بعد أن بدأ الناس في أنحاء العالم، يتنفسون الصعداء قليلا، مستبشرين بقرب نهاية مأساة كورونا التي أعلن عنها في نهاية عام 2019، كشفت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة عن أنه "تم إبلاغ منظمة الصحة العالية عن ظهور متحور جديد من الجائحة تسمى "بي.1.1.529" لأول مرة من جانب جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر 202، ويحتوى هذا المتحوّر على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".
على الفور تزايد القلق حول العالم إزاء المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون، واستنفرت السلطات في جميع الدول لمواجهته، مع تسجيل إصابات في بعض الدول الأوروبية لأشخاص قادمين من جنوب إفريقيا، فيما أعلنت دول عدة تعليق الرحلات معها ومع دول إفريقية مجاورة.
وبحسب خبراء منظمة الصحة العالمية، تشير البيانات الأولية حول هذا المتحور إلى أنه يمثل "خطرا متزايدا للإصابة مجددا" مقارنة بالتحورات الأخرى بما في ذلك متحور دلتا، شديد العدوى والمنتشر على نطاق واسع، بينما يعكف العلماء على استكشاف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة تستطيع الصمود أمامه، وهناك سؤال يطرح نفسه وهو:
ماذا فعلت شركات إنتاج الأدوية للتصدى لـ "إميكرون"؟
أعلنت شركتا فايزر وجونسون آند جونسون، يوم الإثنين، أنهما بدأتا، على غرار منافستهما مودرنا، العمل على نسخة جديدة من لقاحهما المضاد لكوفيد-19 تستهدف المتحور أوميكرون في حال لم يكن لقاحاهما فعّالين في الحماية من هذه النسخة الجديدة من الفيروس.
وقال آلبرت بورلا، رئيس شركة فايزر في مقابلة مع شبكة "CNBC" "لا يزال هناك الكثير من الغموض" بشأن المتحور الجديد الذي رصد في جنوب إفريقيا، ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه مُقلق".
وأضاف: "سنعرف أهمّ ما يجب أن نعرفه خلال بضعة أسابيع"، مشيراً إلى أنّه لا بد من القيام بتجارب لاختبار فاعلية اللقاح الحالي الذي طورته شركته بالتعاون مع شركة بيونتيك.
وأوضح أنه "إذا تبين أن اللّقاح (الحالي) أقل فعالية وأصبحنا بحاجة لتطوير لقاح جديد، فقد بدأنا بالعمل عليه، الجمعة، لقد قمنا بأول نموذج للحمض النووي وهو سيكون المرحلة الأولى في تطوير لقاح جديد".
وابتكرت فايزر سابقاً نسختين جديدتين من لقاحها لمواجهة المتحورين دلتا وبيتا، إلّا أنّهما لم تُستخدما. وأكّد بورلا أنّه، في حال استدعت الحاجة، "سيكون لدينا لقاح جدّي في غضون 95 يوماً".
وشدد على أن شركته تمتلك القدرات، عند الحاجة، لإنتاج أربعة مليارات جرعة العام المقبل.
وكانت شركة مودرنا أعلنت الجمعة عزمها على تطوير جرعة معزّزة من اللّقاح مخصصة للحماية من المتحور أوميكرون.
بدورها أعلنت شركة جونسون آند جونسون أنها "بصدد تقييم فعالية لقاحها المضادّ لكوفيد-19 في مواجهة المتحوّرات"، بما فيها أوميكرون.
وأضافت الشركة في بيان أنّها تعمل في الوقت نفسه على إنتاج "لقاح يستهدف تحديداً أوميكرون، وستقوم بتطويره عند الاقتضاء".
ونقل البيان عن ماثاي مامين، المسؤول عن الأبحاث في شركة يانسن التابعة لجونسون آند جونسون والتي طوّرت اللّقاح المضادّ لكوفيد-19، قوله إنّ الشركة "لا تزال واثقة" من قدرة لقاحها الحالي الأحادي الجرعة على توفير استجابة مناعية ضد المتغيرات المختلفة.
الصحة العالمية ومتحور كورونا
هذا وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إن ظهور المتحورأوميكرون يؤكد ضرورة إبرام اتفاق دولي حول الأوبئة ونظام الاستجابة.
وأضاف أدهانوم، في مؤتمر صحفي، يوم الاثنين، أن المعلومات ما زالت غير مكتملة بشأن سرعة انتشار وشدة الإصابة بالمتحور الجديد.
وانضم أدهانوم إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، والرئيس التشيلي سباستيان بنييرا، في جلسة خاصة افتراضية طال انتظارها ضمت دول منظمة الصحة الأعضاء في مجلس الصحة العالمي.
ويهدف الاجتماع إلى وضع خطة عمل عالمية تهدف إلى منع الأوبئة المستقبلية والاستعداد والاستجابة لها في حال حدوثها.
اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية أن ظهور المتحور أوميكرون يوضح خطورة الوضع وهشاشته، مطالبا باتفاق دولي “ملزم قانونيا”. وأضاف: إن أوميكرون يظهر كيف يحتاج العالم إلى اتفاق جديد حول الأوبئة.
وقال أدهانوم إن النظام الحالي لا يعطي حافزا للدول للتنبيه ضد التهديدات التي ستصلها حتما، موضحا أنه “كان ينبغي مدح كل من جنوب إفريقيا وبوتسوانا، حيث اكتشف فيها المتحور الجديد، بدلا من التعرض لهما بالعقاب، في إشارة منه إلى قيود السفر التي أعلنتها كثير من الدول من وإلى هذه الدول.
وكشف عن أن علماء منظمة الصحة وغيرهم حول العالم عاكفون على تحديد خطورة المتحور الجديد، وأضاف إنه لم يعرف بعد إذا ما كان أوميكرون يرتبط بمزيد من العدوى، أو الإصابة بأعراض أكثر شدة، أو خطورة أعلى في الإصابة، أو قدرة أكبر على مقاومة اللقاحات.
وقال إن العالم ينبغي أن يكون شديد اليقظة في مواجهة خطر فيروس كورونا، معتبرا أن ظهور أوميكرون يعد تذكرة على أن الفيروس لم ينته بعد، رغم ما يظنه الناس.