كامالا هاريس × 2021.. فرصة ثانية لـ"حلم كلينتون" الذى لم يكتمل.. صحف غربية تكشف خطة إنقاذها من "التلوث السياسي".. اتجاه بين الديمقراطيين للدفع بها فى 2024.. "صحة الرئيس" وترميم العلاقات مع باريس يرجحان كفتها

الإثنين، 06 ديسمبر 2021 12:30 م
كامالا هاريس × 2021.. فرصة ثانية لـ"حلم كلينتون" الذى لم يكتمل.. صحف غربية تكشف خطة إنقاذها من "التلوث السياسي".. اتجاه بين الديمقراطيين للدفع بها فى 2024.. "صحة الرئيس" وترميم العلاقات مع باريس يرجحان كفتها كامالا هاريس
كتبت : ريم عبد الحميد ـ رباب فتحي ـ نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد مرتبك تعيشه الولايات المتحدة منذ نهاية العام الماضي مروراً بالعام 2021 الذي تفصلنا عن نهايته بضع أسابيع، فما بين انتخابات رئاسية أحدثت انقساماً حاداً داخل المجتمع الأمريكي والنخبة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، واقتحام مبنى الكونجرس من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في واقعة لا تزال قيد التحقيق حتي كتابة هذه السطور، ووسط ذلك كله اقتصاد يعاني تداعيات وباء كورونا بعد فشل الرهان على اللقاحات، كل ذلك كان له أثر فى أن يكون العام الحالي عاماً مفصلياً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث شهد بوادر عودة قوية للرئيس السابق ترامب، وملامح لا يمكن إغفالها لإعداد متأن يجري داخل أروقة الحزب الديمقراطي لـ كامالا هاريس ، نائبة الرئيس جو بايدن، لتتقدم الصفوف في المعركة الانتخابية المرتقبة في عام 2024.

الاتجاه داخل الحزب الديمقراطى للدفع بكامالا هاريس وتصعيدها كان محل اهتمام صحيفة تليجراف البريطانية، والتي ذكرت في تقرير لها أن كبار قادة الحزب يقودون تحركات من وراء الستار لحماية "شعبية وسمعة" نائبة الرئيس وإنقاذها مما اسمته الصحيفة بـ "التلوث السياسي" والأزمات التي تعصف بإدارة بايدن وهي التحركات التي بدأت تحديداً في أعقاب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وما تلا ذلك من انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية لغياب الرؤية الواضحة لمرحلة ما بعد الانسحاب ليصل الهجوم ذروته بسقوط العاصمة الأفغانية كابول في قبضة حركة طالبان في قبل أن تستكمل واشنطن بالفعل مراحل انسحابها العسكري.

 

هاريس .. غياب عن المناسبات التقليدية وحضور في "الملفات الكبرى"

الفعاليات الرسمية وشبه الرسمية التي غابت عنها كامالا هاريس تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أنها تنأي بنفسها عن الرئيس الحالي حتي لا تتأثر حظوظها حال قررت خوض الانتخابات ، حيث تراجعت وتيرة الاجتماعات الخاصة والعامة بين بايدن وهاريس ففي فبراير الماضي، ظهرت هاريس بجوار الرئيس الأمريكي فى 38 حدثاً وعدد مماثل في الشهر التالي، إلا أن وتيرة اللقاءات المشتركة انخفضت بعد الانسحاب من أفغانستان لتقتصر على ثمانية فعاليات مشتركة فقط خلال شهر سبتمبر ، وسبع فعاليات خلال أكتوبر لتنحصر اللقاءات الرسمية علي لقاءين فقط خلال الشهرين الماضيين.

 

الشائعات المتواترة عن وجود خلاف بين هاريس وبايدن دفع البيت الأبيض لتعليق ربما لم ينجح في وقف حالة الجدل، ففي منتصف نوفمبر خرجت المتحدثة باسم الإدارة جين ساكي بتصريح قالت خلاله إن "هاريس شخص لا يتعامل فقط مع القضايا الصعبة ، ولا يبحث عن دور بسيط هنا. لا نائب رئيس ولا رئيس. " وأضافت المتحدثة أن بايدن اختار هاريس لتكون نائبته لأنه بالضبط الشخص الذى يريد أن يكون بجانبه لحكم البلاد.

وكانت كامالا هاريس على موعد مع إحدى "القضايا الصعبة" التي تحدثت عنها "ساكي" في تعليقها ، حيث اختارت رغم غيابها عن الفعاليات التقليدية شبه اليومية القيام بجولة هامة إلى باريس لإصلاح ما أفسدته "الإدارة" من علاقات مع البلد الأوروبي في أعقاب الأزمة التي خلفتها صفقة الغواصات النووية المعروفة باسم تحالف أوكوس ، حيث تخلت استراليا عن شراكة مع فرنسا لصالح توقيع تلك الصفقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، ما خلق بدوره خلاف فرنسي ـ استرالي من جهة ، وفرنسي ـ أمريكي من جهة آخري شهد إقدام فرنسا علي سحب سفيريها لدي البلدين.

ومن قلب باريس ، قالت هاريس في مؤتمر عقب مباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الولايات المتحدة وفرنسا ملتزمتان بالتعاون في محاربة الإرهاب، والتصدي للتحديات الأمنية في المجال السيبراني.. زيارتي إلى هنا تبعث مؤشر واضح على التحالف الراسخ والقديم والمتوجه إلى المستقبل بين شعبي الولايات المتحدة وفرنسا وحكومتيهما والتزاماتهما أمام إحداهما الأخرى".

وذكرت نائبة الرئيس الأمريكى، أن لدى واشنطن وباريس قلق مشترك حول التحديات الأمنية المتواصلة في منطقة الساحل، مضيفة: "بين العديد من الأولويات التي نشاركها القلق المتعلق بالخطوات الواجب علينا اتخاذها للتعامل مع أعمال عنف محتملة وجارية"، فيما علقت شبكة سي إن إن علي الزيارة قائلة إن "نائبة الرئيس تقوم بالمرحلة التالية لإصلاح أخطاء إدارة بايدن مع فرنسا".

 

بايدن وهاريس في بورصة استطلاعات الرأي

وفى وقت بات فيه ترشح ترامب شبه محسوماً داخل معسكر الحزب الجمهوري ، كان ملف المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات 2024 مادة خصبة لاستطلاعات الرأي والتقارير الصحفية علي مدار الأشهر القليلة من عام 2021 ، حيث كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن معدلات تأييد بايدن انخفضت خلال الأشهر التسع الأولي من ولايته الرئاسية بشكل أكبر من أي رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب العديد من الأزمات بما في ذلك ارتفاع التضخم وقضايا سلسلة التوريد.

وانخفض متوسط التأييد لبايدن بمقدار 11.3 نقطة إلى 44.7 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من حكمه ، وهو انخفاض أكبر من أي من الرؤساء العشرة السابقين.

في المقابل، ارتفعت نسبة التأييد لكامالا هاريس إلى 49 في المائة بعد كان دائما أقل من 40، وكشف الاستطلاع أن هاريس هى أول خيار للديمقراطيين لو لم يترشح الرئيس جو بايدن فى عام 2024 وبحسب ما ذكرت صحيفة ذا هيل، فإن هاريس حصلت على دعم 13% من المشاركين فى استطلاعها على الرغم من معدلات شعبيتها المنخفضة. وجاءت فى المركز الثانى ميشيل أوباما بنسبة تأييد 10%.

ونقلت الصحيفة عن نينا تورنر، الناشطة البارزة التى دعمت السناتور بيرنى ساندرز فى ترشحه للرئاسة، قولها "نعم. هناك بالتأكيد شيء يختمر تحت السطح.. وقالت تورنر إنه إذا كان الرئيس جو بايدن لا يسعى لإعادة انتخابه لأى سبب من الأسباب، فإن هذا يجعل هذا المقعد مفتوحًا تمامًا.

وأضافت الصحيفة أن تورنر ليست وحدها، حيث يعتقد فصيل كبير من التقدميين أن بايدن يجب أن يفعل المزيد لتقديم الإغاثة الاقتصادية والاجتماعية للعاملين وأفراد الطبقة الوسطى وأن تلك المجموعات الديموغرافية نفسها يمكن أن تبحث عن بديل قبل نوفمبر 2024.

 

صحة بايدن .. وحلم هيلاري الذي لم يكتمل

التقديرات التي تحدثت عنها صحيفة تليجراف يرجحها عدة عوامل بمقدمتها كبر سن الرئيس الأمريكي الحالي، وحالة الغموض التي تحيط بقدراته الصحية علي الاستمرار في ولاية ثانية، حيث كشف البيت الأبيض خلال نوفمبر الماضي تفاصيل إجراء جو بايدن جراحة لإزالة ورم "حميد" في القولون، ليكشف كيفين أوكونر طبيب الرئيس الأمريكي ، لصحيفة واشنطن بوست أن الأمر "آفة تسرطن محتملة، تتطلب مواصلة المراقبة الطبية الروتينية".

وفضلاً عن جراحة القولون ، فإن الشائعات التي لاحقت بايدن منذ المعركة الانتخابية الأولي مع دونالد ترامب حول اصابته بمرض الزهايمر لم تقل حدتها ، حيث ظهر الرئيس الأمريكي في مناسبات عدة وهو مرتبك ومتلعثم بعض الشئ ، ولعل أبرزها خطابه الذي ألقاه في 23 نوفمبر الماضي عن خططته للنهوض بالاقتصاد ، حيث قال في ختام كلمته "انتهي الاقتباس"أي الكلمة التي كتبها مساعدوه في نهاية الخطاب، وما كان من المفترض أن يتلوها بايدن.

وبخلاف الحالة الصحية للرئيس بايدن ،   فإن حلم الحزب الديمقراطي في الانفراد بتقديم أول "رئيسة" في تاريخ الولايات المتحدة لا يزال يراود كبار قادة الحزب ، بعدما فشلوا في تحقيقه بالدفع بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون حيث منيت بخسارة مدوية ومفاجئة أمام دونالد ترامب الذي كان خارج حسابات كافة هيئات استطلاع الرأي والمحللين بمراكز الدراسات.

حلم "أول رئيسة" عكسته شبكة سي إن إن الأمريكية ، المعروفة تاريخياً بانحيازها للديمقراطيين، حيث اختارت عنواناً لتقرير حول الجراحة التي أجراها بايدن  : "لمدة 85 دقيقة .. كامالا هاريس أول سيدة بصلاحيات رئيس"، في إشارة إلى التفويض الذي منحه لها بايدن.

وقالت الشبكة الأمريكية في تقريرها الذي نشر بتاريخ 19 نوفمبر: كسرت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاجزا آخر بعد أن أصبحت بالفعل أول امرأة أمريكية وأول امرأة سوداء وأول نائبة رئيس من جنوب آسيا، تتمتع بسلطة الرئيس بعد أن فوضها بايدن بمهامه في البيت الأبيض مؤقتا أثناء خضوعه لإجراء طبي تحت التخدير. وأعلنت جين بساكي السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، منذ قليل، عن تولى هاريس اختصاصات الرئيس مؤقتا لحين عودته، وقالت بساكي في بيان إن هاريس ستعمل من مكتبها في الجناح الغربي بينما يخضع بايدن للتخدير".

ولا يعكس الاتجاه للدفع بكامالا هاريس رغبة الديمقراطيين في تقديم أول رئيس امرأة في تاريخ الولايات المتحدة فحسب ، بل تمثل فكرة فوز هاريس حال ترشحها لـ الانتخابات الرئاسية 2024 تكرار تجربة باراك أوباما في وصول "الملونين" لدخول البيت الأبيض ، حيث تمتلك هاريس أصولاً هندية.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة