على رزق سكرانة، طالب فدائى أظهر شجاعته وحبه للوطن ضد الاحتلال الفرنسى فى بورسعيد.. ولد فى بورسعيد 17 مارس 1938 والتحق بمراحل التعليم المختلفة بها وكان متفوقاً وله العديد من النشاطات الرياضية والكشفية وفى جماعات المسرح والشعر والأدب وعندما حصل على شهادة التوجيهية التحق بكلية الآداب جامعة عين شمس.
ويحكى المؤرخ ضياء الدين القاضى فى كتابه الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد 56، أن قصة استشهاد الفدائى على رزق سكرانة تبدأ عندما تطوع ضمن كتائب طلبة الجامعات الثلاث القاهرة، عين شمس، الإسكندرية، والتى كان تشكيلها وتدريبها تحت إشراف كمال الدين حسين وكمال الدين رفعت، وذلك على إثر تأميم القناة.
وبعد أن وضحت الرؤيا للمسىؤلين بأن الدول الاستعمارية عازمة على غزو مصر لا محالة أرسلت إحدى كتائب الطلبة إلى بورسعيد لتعمل جنبا إلى جنب مع فدائى الحرس الوطنى ليكونوا سداً منيعاً بجانب قوات الجيش والبوليس، وكانت تلك الكتيبة مكونة من ثلاث سرايا وزعت ببورفؤاد والتى كان من أفرادها الشهيد جواد على حسنى وسرية على شاطئ البحر فى منطقة الرسوة والكيلو11 على ضفاف القناة، والتى كان من ضمن أفرادها على رزق سكرانة.
وتوالت الأحداث ابتداءً من الإنذار البريطانى الفرنسى، وبعدها بدأت الطائرات البريطانية والفرنسية فى الإغارة على المدن المصرية وضربها الأهداف المدنية.
وفى يوم الخامس من نوفمبر 1956 توالت الهجمات الشرسة على مدينة بورسعيد، وكان أشدها فى منطقة الرسوة، حيث حاولت القوات الفرنسية الهابطة بالمظلات احتلال تلك المنطقة لوجود وابور المياه فيها قاصدا قوات الجيش والفدائيون وابيد من أفرادها الكثير وقد أبلى على رزق سكرانة بلاء حسنا، حيث قتل أعداد كبيرة من الهابطين فكان محل تقدير قائده.
واشتدت الهجمات الشرسة من قبل القوات الغازية التى تمكنت من احتلال منطقة الرسوة بعد عذاب وخسائر فى قواتها، وعلى أثر ذلك قام بأسر مجموعة من الأبطال المصريين وكان من ضمن أسر الشهيد على رزق سكرانة.
وقامت القوات الفرنسية باستجوابهم لمعرفة أماكن اختفاء وتجمع الفدائيين وأنواع تسليحهم وأسماء قادتهم نظير إطلاق سراحهم، إلا أنهم رفضوا الإذعان لطلبات القوات الفرنسية وكان على رأس هؤلاء على رزق سكرانة الذى كان دوما يؤكد للمعتدين أن حياته وحياة زملاؤه فداء لمصر.
وسرعان ما حدث مشاجرة بينه وبين بعض الجنود الفرنسيين الذين قاموا بإطلاق نيرانهم الغادرة من وراء ظهر الأبطال فسقط سكرانة شهيدا وهو وتسعة من زملائه يروون بدمائهم ثرى مصر، وكان ذلك فى السادس من نوفمبر 1956.