كشفت ليزلى ريد، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر أن رؤية الوكالة رفيعة المستوى لـ "اقتصاد أكثر شمولاً وتنافسية على المستوى العالمي لصالح جميع المصريين".
وقالت ليزلى: "لقد حددنا ثلاثة مجالات ذات أولوية حيث نحتاج إلى العمل فيها لإحراز تقدم نحو هذه الرؤية، هذه المجالات هي: المؤسسات الفاعلة، العدالة الاجتماعية، التمكين الاقتصادى، تكمن كافة الجهود التي نبذلها ضمن تلك الأهداف.
جاء ذلك خلال كلمتها اليوم، الخميس، في لقاء غرفة التجارة الأمريكية بمصر، بحضور السفير الأمريكى جوناثان كوهين، والمهندس طارق توفيق رئيس الغرفة، ولفيف من قيادات الغرفة ومجتمع الأعمال.
وتابعت ليزلى ريد: "إننا نسعى إلى الشراكة مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية على مستويين: أولا، للمساعدة في تحديد أولويات إصلاحات السياسات، والمؤسسات، أو الأنظمة التي يجب استهدافها للحصول على المساعدة، والتى من شأنها تسريع النمو الاقتصادى بشكل أفضل، وثانيا، نود العمل معكم لتصميم وتنفيذ أنشطة محددة.
وقالت إن هناك العديد من الأولويات المدمجة في جميع أنشطتنا ومشروعاتنا، وتشمل هذه الأولويات الاستجابة إلى جائحة كورونا والتصدي للفساد وتغّير المناخ، بالإضافة إلى أولويات مهمة أخرى مثل التحول الرقمي، والتمكين الاجتماعى والاقتصادي للمرأة، ومشاركة القطاع الخاص، لافتة أن الجدير بالذكر أننا حرصنا على أن يتماشى عملنا مع رؤية مصر 2030، كما أننا نتوافق أيضًا مع مبادرات الحكومة المصرية مثل "حياة كريمة"، كما أن تركيزنا الشامل على تمكين الفتيات والنساء يدعم أهداف مُحفّز سد الفجوة بين الجنسين ومبادرة "نورة" التي تم إطلاقها مؤخرًا.
وحول جائحة كورنا أوضحت ليزلى إنه بفضل التزام الرئيس بايدن بأن تصبح الولايات المتحدة هي الموّرد الرئيسي اللقاحات حول العالم، قمنا بتسليم 13.5 مليون جرعة لقاح إلى مصر حتى الآن مع ملايين أخرى قادمة في الطريق. لقد تبرعت الولايات المتحدة وحدها بنسبة جرعات لقاح ضد فيروس كورونا أكثر من بقية دول العالم مجتمعة.
أضافت انه حتى الآن ، قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 55 مليون دولار لدعم استجابة مصر لكوفيد-19 ، حيث وصلت جهود التطعيم إلى ما يقرب من 18 مليون شخص بمساعدتنا، إلى جانب التبرع بهذه الدفعات من اللقاحات، تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جهود الوقاية والتشخيص والعلاج من فيروس كورونا بالإضافة إلى البرامج التي تعمل على تقليل الآثار الاقتصادية الناجمة عن الجائحة. يبني هذا الدعم على أكثر من مليار دولار استثمرتها الولايات المتحدة على مدار الأربعين عامًا الماضية لتحسين صحة جميع المصريين.
وحول التصدي للفساد أشارت إلى أن الرئيس بايدن يعتبر أن مكافحة الفساد قضية أساسية، وأصدر البيت الأبيض هذا الأسبوع أول استراتيجية للولايات المتحدة على الإطلاق لمكافحة الفساد. وكما قالت مديرتنا سامانثا باور مؤخرًا ، فإن الفساد هو في الأساس فعل عكسي مضاد للتطور، إنه يضر بالتنمية الاقتصادية طويلة الأجل ، ويثير مخاوف استثمارات القطاع الخاص ، ويزيد من عدم المساواة ، بل إنه يضر بالبيئة.
أوضحت أن الحكومة المصرية جعلت من مكافحة الفساد أولوية أساسية لها، ويسعدنا دعم هذا الجهد من خلال شراكتنا مع هيئة الرقابة الإدارية، بصفتها الهيئة الرئيسية المسؤولة عن مكافحة الفساد في مصر، فقد زادت جهود مكافحة الفساد في نطاقها وكفاءتها من خلال برامج الحكومة الأمريكية.
وحول تغير المناخ أوضحت : كلنا نعلم أن تغير المناخ يدمر العالم، و بالفعل إنه ليس تهديدًا افتراضيًا، إنه يدمر حياة الناس وسبل عيشهم كل يوم، وصفت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مصر بأنها "من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي"، ونحن نشهد هذه التأثيرات بالفعل - من ندرة المياه إلى الاحتباس الحراري وانعدام الأمن الغذائي.
واشارت أن تغير المناخ يؤدي إلى مخاطر غير مسبوقة على الشركات، ومع ذلك ، هناك أيضًا فرص - لتحسين كفاءة الطاقة، وتبنّي سياسات خفض الانبعاثات، وبناء آليات مؤسسية طويلة الأجل لمواجهة التحديات القادمة. العالم يقف عند نقطة تحول، لدينا القدرة على بناء مستقبل أكثر إنصافًا واخضراراً بشكل جماعي.
وأضافت أن هذا واجب أخلاقي، ولكنه أيضًا ضرورة اقتصادية - إذا كنا نسعى لتحقيق معدلات أكبر من النمو، وخلق وظائف جديدة، وفرص أفضل لكافة الشعوب. ونحن في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية نريد أن نتشارك معكم لمواجهة هذا.
واستطردت فى كلمتها قائلة " ستلعب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دورًا محوريًا في جهود حكومة الولايات المتحدة ، كما هو الحال في خطة الطوارئ الرئاسية للتكيف والقدرة على الصمود - أو الاستعداد - التي أعلن عنها الرئيس بايدن في مؤتمر الأطراف 26 حول المناخ. وستدعم تلك الاستعدادات البلدان والمجتمعات في جميع أنحاء العالم في جهودها الرامية إلى التكيف والمواءمة مع تأثيرات تغير المناخ وإدارتها".
وذكرت أنه بالإضافة إلى ذلك أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واحداً من الأهداف الطموحة لدعم البلدان الشريكة لمنع ستة مليارات من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030. كما أننا نلقي نظرة فاحصة على المستوى الداخلي بنا بالوكالة، وتم إصدار مسودة إستراتيجية المناخ 2022 - 2030 للنقاش المفتوح الشهر الماضي.
كأولوية مشتركة ، كما نهنئ مصر على استضافة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول المناخ ويسعدنا أن نتشارك مع مصر في التحضير لهذا التجمع العالمي المهم.
ودعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ولا تزال تدعم مصر لبناء مرونة مؤسسية لصدمات وضغوط تغير المناخ. على مدى السنوات الأربعين الماضية ، استثمرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 3.5 مليار دولار لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لـ 25 مليون مصري. لقد قمنا بتحسين البنية التحتية للمياه من خلال مشاريع البناء الضخمة بما في ذلك محطات المياه والصرف الصحي ومحطات تحلية المياه وخزانات المياه. وبنفس الأهمية ، نحن ندعم الشركة الوطنية القابضة للمياه والصرف الصحي لبناء خبرة الموظفين وتطوير أنظمة الإدارة لتعزيز الأمن المائي ومساعدة مصر على التكيف مع آثار تغير المناخ.
وأشارت انه يعتمد مركز التميز للمياه الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمنحة قيمتها 30 مليون دولار على هذه الاستثمارات، ويعمل على دعم سياسات المياه، ويشجع على كفاءة استخدام المياه، وتطوير الحلول البحثية التطبيقية المبتكرة.
كما عقدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية شراكة مع وزارة البيئة لتعزيز حماية وإدارة الشعاب المرجانية. تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع المجتمعات المحلية لتعزيز قدرتها على الصمود لإدارة آثار تغير المناخ. لدينا تاريخ طويل من العمل مع مئات الآلاف من المزارعين المصريين لزيادة غلّة المحاصيل وزيادة الدخل، من خلال الجهود المبذولة لتحديث أنظمة الري والحفاظ على المياه.
ولفتت ان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تساعد أيضًا في بناء الجيل القادم من قادة المناخ. برامجنا طويلة الأمد في المدارس الثانوية للمتفوقين التي تعتمد على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) تمنح الطلاب الأدوات اللازمة لدعم التكيف المناخي. بالتعاون مع الحكومة والقطاع الخاص، قمنا بتطوير وتقديم برنامج الدبلوم الفني المُعتمد للطاقة الجديدة والمتجددة.
في ختام كلمتها قالت إننا نتطلع إلى توسيع وتعميق شراكاتنا معكم
- مجتمع الأعمال في مصر. أريد أن أؤكد أن هذه هي العشر سنوات الحاسمة لكوكبنا ومستقبلنا. الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ملتزمة بمعالجة بعض من التحديات الأكثر صعوبة في عصرنا ، ونحن بحاجة إليكم كشركاء في هذه المعركة. من مصلحتنا المشتركة سد الفجوة بين من يملكون
ومن لا يملكون وتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة لصالح جميع المصريين. سنفعل ذلك من خلال العمل معكم لإيجاد طرق مبتكرة لممارسة الأعمال التجارية التي تضمن حياة مزدهرة للمصريين للأجيال القادمة.