قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن جهاز الـ CIA كشف عن تخطيط موسكو لهجوم متعدد الجبهات ضد أوكرانيا مطلع 2022، وأكدت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حصلت على صور أقمار اصطناعية لحشود روسية في 4 مواقع قرب أوكرانيا.
وأشارت تقديرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى مشاركة نحو 175 ألف جندى روسى فى الهجوم على أوكرانيا.
وتشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة حالة من التوتر وتصعيد الحرب الكلامية على خلفية الأحداث المتعلقة بأوكرانيا، فيما يثير المخاوف من احتمال أن تتطور الأمور لما هو أبعد من ذلك.
واشنطن
ويحاول كل طرف التشبث بموقفه واستغلال لغة الوعيد بحذر، فى ظل رفض موسكو لأى توسع لدول حلف شمال الأطلنطى صوب الشرق باتجاه الأراضى الروسية، ومحاولة الغرب مواجهة الانتشار العسكرى الروسى على حدود أوكرانيا.
وتجلى هذا، فى تصريحات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بليكن، التى أعلن فيها عن إجراء محادثات قريبا بين الرئيسين الأمريكى جو بايدن والروسى فلاديمير بوتين، حيث قال بلينكن فى مؤتمر صحفى: أبلغت وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة في حال غزو روسيا لأوكرانيا، موضحا أن اتفاقية مينسك هي الطريق لحل الأزمة الأوكرانية، وعلى روسيا خفض التصعيد وسحب حشودها العسكرية من الحدود الأوكرانية. ولم يتم تحديد موعد لقاء بوتين وبايدن بعد، لكن الكرملين أشار إلى أنه سيكون عبر الفيديو.
كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى، استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات اقتصادية ضد روسيا، ردا على خطواتها التى وصفتها بـ "العدائية" على خلفية الوضع فى أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى خلال مؤتمر صحفى لها: بخصوص الأدوات التى قد نستخدمها، فكنا نظهر منذ بداية عمل إدارتنا أننا مستعدون لاستخدام عدد من الأدوات الاقتصادية وغيرها ردا على خطوات عدائية من قبل روسيا.
وفى الوقت نفسه، قال مسئول عسكرى أمريكى رفيع المستوى، إن الولايات المتحدة تتبع مؤشرات وتحذيرات حول نشاط عسكرى روسى بالقرب من أوكرانيا كافية لإثارة "كثير من القلق"، وإن الخطاب الروسى حدته تتزايد فيما يبدو.
ورفض الجنرال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، التكهن بطبيعة الخيارات التى قد تدرسها واشنطن فى حالة حدوث غزو روسى، لكن ميلى، شدد على أهمية سيادة أوكرانيا بالنسبة لواشنطن ولحلف شمال الأطلسى.
وقالت أوكرانيا، إن روسيا حشدت أكثر من 90 ألف جندى بالقرب من حدودهما المشتركة، لكن موسكو نفت الأحاديث عن أنها تستعد لشن هجوم على جارتها الجنوبية، ودافعت عن حقها فى نشر قوات على أراضيها بالشكل الذى تراه مناسبا.
على الجانب الأخر، قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابوكوف، إن الغرب سيندم لو فوت مرة أخرى الفرصة للتفاوض مع موسكو حول ضمانات لوقف توسع الناتو صوب الغرب. وقال إنه لا يمكن الاعتماد على ضمانات من بروكسل، مشيرا إلى ما يحدث مع الوعود الصاخبة، وقال إن كل شىء ينقلب رأسا على عقب على مر السنين، وفى النهاية نشهد وضعا يزداد سوءا بشكل جذرى فى أوروبا نتيجة لتوسع الناتو بقيادة الولايات المتحدة فى الأراضى المتاخمة للحدود الروسية.
وبحسب ريابكوف، فإن هذا هو السبب الذى دفع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى إصدار تعليمات لوزارة الخارجية بوضع ضمانات أمنية ملزمة قانونا، وعدم السماح بمزيد من تدمير النظام الأمن فى شكله الخالى.
وكان بوتين قد عرض إطلاق مفاوضات جوهرية لتحقيق ضمانات قانونية لعدم توسع الناتو باتجاه الشرق. وشدد بوتين على أن موسكو بحاجة غلى ضمانات قانونية لأن الدول الغربية لا يفوا بالتزاماتهم المعلنة.