وأكدت وزيرة البيئة خلال اللقاء على أهمية الإعداد جيداً لمؤتمر جلاسجو، من خلال عقد الاجتماعات التفاوضية التحضيرية، وإحداث تقدم بشكل متواز ومتكافئ على كافة مسارات المفاوضات معاً، مشيرةً إلى الصعوبات التى تعترض عقد الاجتماعات التفاوضية التحضيرية بالوسائل الالكترونية، وذلك لتواضع البنية التحتية الإلكترونية والرقمية بالدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، مما يعوق عملية التنسيق بين تلك الدول خلال المفاوضات.
وأعربت عن تفهمها للتحدى الذى تواجهه الرئاسة البريطانية لمؤتمر أطراف اتفاقية تغير المناخ فى هذا الصدد، حيث أن جائحة كورونا التى تعوق عقد الاجتماعات التحضيرية لم يكن يتوقعها أحد، ولم نتوقع أن تمتد آثارها إلى هذا المدى، مشيرة إلى أن مصر واجهت نفس التحدى فى رئاستها لمؤتمر أطراف اتفاقية التنوع البيولوجي، ونجحت الجهود المصرية فى الخروج من حالة التعثر التى واجهت المفاوضات وكادت تؤدى إلى تجميدها تماماً، والتوصل إلى حل وسط.
وأشادت وزيرة البيئة بالتعاون القائم بين البلدين فى مجال التكيف مع آثار تغير المناخ، والذى يمثل أهمية بالغة وأولوية بالنسبة لمصر، وللدول الأفريقية، والذى تجسد فى القيادة المشتركة بين البلدين لتحالف التكيف، الذى أطلقه رئيس الوزراء البريطانى "بوريس جونسون" خلال قمة التكيف التى عقدت الشهر الماضي، ويأتى هذا الامر كامتداد للتعاون الناجح بين البلدين فى قيادة تحالف التكيف والمرونة إزاء آثار تغير المناخ فى إطار قمة المناخ التى عقدها سكرتير عام الأمم المتحدة فى سبتمبر 2019.
كما رحبت فؤاد بالاهتمام الذى توليه الرئاسة البريطانية للدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف لموضوع التكيف، والذى أدرجته ضمن أولوياتها، آملةً فى الخروج بنتائج شاملة ومتوازنة تتضمن الاتفاق على تفعيل الهدف العالمى الخاص بالتكيف، والتعهد بدعم أنشطة وإجراءات التكيف بشكل ملموس.
وأشارت وزيرة البيئة إلى الاستراتيجية الافريقية للتكيف التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الأطراف الواحد والعشرين فى باريس، بصفته رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ آنذاك نظراً لما يمثله التكيف من أولوية بالنسبة لمصر وللقارة الأفريقية، وفى ضوء التزام مصر بدعم أشقائها الأفارقة، وكانت مصر قد طلبت من الجانب البريطانى دعم المبادرة الأفريقية للتكيف بما يساهم فى تفعيلها، مؤكدةً على ما تهدف إليه المبادرة من دعم قدرات الدول الأفريقية للتكيف مع آثار تغير المناخ.
كما أعربت فؤاد عن تطلعها لقيام الجانب البريطانى بدعم البرامج والمشروعات والجهود المصرية لحماية السواحل المصرية وللإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية فى مواجهة التهديدات الناجمة عن تغير المناخ.
وتطرقت وزيرة البيئة خلال اللقاء إلى ما تبذله مصر من جهود نحو التحول الأخضر وتبنيها لمفهوم التعافى الأخضر، وقيامها مؤخراً باتخاذ عدد من الإجراءات فى هذا الإطار، فى مقدمتها إصدار السندات الخضراء بالتعاون مع وزارة المالية، كأول دولة فى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تقوم بإصدار تلك السندات لتمويل المشروعات الصديقة للبيئة، واعتماد معايير الاستدامة البيئية للاستثمارات والمشروعات الوطنية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.
كما أشارت فؤاد إلى المبادرة المصرية لتحقيق التكامل والتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث الخاصة بتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، والتصحر، التى أطلقها رئيس الجمهورية فى ديسمبر 2018 فى شرم الشيخ، مشيرةً إلى أن ذلك يندرج تحت مفهوم التعافى الأخضر، معربة عن تطلعها إلى قيام الجانب البريطانى بدعم تنفيذ هذه المبادرة.
وأكدت وزيرة البيئة على اهتمام مصر بالشباب لدورهم الهام فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها تتعلق بالأجيال القادمة، مشيرة فى هذا الصدد إلى قيامها، بالتعاون مع عدد مع الجامعات المصرية، لإتاحة الفرصة للشباب لتقديم أفكار للمشروعات المختلفة فى مجالات تغير المناخ، والتنوع البيولوجي، والتصحر بهدف تحقيق التكامل والترابط بينهم.