذى الإعاقة، وتوفير الفحوصات الوقائية بالجهات التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية بما فيها فحوصات ما قبل الزواج والولادة وبعدها، كما أوضحت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية غى تقرير لها أن هناك عددا من الخدمات تم تقديمها لهم مثل الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية بما فيها الإرشاد الوراثى الوقائى، وإجراء الفحوصات والتحليلات المخبرية للكشف المبكر عن الأمراض، وتسجيل الأطفال حديثى الولادة الأكثر عرضة للإصابة بالإعاقة ومتابعة حالاتهم، كذلك العمل على تطوير وتطبيق معايير تقييم الأداء على 100٪ من مؤسسات الرعاية والتأهيل للأشخاص ذوى الإعاقة وفقا للمعايير الدولية، وتطوير مؤسسات رعاية هذه الفئة، وأوضح التقرير أنه بمتابعة تنفيذ البرامج الداعمة لذوى الاحتياجات الخاصة خلال عامى 18/2019 و19/2020 تبين وصول عدد الأشخاص الذين استكملوا آلية الكشف الطبى المميكن لاستخراج تقارير القومسيون المستحدثة إلى 1.2 مليون شخص، كما وصل عدد الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة الحاصلين على مزايا الدعم النقدى إلى 857 ألف شخص، وعدد مؤسسات الرعاية والتأهيل التى تم تطويرها إلى 149 مؤسسة، بالإضافة إلى إنشاء 66 فصل تربية خاصة، وتدريب 26.3 ألف إخصائى ومعلم على التعامل مع هذه الفئة بمدارس الدمج، كما وصل عدد المستفيدين من البرامج التدريبية (تنمية مهارات ذوى القدرات الخاصة) إلى 5313 مستفيدا، و6 آلاف مستفيد من أنشطة تفعيل برامج تشغيل ذوى الاحتياجات الخاصة.
- المجلس القومى للأشخاص ذوى الاعاقة
- نقل ومواصلات
- مؤتمرات الشباب
- الإسكان
خصصت وزارة الإسكان نسبة 5% من الوحدات السكنية للأشخاص ذوى الإعاقة ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعى.- الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
- «التوعية بالإعاقة»
اختتم المعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية البرنامج التدريبى «التوعية بالإعاقة» الذى نفذه المعهد بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولى «GIZ»، والمنعقد فى إطار مشروع تعزيز المبادرات الإصلاحية بالجهاز الإدارى للدولة، على دفعتين خلال شهر أكتوبر الماضى. ويهدف البرنامج التدريبى إلى تناول نموذج فهم الإعاقة والتنسيق الدولى للإعاقة والصحة وأنواع الإعاقات وخصائصها ومعوقات المشاركة وآداب التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة، وشارك مجموعة من المتدربين فى الدفعة الأولى للبرنامج من 7 جهات هى وزارات التربية والتعليم، الزراعة، الصحة، الطيران المدنى، الإنتاج الحربي، التموين، والمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة، والدفعة الثانية شارك فيها متدربون من ست جهات هى وزارات الثقافة، البيئة، التعليم العالى، وجهاز حماية المستهلك، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتناول البرنامج استعراض عدة موضوعات تمثلت فى نموذج فهم الإعاقة والتصنيف الدولى للوظيفة، والإعاقة والصحة ICF، وما هى الإعاقة؟ وكيف ننظر إليها، وإحصاء الإعاقة فى مصر، إلى جانب دراسة حالة عن تعريف الإعاقة والتناقش حولها، وشرح النموذج الطبى والاجتماعى للإعاقة، وأنواع الإعاقات المختلفة وخصائصها، وآداب التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة، كما تضمن البرنامج التدريبى لقاءات مع أشخاص من ذوى الإعاقة، وقد ضمت وزارة التخطيط مكاتب التأهيل الاجتماعى ومراكز التأهيل الشامل لذوى الاحتياجات الخاصة ضمن الجهات المرشحة لجائزة مصر للتميز الحكومى.- الشباب والرياضة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة