قال المخرج داوود عبدالسيد، إنه بدأ مشواره الفني بالأفلام التسجيلية، لأنه كان شيئا عاديا بين مخرجي جيله، وقبل إنشاء المعهد العالي للسينما كان من الصعب أن يظهر مخرجون جدد، باستثناء بعض الأسباب الطارئة، ولم يكن هناك حراكًا كبيرًا مثلما الحال عليه اليوم.
وأضاف عبد السيد، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، عبر شاشة :"CBC" مجرد حصولي على شهادة، لا يعني أنني مخرج جيد، لذلك أردت إثبات أنني مخرج ناجح أو سأترك المهنة، لذلك بدأت في عمل الأفلام التسجيلية حتى أتأكد من قدرتي على الاستمرار في العمل، وبدأت في كتابة سيناريوهات أيضا.
وتابع: "هناك عدد كبير من مخرجي جيلي صنعوا أفلاما تسجيلية أكثر وقد تكون أنجح من التي قدمتها، وهذا النوع من الأفلام فتح لي آفاقا معينة في فهم بعض الأمور، فأنا ابن المدينة ولم أعِش في الريف، كما أنني ابن الطبقة الوسطى ولم أكن أعلم بما يحدث في المصانع والطريقة التي يعمل بها العمال، والأفلام التسجيلية منحتي لمحة عن حيوات لم أكن أعلم عنها شيئًا، واستطعت التعرف بشكل أكبر على ملامح من حياة المصريين".
وأكد المخرج داوود عبدالسيد، أنه كتب بعض السيناريوهات في بداية حياته الفنية، لم ينفذ بعضها لأسباب وجوانب مختلفة: «عندما يكتب الإنسان فإنه يكون نظريا أكثر منه عمليا، لذلك لم تُجسد بعض أعمالي، وكنت أستهدف منها فهم قدراتي، وعهدت نفسي أنني إذا لم أستطع تقديم شيء قيم فإنني سأغير المهنة، لم أكن مستعدا أن أكون شخصا متوسط الموهبة».
واعترف عبد السيد، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، أنه لم يوفِ الأفلام التسجيلية حقها بسبب الانشغال بالكتابة والإخراج السينمائي والروائي، وكان أُحادي الاختيار لكن غيره استطاع تحقيق التوازن.
وحول فرط تعلقه بالأعمال التي قدمها، قال المخرج: «هذا الأمر قد يكون خطيئة، وهذا التعمق جعلني أقدم أفلاما تعبر عن طريقة تفكيري وهمومي، بخلاف ذلك كان من الممكن أن أنفذ أفكارا أخرى أو أفلاما تجارية، وفكرة جني المال كانت تحتل اهتماما من الدرجة الثانية والثالثة، لأنني كنت حريصا على إرضاء نفسي والناس في الوقت ذاته، وفي النتيجة النهائية أقول إنني قمت بتأمين نفسي ماليا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة