تستمر محاكمة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، فى الوقت الذى سعى فيه الديمقراطيون يسعون إلى تحقيق فوز سياسى فى ظل تضاؤل فرص إدانته، ويأمل الحزب إلى إقناع الرأى العام أن ترامب يتحمل المسئولية الكاملة عن أحداث اقتحام الكابيتول، بحسب ما تقول صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.
وأوضحت الصحيفة، أنه على الرغم من غياب ترامب عن المشهد العام فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة، إلا أن صوته كان واضحا فى واشنطن هذا الأسبوع، حيث استخدم الديمقراطيون مرارا كلماته ضده. وأشاروا إلى مئات من التغريدات ومقاطع الفيديو فى محاولة لتعزيز حجتهم بضرورة إدانته فى محاكمة عزله للتحريض على حصار الكابيتول فى السادس من يناير.
محاكمة عزل ترامب
إلا أن الكثير من الديمقراطيين لم يتأثروا، حيث يعرفون ويعرف الكثير من الديمقراطيين أيضا أن ترامب لن يتم إدانته، فتبرئته أمر مؤكد وستكون بحلول الأسبوع المقبل، بعدما يبدا دفاع ترامب مرافعته، التى ستبدأ اليوم الجمعة، والتى ستكون ضربة لمعارضيه الذين أرادوا رؤيته مدانا ومنعه من الترشح للمنصب مرة أخرى.
إلا أن الديمقراطيين يقولون، إن جهودهم لن تكون هباءً، حيث تقول المخططة الإستراتيجية الديمقراطية كالاى مارش، أن هناك محكمتين، مجلس الشيوخ الأمريكى، ومحكمة الرأى العام، مشيرة إلى أن محاكمة العزل ستظل تطارد الجمهوريين فى مجلس الشيوخ لسنوات قادمة.
وخلال ثلاثة أيام من مرافعة مديرى العزل، رسم الديمقراطيون صورة لرئيس كان يتغاضى عن التطرف اليمينى ويشجع بنشاط العصابات التى اقتحمت مبنى الكابيتول لتعطيل التصديق على فوز جو بايدن فى انتخابات الرئاسة.
ويقول محللون، إن موقف الحزب يشير إلى ان قبضة ترامب لا تزال قوية على قاعدة الأنصار، وأن هناك مخاوف بين المشرعين الجمهوريين الذين يشعرون بالقلق من أن يعيشق فرص إعادة انتخابهم بتأييد منافسيهم الأكثر ميلا إلى اليمين.
وكان مديرو المساءلة قد أنهو الخميس مرافعتهم ضد ترامب، بجعل تصويت أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لصالح ترامب أمرا صعبا وغير مريح بقدر الإمكان، بحسب ما تقول صحيفة ذا هيل.
وبعد يومين من المرافعة، صور مديروا المساءلة، وهم تسعة من أعضاء مجلس النواب الجمهوريون، الرئيس السابق باعتباره الدافع الرئيسى للحشد الذى اقتحم الكونجرس.
وتضمنت استراتيجية الديمقراطيين الاستخدام المفتوح لمقاطع فيديو مروعة وشهادة ضحايا وأجبروا أعضاء مجلس الشيوخ على إعادة خوض صدمة أحداث اليوم بصور لم تشاهد من قبل.
وقال السيناتور جون كورنين الجمهورى من تكساس، إن العرض كان عاطفى للغاية لأنه من لواضح أن أيا منا لم يتمكن من رؤية كل ذلك من قبل.
وركزت مرافعة الخميس على الضحايا المرعوبين، وشملت تحذيرا بأنه لو لم يصوت أعضاء مجلس الشيوخ لإدانة ترامب ومنعه من الترشح للمنصب فى المستقبل، فإنه قد يطلق مزيد من العنف مرة أخرى.
وقال السناتور تيد ليو أحد ممثلى الدعاء، إنه لا يخشى أن يترشح دونالد ترامب مجددا للرئاسة بعد أربع سوات، ولكنه يخشى أن يفعل ذلك مرة أخرى لأنه يمكن أن يفعل هذا مرة أخرى.
ومن المتوقع، أن يركز دفاع ترامب على حجتين أساسيتين: أولها أن الكونجرس لا يملك سلطة مساءلة رئيس لم يعد فى منصبه، والثانية أن دعوات ترامب لأنصاره للسير نحو الكابيتول للاحتجاج على نتيجة الانتخابات يحميها التعديل الأول للدستور الأمريكى الذى يقر حرية التعبير.
لكن من غير المرجح أن يتم إدانة ترامب، التى تتطلب موافقة ثلثى مجلس الشيوخ، وهو ما يفتقده الديمقراطيون رغم سيطرتهم على المجلس حاليا، وكان ستة جمهوريون فقط قد عارضوا فى وقت سابق فكرة عدم دستورية محاكمة رئيس سابق.