"الحاجة أم الاختراع".. مقولة جسدها محمد ضبش ابن قرية نوى التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، والذى صنع سيارة كاملة من الخردة، فى 10 أيام فقط، والتى تصل سرعتها إلى 80 كيلو مترا فى الساعة، كما أنه تصل الحمولة الخاصة بها إلى ما يصل إلى طن، وذلك للقيام بأعمال الصيانة الدورية لمشروعه الخاص "ملعب كرة قدم خماسى"، وذلك نظرا للتكلفة التى يتحملها بشكل دورى خلال أعمال الصيانة.
وتحولت هذه الفكرة الصغير لصاحب العقل المفكر، على الرغم من خروجه من التعلي فى وقت مبكرة "الصف الخامس الابتدائى"، إلا أنه حاضر الذهن يستطيع التفكير والبحث بشتى السبل للوصول لهدفه، فعلى الرغم من محدودية التعليم إلا أنه عمل طيلة عاما كفنى حاسب ألى للقيام بأعمال البرمجيات وصيانة الحاسب الآلى، وكذلك عمل بالحدادة وغيرها من الأعمال.
السيارة التى صنعها محمد ضبش
فى البداية، قال محمد ضبش، إنه يمتلك ملعبا خماسيا بالقرية، كما أنه طلبا للصيانة الدورية يقوم باستئجار معدات لصيانة هذا الملعب، ويتحمل تكلفة دورية له، لذا فكر فى صنع سيارة يستخدمها فى أعمال الصيانة للملعب، وبالفعل بدأ فى عمل رسم "كروكى" لها على الورق، وبدأ تنفيذ هذا الرسم على أرض الواقع من خلال استغلال الخردة التى يمتلكها.
السيارة التى قام محمد بتصنيعها
وأوضح "ضبش"، أنه خلال 10 أيام من بداية التصنيع انتهى من السيارة وهيكلها بالكامل وبدأ تجربتها على الطريق وداخل القرية، وبالفعل أثبتت كفاءتها، لتنطلق بسرعة تصل إلى 80 كيلو مترا فى الساعة الواحدة، كما أن الحمولة الخاصة بها وصلت إلى ما يقرب من طن.
سيارة ضبش
وأشار "ضبش"، إلى أن نظرا للظروف التى مر بها والده تسرب من التعليم وهو فى الصف الخامس الابتدائى، إلا أنه كان يجب العلم، وعمل بعدة أعمال من الحدادة والنجارة وغيرها، كما عمل لمدة 15 عاما فنى حاسب آلى، ثم بدأ مشروعه الخاص بإنشاء ملعب خماسى لكرة القدم وحمام سباحة، قائلا "كنت أتمنى أكمل تعليمى لكن الحمد لله، لكن موقفتش على المرحلة اللى خرجت فيها من التعليم، لكن الحمد لله تعلمت كل شئ واللى يحب حاجة يقدر يوصلها مع العزيمة".
عربة ضبش المصنعة من الخردة
وأشار، إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيقوم بعمل أبواب للسيارة وصندوق صغير لها، لتصبح نموذج مصغر للسيارة الـ"جييب"، موضحا أن العقلية المصرية قادرة على عمل المستحيل وعمل الفسيخ شربات فقط مع منح الإمكانيات يمكن قهر الصعاب والوصول إلى أهدافهم، قائلا: "أنا قمت بأعمال التعديل الكامل على نموذج السيارة حتى أصل هدفى فى النهاية وبالفعل وصلت لصناعة هذه السيارة".
محمد ضبش بجوار سيارته
واستطرد، أن هناك عدد من الأهالى بالقرية والحدادين قاموا بعمل تجربة للسيارة على الطريق، وتعجبوا كثير من أعمال الصناعة والاحتفاظ بكافة أركان الأمان بها، وتوازنها على الطريق، قائلا: "الناس قالوا لى إن فيه مهندس هو اللى صممها، وأنا أقسمت لهم إن النموذج دا من بداية إلى نهايته تصميمي وتنفيذى وفكرتى بالكامل فتعجبوا كثيرا".
محمد ونجله أحمد
واختتم، أنه قام بعمل بحث على الانترنت للوصول إلى هذا النموذج النهائى والخروج بكامل مواصفات الآمان والتوازن لها، إلى جانب استغلال الأدوات المتاحة من الخردة التى قام بتجميعها
محمد ونجله وسيارته