خاض الشاعروالمثقف الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، الذى تعرض لوعكة صحية أدت لنقله إلى المستشفى نتيجة كسر فى القدم، العديد من المعارك الثقافية من بدايته وإلى اليوم، فعرف الراجل بمواقفه الثابتة التى لا تتبدل، مدافعا عما اقتنع به طوال مسيرته الأدبية عن الشعر والشعراء، ولعل من أبرز معارك الشاعر الكبير، معركته فى بداية ظهوره مع الأديب الكبير عباس العقاد، بسبب رفض الأخير الشعر الذى كان يقدمه بعض الشعراء الشباب حينها من بينهم حجازى والراحل الكبير صلاح عبد الصبور.
وفى الستينيات، كانت هناك خصومة محتدمة بين أصحاب الشعر الحديث، وبين العقاد الذى كان يرأس لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وتصدى له الشاعران صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى، ودخلا مع "العقاد" فى مساجلات ولدت خصومة شديدة.
كانت المعركة الحامية التى خاضها صلاح عبد الصبور مع صديقه أحمد عبد المعطى حجازى مع العقاد حول الشعر الحديث، قد دفعته إلى كتابة سلسلة مقالات انجرف بعضها إلى شدة أشد مما عتب فيه على العقاد موقفه من أحمد شوقى، نشر آخرها بالأهرام فى 14 فبراير 1964، وإذ بالعقاد يلاقى ربه بعد أيام فى 13 مارس 1964، فنفض صلاح عبد الصبور عن نفسه وقلبه غبار المعركة، وكتب مقالاً للأهرام قبل مضى أسبوع على رحيله، ونشر فى 20 مارس، أسرتنى سطوره، كتب فى مطلعه يقول "انتهت الرحلة المجيدة إلى غايتها المرصودة، وعاشت نفحة من شمس أسوان ونورها لترقد حيث بدأت رحلتها بعد أن استوت فكرًا أنار البصائر وكشف الظلمات، وملأ الدنيا ومشى فى نوره الناس".
أما حجازى، فأشار خلال لقائه الفكرى خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته 49، إلى إشكالية قصيدة التفعيلة والمعركة التى دارت بينه وبين جيله مع الأديب الراحل محمد عباس العقاد، إذ يقول "فى الحوار الذى دار بين جيلى وبين العقاد، كان العقاد فيه قاسيًا وحادًا ووصل الأمر بنا إلى أن يهدد من الاستقالة من المجلس الأعلى للأداب إذا شاركنا فى مهرجان الشعر الذى يقام فى دمشق، فقد رجانا يوسف السباعى آنذاك، بعد أن وصلنا إلى دمشق، ألا نشارك حتى لا يكون ذلك سببًا فى استقالة العقاد من المجلس الأعلى للفنون والآداب".
وأضاف "عندما عدت إلى القاهرة، قررت أن أثبت له، أن ما منعنا من المشاركة، من كتابتنا لقصيدة التفعيلة، استطيع أن أكتب هذا الشعر التقليدى فى هجاء العقاد، وبالفعل كتبت قصيدة فى هجاء العقاد، وندمت عليها فيما بعد، بالمعنى الحقيقى للشعر، كان مفاداها أن هذا الزمان زماننا، وليس زمن العقاد، فرد عليها العقاد، فى لقاء له مع أديب من دمنهور يدعى عبدالمعطى مسيري، قال له (أنهم هم الذين يعيشون فى عصر العقاد)".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة