فى مشهد أصيل يعيد للأذهان ذكريات الزمن الجميل، أطلت الحاجة أنوار عبد الفتاح ابنة عزبة النزهة بمدينة المنصورة، فى بث مباشر منذ ساعات الصباح الباكر وهى تخبز العيش البلدى وتطهو الرز المعمر برائحته الذكية ومذاقه الشهى فى الفرن القش برفقة بناتها وأحفادها وجيرانها، اللذين تناوبوا على فرن العزبة لطهى وإعداد أشهى الأكلات، فى جو يسوده الحب والتعاون والألفة.
وقالت أنوار عبدالفتاح البالغة من العمر 67 عاما لـ"اليوم السابع"، إنها منذ طفولتها تشقى بالذهاب مع والدها إلى الغيطان والحقول لزراعة الأرض، ومساعدة والدتها فى الخبيز فى الفرن القش والكانون، مشيرة إلى أن حياتهم فى الريف لا تزال عنوانها البساطة والهدوء والأرض والخضرة والفرن القش، فجميعها عادات وتقاليد توارثوها عن أجدادهم، تعبر عن أصالتهم وبساطة حياتهم ونقائها.
وأضافت أن العزبة لا تزال تحتوى على أكثر من فرن قش موزعين على أنحاء العزبة يزيد عمرهما عن أربعين عاما، يستفيد منهم جميع الأهالى فى الخبيز وطهى البطاطا والسمك والرز المعمر صيفا وشتاء، موضحة أن أفران القش ليست ملكا لأحد، بل هى ملك الجميع وميراث يتوارثه جيل بعد جيل، مثله مثل الأرض.
واستطردت أن يوم الخبير بمثابة يوم عيد يجتمع فيه الجيران مع بعضهما البعض بكبارهم وصغارهم أمام الفرن القش، يطوعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، يسلون وقتهم بالغناء وسرد الحكايات، مشيرة إلى أن الفرن القش عادة أصيلة تخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة وتجمعهم مع بعضهم البعض على الحب والتعاون والألفة.