سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 10 فبراير 1952.. فؤاد باشا سراج الدين يرد على اتهامه من «أخبار اليوم» بمسؤوليته عن «حريق القاهرة»

الأربعاء، 10 فبراير 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 10 فبراير 1952.. فؤاد باشا سراج الدين  يرد على اتهامه من «أخبار اليوم» بمسؤوليته عن «حريق القاهرة» فؤاد باشا سراج الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهمت جريدة «أخبار اليوم» برئاسة مصطفى وعلى أمين، فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية، بمسؤوليته عن حريق القاهرة يوم 26 يناير، 1952، الذى شهد احتراق 700 منشأة، فرد «سراج الدين» ببيان مطول نشرته جريدة «المصرى» يوم 10 فبراير، مثل هذا اليوم، 1952، حسبما يذكر الدكتور محمد أنيس فى كتابه «حريق القاهرة».
 
يذكر «أنيس» أن بيان «سراج الدين» جرى فى توقيت كان يتم فيه «تحقيق هزيل مع المتهمين بحرق القاهرة أو المحرضين»..يضيف: «فى الوقت الذى يبعد فيها اتهام «التراخى» عن نفسه كوزير للداخلية، كان يصوب اتهام التراخى بشكل واضح إلى القائد العام للقوات المسلحة محمد حيدر باشا، ورئيس هيئة أركان الجيش عثمان المهدى، وبالذات الأخير، كما يحمل غمزا خفيفا يشير إلى إدانة القصر فى هذا التراخى الذى قد يصل إلى درجة التآمر».
 
يأتى «أنيس» فى كتابه بنص بيان «سراج الدين»، موضحا فيه أنه تلقى خبر إشعال النار فى كازينو أوبرا فى حوالى الساعة الثانية عشرة والنصف، وأن المتظاهرين يمنعون رجال المطافئ من إطفاء النيران، فاتصل تليفونيا بحيدر باشا، وطلب منه نزول قوات الجيش فى الحال للمعاونة فى حفظ النظام وفض المظاهرات، فأبدى اعتراضه.
 
يضيف «سراج الدين»: «بعد مناقشات طويلة قال معاليه «حيدر باشا» إن نزول الجيش إلى المدينة يحتاج إلى إذن من جلالة الملك «فاروق» وسأطلب هذا الإذن.. وبعد قليل أخطرتنى إدارة الأمن العام بإشعال النار فى سينما ريفولى ثم فى سينما مترو.. فأيقنت بأن الأمر يسير وفقا لخطة مرسومة مدبرة، وأنه لا مفر من الاستعانة بالجيش، فاتصلت بالقصر الملكى مرة أخرى وكانت الساعة الواحدة والنصف، وطلبت حيدر باشا، فقيل لى إنه فى الحضرة الملكية مع ضباط الجيش والبوليس الذين كانوا مدعوين فى ذلك اليوم للغداء على المائدة الملكية بمناسبة مولد حضرة صاحب السمو الملكى ولى العهد «أحمد فؤاد»، فقلت لعامل التليفون إن الأمر خطير جدا، ولا بد لى من الاتصال حالا بحيدر باشا، وطلبت منه إبلاغه ذلك بأى وسيلة، وأننى سأبقى على سماعة التليفون حتى يبلغه ذلك ويتصل بى».
 
يواصل «سراج الدين»: «بعد نحو خمس دقائق وأنا منتظر على السماعة حضر اللواء وحيد شوقى بك مدير عام مصلحة خفر السواحل، وقال لى إن جلالة الملك أمره بأن يرد علىّ فى التليفون لمعرفة سبب طلبى لحيدر باشا، فشرحت لوحيد بك الحالة وتطوراتها، وضرورة نزول الجيش فورا إلى المدينة لقمع الحركة، وطلبت منه رفع ذلك كله فى الحال إلى المسامع الملكية الكريمة، وإفادتى بما يستقر عليه الرأى».
 
يؤكد «سراج الدين»: «لم يتصل بى حيدر باشا ولم تنزل قوات الجيش إلى المدينة كما طلبت، والمفروض أنها أخذت فى الاستعداد منذ الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا بعد محادثتى التليفونية الأولى مع حيدر باشا، وأخذت الإخطارات فى نفس الوقت تتوالى فى بعض دور السينما وبعض المحلات التجارية الصغيرة، فغادرت مكتبى وقصدت قصر عابدين، فوصلت إليه حوالى الساعة الثانية والنصف، وكانت المائدة الملكية قد انتهت فى نفس الوقت تقريبا والضباط يغادرون القصر».
 
يكشف «سراج الدين»: «قابلت حافظ عفيفى، رئيس الديوان الملكى، فى مكتبه، وسألته عن السبب فى عدم نزول الجيش، وقد مضى حوالى الساعة منذ حديثى مع اللواء وحيد شوقى، وأخذت أشرح له من جديد خطورة الحالة، وما قد تتطور إليه من حوادث جسام، وفى هذه الأثناء حضر حيدر باشا، وطلبت منهما رفع الأمر فورا إلى جلالة الملك، فتوجه حافظ عفيفى باشا للتشرف بمقابلة جلالته، وبعد قليل استدعى حيدر باشا أيضا.. ثم عاد الاثنان وأبلغانى بأن جلالة الملك أمر بنزول الجيش، وطلب حيدر باشا، عثمان المهدى رئيس الأركان، تليفونيا من مكتب حافظ عفيفى باشا، وأخبره بصدور الأمر الملكى، وطلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك، فقال عثمان باشا المهدى إن الأمر يقتضى بعض الوقت لإعداد القوات ولاستدعاء الضباط من منازلهم، وقد انصرفوا إليها بعد المائدة الملكية، فطلبت من حيدر باشا أن يسأله عن المدة التى يستغرقها كل ذلك، فأجاب عثمان باشا بأنها ثلاثة أرباع الساعة، وستكون القوات فى الساعة الثالثة والنصف مساء على الأكثر».
 
يمضى «سراج الدين» فى بيانه، موضحا مدى التلكؤ فى إنزال قوات الجيش، حيث بدأت بنزول 150 جنديا فقط فى الساعة الخامسة بحديقة الأزبكية، زادت إلى 250 الساعة السادسة، ثم وصلت إلى خمسمائة فى الساعة التاسعة مساء لكنها لم تطلق النار، واستمرت الحرائق تمتد من مبنى إلى آخر حتى الساعة الحادية عشرة مساء، حيث هدأت الحالة وتوقفت الحوادث.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة