سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 ديسمبر 1953.. محمد نجيب يتصل بجماعة الإخوان سرا عن طريق قائد حرسه ويبلغها أنه «مطرشق» من أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو ويريد التخلص منهم

الخميس، 30 ديسمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 ديسمبر 1953.. محمد نجيب يتصل بجماعة الإخوان سرا عن طريق قائد حرسه ويبلغها أنه «مطرشق» من أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو ويريد التخلص منهم اللواء محمد نجيب
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصلت العلاقات بين اللواء محمد نجيب، وبقية أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، إلى طريق مسدود، فلجأ إلى جماعة الإخوان، ليبدأ الطرفان حوارا سريا.
 
كان «نجيب» وقتئذ يشغل موقع رئيس مجلس قيادة الثورة، ورئيس الجمهورية، وكان الصراع مشتعلا بين وبينه بقية أعضاء مجلس القيادة، وكانت جماعة الإخوان حاضرة فى المشهد بقوة، يتحدث عنها الدكتور عبدالعظيم رمضان، فى كتابه «عبدالناصر وأزمة مارس 1954»، مشيرا فيها إلى أن عام 1953 جاء بأربعة تطورات مهمة، كان لها تأثيرها على العلاقات بين الإخوان والثورة وهى، المباحثات بين «الجماعة» والإنجليز، ووجود الإخوان فى البوليس والجيش، ومطالبة «عبدالناصر» بحل التنظيم السرى للجماعة، والاتصالات بينها وبين اللواء «نجيب».
 
وعن وجود تشكيلات للجماعة فى الجيش والبوليس، يذكر «رمضان» أنه تم استدعاء أربعة من قيادات الإخوان إلى مقر مجلس قيادة الثورة فى الجزيرة، وهم، محمد خميس حميدة، والسيد سابق، وأحمد حسن الباقورى، ومحمود عبداللطيف (سكرتير وزارة الأوقاف)، واجتمعوا بأربعة من مجلس الثورة هم، جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وصلاح سالم، وكمال الدين حسين.
 
 تناول «عبدالناصر» فى حديثه مع قيادات الإخوان، موقف الجماعة فى رحلة الصعيد، والتى قام بها رجال الثورة بين 22 و 27 مارس، وهى طبقا لشهادة القيادى الإخوانى عزالدين مالك لـ«رمضان»: «أن رجال الثورة عند عودتهم من رحلة الصعيد، قاموا بزيارة بنى سويف، حيث أقيم سرادق كبير، وإذ هم فى السرادق، صاحت مجموعة فدائية من الإخوان صيحة الحرب فجأة، الأمر الذى أزعج عبدالناصر، فعلق قائلا: هناك إذن جيش داخل الجيش، من الضرورى الكف عن ذلك حتى لا نضطر إلى استعمال السيف».
 
قال عبدالناصر - طبقا لـ«رمضان» - فى اجتماعه مع قيادات الإخوان: «إن للجماعة تشكيلات فى الجيش، وهو لا يريدها  لأن وجودها يؤدى إلى اضطرابات ما يصحش إنها تكون موجودة، وكذلك لا نريد وجود تشكيلات فى البوليس، والنظام السرى ما يكونش موجود».
 
يؤكد «رمضان» أن مطالب «عبدالناصر» لقيت استجابة شكلية، فقد أبلغ محمد خميس حميدة، حسن الهضيبى (مرشد الجماعة) ما دار من حديث مع «عبدالناصر»، فقال «المرشد» إنه لا توجد تشكيلات خاصة للإخوان فى الجيش، إلا أننا نعطى فكرة إسلامية للجنود، فرد «حميدة» عليه: «طيب دى مش محتاجة لتشكيلات»، يضيف «رمضان»: «أما بخصوص تشكيلات البوليس، فكان يقوم بها صلاح شادى، وتعهد بمنعها، ولكن بعد فترة ظهر أن فيه تشكيلات فى الجيش وتشكيلات فى البوليس».
 
كانت الأمور وقتئذ تحتدم بين «نجيب»وبقية أعضاء مجلس قيادة الثورة، ما أتاح الفرصة للاتصال بين «نجيب» والإخوان، وبدأت فى 30 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1953، وكشف عنها الصاغ حسين محمد حمودة، أمام محكمة الشعب، وكان «حمودة» من ضباط الإخوان الذين كلفوا بتكوين شُعَب فى القوات المسلحة.
 
قال «حمودة»، إنه استدعى لاجتماع عقده المرشد فى أحد بيوت الإخوان، وحضره كل من الصاغ صلاح شادى، وخليل نورالدين، والدكتور غراب، وأبلغ «الهضيبى» الحاضرين أن اللواء «نجيب» اتصل به عن طريق كل من قائد حرسه محمد رياض، وحسن العشماوى عن الإخوان، وأن اللواء «نجيب» أفهمه أنه «مطرشق» من أعضاء مجلس قيادة الثورة بسبب الحكم الديكتاتورى فى البلاد، وأنه يرغب فى حكم نيابى دستورى، حسب رغبة الهيئات الشعبية ومنها «الإخوان»، وأنه «يريد الاستعانة بجماعة الإخوان لعمل أى ترتيب للتخلص من هذا العهد».
 
يضيف «حمودة» أن «الهضيبى» قال: «أنا جبتكم باعتبار أنكم ضباط فى الجيش ومن الإخوان، لأن أبوالمكارم، وخليل نورالدين، وصلاح شادى، ويوسف طلعت، فى بيت أبوالمكارم لبحث الموضوع، ولكن يوسف طلعت أبدى رأيه بتعذر عمل شىء فى تلك الظروف، نظرا لأن عبدالرحمن السندى (قائد التنظيم الخاص) كان معاكسا فى تسليم الناس (أعضاء التنظيم)، ويشرع فى تعبئة ناس آخرين، وأنه لا يمكن عمل إجراء إلا بعد سنة، حيث يتوقع أن يكون لديه عشرة آلاف من الإخوان، كذلك ذكر صلاح شادى أن كل من عنده من الضباط هم تسعة عشر ضابط بوليس، وبعضهم متفرق فى المديريات، ويتعذر عمل شىء، وبالنسبة للجيش قيل إن عدد الضباط فى الجيش قليل، وفى الوقت نفسه «ما نقدرش نفاتح كل واحد، لأن دى مسائل عايزة ثقة».
 
وعلى ذلك أسفر الاجتماع عن قرار بتعذر اتخاذ أى إجراء فى هذا الشأن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة