رصد "اليوم السابع" فى جولة داخل أكبر مكتبة للصور ظهرت فى الحفل العالمى لطريق الكباش الخميس الماضى والتى تعود للمصور التاريخى "عطية قديس" أشهر مصور فى أوائل القرن العشرين والذى بدأ تاريخه كمصور فى عام 1907، والتى شرح تفاصيلها حفيده إيهاب قديس الذى يقوم على رعاية تلك الموسوعة التراثية من الصور والبالغ عددها حوالى 1940 صورة ترصد الأقصر والصعيد قديماً، حيث أنه فى الدقيقة السادسة من فيلم "الأقصر.. السر"، ظهر إيهاب قديس وسرد قصة جدة الذى ترك خلفه تراث كبير مكون من 1940 صورة جميعها صور نادرة للأقصر.
وفى البداية يقول إيهاب قديس حفيد المصور التاريخى للأقصر عطية قديس، إن قصة الأسرة بدأت من قرية الطود شرق المحافظة بوفاة العائل الأكبر لهم وترك الأم وطفلها البالغ من العمر 3 سنوات، وأشقاؤه كانوا يعملون بمجال الصياغة والذهب وقرروا أن يعمل معهم بذلك المجال، ولكن الأم كانت بطلة القصة ولها رأى آخر بأن تتوجه به للبندر فى مدينة الأقصر لكى يتعلم أفضل، فالتعليم وقتها كان داخل كتاب المسجد أو كتاب الكنيسة، وبالفعل عاشت به داخل المدينة حتى وصل للعالمية.
ويقول إيهاب قديس حفيد المصور التاريخى للأقصر عطية قديس، إن كواليس مشاركته فى الفيلم الوثائقى عن الأقصر كان بترشيح من أحد أبناء المدينة والذى يعلم تماماً تاريخ تلك الصور، ولدى دخول المخرج تامر محسن لمكتبة الصور التاريخية على سور فندق ونتر بالاس التاريخي، أعجب جداً بكل ما بداخلها وتحدث معه وسأله "كم وقت تحتاج كى تحكى قصة جدك وتاريخ الصور النادرة"، فرد إيهاب قديس قائلاً:- "من ربع ساعة لساعة كاملة"، ورد عليه المخرج تامر محسن وقال:- "أنا عاوزك تلخص كل ده فى 30 ثانية تظهر فى حفل طريق الكباش"، وبالفعل تواجد لديه فريق العمل طوال النهار للتجهيز وخروج ذلك المشهد بالشكل الذى أبهج الجميع وأثنى على ذلك التاريخ النادر للأقصر.
ويؤكد قديس لـ"اليوم السابع"، أنه فى يوم التصوير تواجد فريق العمل منذ العاشرة صباحاً وحتى بعد العصر لالتقاط الجزء المطلوب من الحفل، حيث تمت معاينة كل شبر داخل البازار الكبير لديه، وكذلك مراجعة كل كلمة سيقولها خلال الحفل لتظهر بمشهد مميز فى وقت لا يتعد 30 ثانية فقط، مبدياً سعادته الكبيرة بهذا المشهد الذى وثق جزء من تاريخ عطية قديس كأقدم وأهم مصور فى تاريخ الأقصر قديماً، ووجه حفيد المصور التراثى عطية قديس، جزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والمخرج تامر محسن وكل فريق العمل، على إظهار الأقصر بهذا السحر والجمال وإعادة إبراز عظمتها أمام العالم أجمع.
صورة-ترصد-الأقصر-قديماً
وعن قصة انتقال الجد عطية قديس للأقصر والإقامة بالمدينة، يقول إيهاب قديس إنه بدأ فى الدراسة والتعلم بمدينة الأقصر التى كانت بالكامل فوق معبد الأقصر فى أوائل القرن العشرين، واستهواه فكرة التعامل مع الأجانب والتعلم منهم، وتتلمذ على يد المصور العظيم أنطونيو بياتو أشهر مصور إيطالى وكان لديه أستوديو فى الأقصر وتوفى عام 1904، وكان الصبى الخاص به باللغة الدارجة، فقد رافقه فى كل رحلاته وتعلم منه التصوير، وبعد وفاته نجح فى الحصول على الأستوديو الخاص به وقصة انتقاله له غير معلومة لديهم، وورث منه كاميرا من صناعة عام 1960 وتعامل مع أرملة بياتو حتى اشترى منها الأستوديو، وبعدها دخل فى شراكة مع مصور يدعى "سيف"، وقاموا بعمل ورشة تصوير فى منطقة بالمدينة وبدأوا فى التصوير من أبيدوس لمنطقة النوبة، وذلك فى التصوير والبيع للأجانب لتحقيق الربح وقتها، ثم تحولت المهنة لتصوير الأفراح وصور البطاقة والشهادات التعليمية للأطفال.
وخلال فترة الحرب العالمية الأولى توقف المصورين الأجانب عن العمل بمصر، وانطلقوا بكل قوة فى العمل والتصوير ومع مطلع عام 1921 وحتى الازمة الاقتصادية فى عام 1929، وحصلوا على محلات فندق ونتر بالاس التاريخى التى كانت عبارة عن 7 محلات، ومع فترة اكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون ارتفعت أسهم الشراكة بينهم وقرروا طباعة كتب مصورة عن الأقصر والتاريخ والتراث والحضارة المصرية القديمة بالصعيد، وكان يزورهم علماء الآثار ومنهم "جان كابار" واستعان بصورهم فى كتبه وعدد كبير من العلماء، وكانت الأقصر فى تلك الفترة قبلة ملوك ورؤساء العالم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكل تلك الزيارات كانت من تصوير "قديس وسيف" ومن أبرز تلك الشخصيات الشهيرة التى زارت الأقصر وقتها "البرنس ألبرتو" أمير إيطاليا وولى العهد، والملك "أمان الله" ملك أفغانستان، والملك فؤاد، والأمير فاروق خلال فترة ولاية العهد والملك فاروق عندما تولى حكم البلاد.
وعن انفصال الشراكة بين جده وسيف سرد إيهاب قديس القصة، بأنه عام 1932 حدث خلاف بينهما للأسف وتم فض الشركة وتم قسم "النيجاتيف" الزجاج فيما بينهم وانطلق كل واحد منهم فى إعادة تصوير ما لدى شريكه السابق بنفسه، ودخلوا فى منافسات كبيرة فى التصوير وأرهقوا بعضهما اقتصاديا، أما فى عام 1944 كان يوجد محل لرجل أعمال هندى يدعى "بوهمان" والذى كان لديه 60 محل على مستوى العالم، وقرر وقتها تصفية محلاته بعد الحرب العالمية الثانية واكتفى بمحلات القاهرة، وقده أجر باقى المحلات من فندق ونتر بالاس وكان يهوى تقليد التحف الفرعونية بالذهب والمجوهرات لبيعها للسياح، ومنها عمل تحف مثل التى تم اكتشافها فى مقبرة الملك توت عنخ آمون، وظلت الأمور الاقتصادية تقل حتى الستينات وتوقفت الأعمال مع كبر سن الجد "عطية قديس"، وتوقف عن التصوير تماماً بعد هدم ورشته والأستوديو وبنى مكانها السوق السياحى وقتها، وتوفى فى عام 1972.
وعن مسيرة عمل والده بعد وفاة الجد عطية، يقول إيهاب قديس إن والده فى الثمانينات قرر إعادة تجربة والده عطية بعام 1982 وكان يوجد إثنين على قيد الحياة من الذين عملوا مع جده، واستعان بهم لتحميض وطباعة الصور النادرة لوالده وجمع عدد صغير من تلك الصور، وقام بتجميع النيجاتيف الزجاج وأشرفه بالكامل لمعرفته أنه سيصبح تراث كبير فى المستقبل، قائلاً:- "النصف الثانى من صور قديس وسيف والذى حصل عليه شريكه سيف وقت فض الشراكة لم يعثر عليه وضاع مع الزمن، وخلال عام 1994 دخل على مدير البعثة الفرنسية بالكرنك وسأل عن كتاب لعالم آثار شهير يضم صور لهم وسأل عن الصور التى التقطها والده فى فترة قديمة، وطلب التعاون معى لطباعة الصور وبالفعل تم البدء فى التعاون لعمل نسخة للبعثة ونسخة لهم لتكون تراث لدى الأحفاد".
وعن رحلة طباعة باقى الصور الـ1940 الخاصة بالجد يقول إيهاب قديس، أنه خلال عام 2004 بدأ فى زيارة القاهرة وتوصل لمن يقوم بطباعة الصور وتحميضها له من النيجاتيف الزجاج، وبالفعل ظل يزور القاهرة كثيراً لتحميض الصور والحصول عليها لكى تكون تراث نادر يرصد الأقصر قديماً، موضحاً أنه بعد فترة قرر الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق عمل قاعة بالصور النادرة فى مكتبة مصر العامة بالكرنك وموجودة حتى الآن، وبعد علم الجميع بقصته وتاريخ الجد ظل يزوره علماء الآثار والقنوات الأجنبية والمهتمين بالسياحة بعمل قصص عن جده وتراثه النادر وهو يقوم بمساعدتهم قدر المستطاع، حتى وصلت الرحلة لحفل طريق الكباش وتم اختيار المكتبة لتظهر أمام العالم أجمع تقديراً لتاريخ جده النادر.
وقال إيهاب قديس لـ"اليوم السابع"، أن ما تبقى من تراث نادر لجده 1940 نيجاتيف زجاج ولا يدرى الحجم والعدد الحقيقى لكل ما قاموا بتصويره فى فترة حياتهم، وعن المعدات يقول أنه توجد لديه أدوات ومعدات وكاميرات نادرة تعود لعام 1860 أكبرهم وأقدمهم، وكذلك عدد كبير من الكاميرات القديمة التى تطورت خلال فترة عملهم مدون عليها تاريخ الإنتاج وسعر كل كاميرا وجميعها قطع متحفية ولا تقدر بثمن، قائلاً: بالنسبالى الكاميرات دى زى الأرض والعرض مش للبيع خالص".
واختتم ايهاب قديس حفيد المصور التاريخى عطية قديس لقاؤه لـ"اليوم السابع"، بأن الأقصر عاصمة التاريخ وهى أقدم مدينة سياحية فى العالم فقد كانت أول مدينة تصل إليها رحلات توماس كوك السياحية فى الثمانينات، وكذلك زارها كبار العلماء على مر التاريخ كسياحة وعلم فى نفس الوقت، موجهاً الشكر لكل من يدعم الأقصر لتستمر فى عظمتها أمام العالم أجمع، قائلاً: "هناك صديق إيطالى كان دوماً يقول أنه توجد 4 مدن فى العالم لا بديل لهم وهم الأقصر وفينيسا والقدس ومدينة هندية عظيمة".
كان قد شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة حرمه، مساء الخميس الماضي، الحفل الأسطورى العالمي، لافتتاح طريق الكباش، وقد تابعت أنظار العالم الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، التى جاءت بعد الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش".
وطريق الكباش الفرعونى هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
اضخم-مكتبة-صور-لعطية-قديس
اضخم-مكتبة-صور-نادرة-فى-الاقصر
الادوات-والكاميرات-النادرة-داخل-المكتبة
التراث-فى-مكتبة-صور-عطية-قديس-بعد-ظهورها-بحفل-طريق-الكباش
الكاميرات-التراثية-تعود-للثمانينات
المعدات-التاريخية-للمصور-عطية-قديس
المعدات-التى-تم-تصوير-بها-المكتبة-قديما
المعدات-الخاصة-بالتصوير-فى-الثمانينات-لعطية-قديس
المكتبة-النادرة-للمصور-التاريخي-للأقصر
اليوم-السابع-فى-مكتبة-صور-عطية-قديس-بعد-ظهورها-بحفل-طريق-الكباش
اليوم-السابع-فى-مكتبة-عطية-قديس-بعد-ظهورها-بحفل-طريق-الكباش
ايهاب-قديس-حفيد-اقدم-مصور-للأقصر-يتحدث-لليوم-السابع
إيهاب-قديس-يشرح-لليوم-السابع-سر-حفظ-الصور-النادرة
بانر-تكريمي-من-وزارة-السياحة-لصور-عطية-قديس
تجهيز-إيهاب-قديس-لتصوير-مشهد-حفل-طريق-الكباش
تصوير-فيلم-عن-مكتبة-عطية-قديس-بالأقصر
جانب-من-التجهيز-لتصوير-المشهد-خلال-الحفل
جولة-فى-مكتبة-صور-عطية-قديس-بعد-ظهورها-بحفل-طريق-الكباش
رصد-مكتبة-صور-عطية-قديس-بعد-ظهورها-بحفل-طريق-الكباش
صورة-نادرة-لمراكب-توماس-كوك-فى-التسعينات
صور-ترصد-سحر-النيل-قديماً
صور-نادرة-داخل-المكتبة
صور-نادرة-للأقصر-بالمكتبة
صور-نادرة-وتراثية-للأقصر
صور-نادرة-وتراثية-للفنان-عطية-قديس
كاميرا-تعود-للثمانينات-داخل-المكتبة
كاميرات-قديمة-داخل-المكتبة
كمية-ضخمة-من-الصور-فى-كل-مكان-بالمكتبة
ماكيت-للمعابد-داخل-المكتبة
معدات-التصوير-الخاصة-بالمصور-التاريخي
معدات-تاريخية-لعطية-قديس-بالمكتبة
مكتبة-الصور-التاريخية-لمدينة-الأقصر
مكتبة-الصور-التراثية-للأقصر-قديماً
مكتبة-الصور-بكورنيش-النيل
موقع-مكتبة-عطية-قديس-للصور-النادرة-للأقصر
واجهة-مكتبة-ومحلات-عطية-قديس-قديماً
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة