منذ خسر تنظيم داعش وجوده وتبددت أحلامه في العراق وسوريا، تحولت توجهاته إلى محاكاة القاعدة ومنافستها في نشر خلاياه في العالم لخلق دولة افتراضية عبر أنصاره، ولطالما كان غياب الوعى وانتشار الفقر فى القارة الأفريقية بيئة خصبة لتمدد الارهاب والحركات المسلحة بمختلف توجهاتها، بشكل ينسحب على الصومال وأوغندا ودول الساحل الأفريقى وغيرها أصبح مصدر قلق فى أعياد الكريسماس "رأس السنة" مع تزايد هجماته التى لا تفرق بين مدنيين وغيره.
وفى السنوات الماضية تحدثت تقارير أمنية عن تمدد تنظيم داعش الإرهابي وإعادة انتشاره بشكل واسع في شمال وغرب إفريقيا، مستغلا الجنوب الليبي كأهم محطة لتحرك مقاتليه، وتحدث تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية، عن أن التنظيم اعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال إفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه.
وعلى أبواب أعياد رأس السنة، رجحت تقارير أن تكشف الحركات الارهابية هجماتها فى هذا الموسم من العام، وبدأت بعض الدول الافريقية من اطلاق التحذيرات، حيث حذرت دولة أوغندا، قواتها بالصومال من هجمات وشيكة لحركة الشباب الإرهابية على قواعد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام المعروفة بـ"أميصوم". يحيث تنفذ الشباب، هجمات مماثلة مباشرة وغير مباشرة على قواعد القوات الحكومية وقواعد بعثة الاتحاد الأفريقي، فضلا عن استهداف المدنيين.
وبعثت الحكومة الأوغندية برسالة إلى قوات أميصوم في الصومال تحذرها من احتمالية وقوع هجمات إرهابية تعتزم حركة الشباب الإرهابية القيام بها خلال فترة أعياد الكريسماس .ودعا نائب قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية الجنرال بيتر إلويلو، القوات الأوغندية في الصومال إلى توخي مزيد من اليقظة خلال موسم الأعياد تفاديا لأي هجمات تشنها الحركة الإرهابية.
وذكر الجنرال بيتر أن حركة الشباب تخطط لسلسلة من الهجمات على قوات الاتحاد الأفريقي والتي هي بحاجة إلى تجنبها في جميع الأوقات".
وفى الأشهر الماضية نفذت القوات الخاصة الصومالية المعروفة بـ"دنب"، عملية عسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية جنوبي البلاد. وداهمت في وقت سابق، منطقة ليجو بإقليم شبيلي السفلى الصومالي، وتمكنت من طرد عناصر إرهابية تابعة لـ"الشباب". كما يواصل الجيش الصومالي عملياته العسكرية ضد مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في جنوب ووسط البلاد.
وفى كمبالا تأتى التفجيرات التى يتبناها تنظيم داعش الارهابى على رأس المخاطر التى تهدد جمهورية الكونغو الديمقراطية بين الحين والأخر، وقبل أيام ناقش مجلس الأمن، جلسة إحاطة حول الوضع في اوغندا تتناول الجلسة التفجيرات الانتحارية التى هزت كمبالا في نوفمبر الماضى، والتي نفذتها مجموعات مرتبطة بالقوى الديمقراطية المتحالفة التابعة لتنظيم داعش الارهابى، حيث تعمل هذه الجماعات في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو.
وفي عام 2020، ارتكبت قوات التحالف الديمقراطية التابعة لداعش، 22 مذبحة أودت كل منها بحياة أكثر من 10 أشخاص. وفى عام 2021 فقد ارتكبت 22 مذبحة من هذا النوع في الأشهر الستة الأولى فقط، وكان شهر مايو الشهر الأكثر دموية في تاريخها.
وشهدت كامبالا سلسلة هجمات فى 2021 نسبت إلى "القوات الديموقراطية المتحالفة"، التي نشأت منذ أكثر من 25 عاما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة حيث تنشر الرعب.
وتعدّ "القوات الديموقراطية المتحالفة" المجموعة المسلحة الأكثر فتكا من بين 120 جماعة مشابهة تنشط في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وأعلنت الولايات المتحدة رسميا بأنها مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. يسمي تنظيم الدولة اسلامية هذه القوات بـ"ولاية وسط افريقيا".
ومن بين أكثر المجموعات نشاطا في المنطقة تحالف القوى الديمقراطية الناشط في أوغندا، وتأسست هذه الحركة الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي، وانشغلت بشكل أساسي بالمشاكل الداخلية في أوغندا، وبعد طردها إلى الكونغو، اتخذ نشاطها طابعا إرهابيا عالميا، وزادت الهجمات التي تشنها باسم تنظيم داعش.
وفى السنوات المنصرمة اعاد داعش انتشاره وأنشأ 4 ولايات مزعومة لخلافة أفريقيا في منطقة بحيرة تشاد، تحت قيادة مركزية في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا وفى "سامبيسا" في نيجيريا، و"تومبوما بابا" في بورنو بالدولة ذاتها، و"تمبكتو" في شمال مالي، وولاية مستحدثة في تشاد توقع أن تضم إرهابيين، على أن يكون لكل منها حاكم خاص، وتحت قيادة زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
وتوقعت تقارير أمنية وصول دفعات جديدة من الإرهابيين إلى نيجيريا، تقدر بنحو 120 مسلحا، من بينهم أصحاب جنسيات عربية، سيتمركزون بشكل دائم في منطقة الساحل والصحراء.
وتزايدت هجمات الإرهابيين في أرجاء منطقة الساحل الأفريقي، فيما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر السنوات الماضية.