- القضاة لا تضيق صدورهم بالنقد الموضوعى.. ولكننا نغضب من «الأحاديث المغرضة»
- لسنا فئة «مستثناة» فى المجتمع.. وأتحدى أن يكون هناك قاض استفاد من «الحصانة»
- الحديث عن «توريث القضاء» غير دقيق.. والاختيارات تتم وفق معايير يضعها شيوخ المهنة
- هناك من يتربص بالقضاء لذاته أو باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية
- مصر دولة مستهدفة من الإرهاب.. وواجبها فى المقام الأول حماية أمنها واستقرارها
- بكل صراحة نحتاج لـ«عدالة ناجزة» فالعدل البطىء أقرب للظلم
---------------------------
- بداية.. القضاة يدركون من هو رئيس ناديهم، لكن الرأى العام ربما لا يعرف هذا القاضى الجليل، الذى لا يتحدث إلى الإعلام إلا قليلا.. من هو المستشار محمد عبدالمحسن؟
مواطن مصرى فى المقام الأول أعمل قاضيا، وأشغل منصب أحد نواب رئيس محكمة النقض، شرفنى زملائى قضاة مصر بانتخابى رئيسا لنادى القضاة لمرتين على التوالى وهذه ثقة أعتز بها كثيرا، وشرف لا يضاهيه أى شرف سوى الانتساب لقضاء مصر العادل.- محطتان مهمتان فى تاريخ النادى الأولى كانت فى عام 1939 والثانية فى عام 1951.. كيف كان تأسيس نادى قضاة مصر؟ وماذا يمثل للقضاة؟ وما هى اختصاصاته لمن لا يعرف؟
هما بالفعل محطتان أساسيتان، فتأسيس نادى القضاة كان فى عام 1939، حينما تمت الدعوة لعقد جمعية عمومية تأسيسية فى يوم 10 فبراير من ذلك العام، حيث توافق حضرات القضاة الأجلاء المجتمعين فى هذا اليوم على تأسيس ناد للقضاة لتوثيق رابطة الإخاء والتضامن فيما بينهم، وتم اعتماد لائحة النظام الأساسى للنادى وتشكيل أول مجلس إدارة برئاسة محمود فهمى يوسف باشا رئيس محكمة استئناف مصر آنذاك، ثم افتتح إنشاءه رسميا الملك فاروق يوم 10 فبراير عام 1951، وتوالت منذ ذلك التاريخ مجالس الإدارات المتعاقبة إلى أن وصلت إلينا وسيستمر من بعدنا بمشيئة الله بكل قوة وعزة.
- هذه هى الولاية الثانية لكم، كيف كانت ولايتكم الأولى؟ وما هى خططكم للمرحلة المقبلة؟
شهدت فترة المجلس الأولى بعض الإنجازات فى مجال الخدمات الاجتماعية والمعيشية للسادة القضاة، والتى حرصنا فيها على أعلى درجات الشفافية والمساواة، واستطعنا توحيد كلمة القضاة إلى حد كبير بالبعد تماما عن الولاءات والانتماءات والتوجهات، كما ابتعدنا بالنادى عن السياسة والتى استدعت الظروف فى الفتره السابقة علينا الانخراط فيها، ونتعهد فى الفترة المتبقية من عمر المجلس أن يظل النادى مدافعا عن استقلال القضاء دون إفراط أو تفريط، ساعيا دائما لتحقيق مصالح السادة القضاة فى كل المجالات بما يكفل لهم حياة كريمة تعينهم على أداء رسالتهم.
- يقودنا هذا الحديث للتساؤل عن مفهوم استقلال القضاء؟ وهل يتمتع القضاء المصرى بالاستقلال المرضى؟
نتمنى ألا يصيب حديث القضاة المتكرر عن استقلال القضاء البعض بالملل، أو يؤخذ حديثهم فى هذا الشأن على سبيل اللغو، فاستقلال القضاء وحصانته، كما نردد دائما وكما ورد بالمواثيق الدولية ليس منحة للقضاة، ولكنهما ضمانتان أساسيتان لتأمين خضوع الجميع بما فيهم الدولة لسيادة القانون وحماية الحقوق والحريات، والأصل أن القضاء مستقل وأى مساس بهذا الأصل وكل تدخل فى عمل القضاء من جانب السلطتين الأخريين أو الرأى العام أو المساس بالثقة فيه يخل حتما بميزان العدل ويقوض دعائم الحكم، إذ فى أداء القاضى لرسالته حرا مستقلا مطمئنا كريما آمنا على مصيره، أكبر ضمانة لأفراد الشعب حكاما ومحكومين على السواء والاستقلال الحقيقى للقضاء يقتضى أن تدار كل شؤونه وفقا لاحكام الدستور وبمعرفة القضاة أنفسهم.
- وما هو موقف نادى القضاة من الانتقادات الموجهة للقضاء من بعض المنظمات الدولية فى بعض القضايا؟
لو نظرنا إلى الانتقادات الموجهة من بعض المنظمات والدول سنجدها منصبة على نوعين من القضايا الأول خاص بقضايا الإعدام والثانى مرتبط بالقضايا المتعلقه بالحريات، وإذا أخذنا بحسن النوايا لدى تلك الجهات - وهو أمر قد يكون محل نظر فى بعض الأحيان- فإننا نرد الأمر إلى بعض المفاهيم المختلفه والمعلومات القاصرة أو المغلوطة.
- ما رأيكم فيما يحدث من تناول لبعض وسائل الإعلام للأحكام القضائية؟
الأصل وفقا للقانون أنه لا تعليق على الأحكام القضائية وأن نقد الأحكام يكون من خلال الطعن عليها بطرق الطعن المختلفة، أو بالتحليل القانونى لها بعد أن تصير باتة ونهائية، وبقصد الدراسة والأبحاث. وفيما عدا ذلك يعد أى تناول لتلك الأحكام ثأثيرا على حسن سير العدالة وهو أمر مجرم قانونا.
- بصراحة.. هل يضيق صدر القضاة بالانتقادات التى توجه لهم؟ أو للقضاء؟
أبدا.. لا ولن يضيق صدرنا بالنقد الموضوعى، ونحن فى نهاية الأمر بشر نخطىء ونصيب، ولكن ما يحزننا حقيقة هو النقد غير الموضوعى، وأحيانا المغرض للقضاء والقضاة.- وهل هناك من يتربص بالقضاء؟
بالتأكيد هناك من يتربص بالقضاء لذاته، أو باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة.- ولكن هناك من يرى فعلا أن القضاة فئة منزهة فى المجتمع، توفر لها الدولة العديد من المزايا كالحصانة والرواتب التى تصل أو تجاوز الحد الأقصى للأجور وعلاجا كاملا على نفقة الدولة فى الداخل والخارج ومواصلات بالمجان؟
- ما هى موارد نادى القضاة؟ وهل تكفى للقيام بدوره الاجتماعى؟
موارد النادى تقتصر على اشتراكات أعضائه، وهى لا تكفى بالطبع لقيام النادى بدوره الاجتماعى والخدمى للسادة القضاة، ولا نحصل من الدولة على أى دعم بل إنها تطالبنا برسوم ومقابل انتفاع عن الأراضى المقام عليها النادى الرئيسى ونوادى الأقاليم مبالغ فيه بصورة كبيرة جدا تصل للملايين لا تتفق مع الواقع وموارد النادى والطبيعة الخدمية له، علما بأن القضاة من الفئات التى تفتقد تماما للنوادى الاجتماعية، ونطالب الدولة بضرورة مراعاة ذلك.- سؤال يدور فى الشارع المصرى .. هل هناك توريث القضاء؟
- كيف ترون نظرة الشعب المصرى للقضاء؟
نحن على يقين من أن القضاء ما زال محل تقدير وثقة غالبية الشعب المصرى، ونحن نسعى لتعزيز تلك الثقه وما يشاع عن أن القضاة بمعزل عن الناس أمر غير صحيح، وقد يساء فهمه وحقيقة الأمر أن هناك بعض القيم والتقاليد القضائيه التى تحكم القاضى فى حياته، وهذه القيم تحظر على القاضى الانغماس فى الكثير من العلاقات مخافة أن تؤثر على حياده، والحياد هو العنصر الأساسى فى تحقيق العدالة.
- هل هناك محاسبة للقضاة؟
بالطبع هناك محاسبة للقضاة.. وهى أشد من أى جهة أخرى، فالقضاة يؤخذون بالشبهات، ويتم محاسبتهم وفق معايير يضعها التفتيش القضائى للمحاسبة سواء من الناحية المهنية أو المسلكية.- ما هى علاقتكم بالدولة؟ وهل هناك قنوات اتصال مفتوحة معها؟
يحظى القضاء المصرى العريق وقضاته بكل احترام من الدولة المصرية على مر التاريخ، وقضاة مصر كانوا وما زالوا وسيظلون درعا للوطن، من خلال إقامة العدل الذى هو أساس الحكم.- متى يغضب القضاة؟
قضاة مصر لم يطالبوا يوما إلا بحقوقهم المشروعة فى تحقيق استقلال القضاء وحفظ كرامة القضاة وهيبتهم وما يضمن لهم حياة كريمة تعينهم على أداء رسالتهم السامية بتحقيق العدل، وفى مطالبتهم بتلك الحقوق يلتزمون دوما بالقانون وبسمت القضاة ووقارهم ويضعون الصالح العام للوطن نصب أعينهم فى المقام الأول، ويتبعون الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوقهم، ولا يجاهرون بالصوت إلا عندما تصم الآذان عن الاستماع إليهم عبر القنوات الرسمية، ولا تكون غضبتهم إلا فى الحق وما يمس استقلالهم وهو وكما نؤكد دائما ليس مجرد شعارات ولكنها تقاليد راسخة فى نفوس القضاة باعتبارهم سدنة العدالة وحراسها، ويجب أن يلقى قضاة مصر فى وطنهم كما كانوا على مر العصور كل تقدير واحترام يليق بجلال قدرهم وعظيم رسالتهم .- وما سبب قيام تلك المنصات الإعلامية والمواقع الإلكترونية بترويج مثل تلك الشائعات عن القضاء؟
تلك هى قنوات ومواقع الشر التى تضمُر الحقد والغل للدولة المصرية فى المقام الأول وللقضاء باعتباره سلطه من سلطات الدولة، وهى تقوم كعادتها باستغلال بعض المواقف وباجتزاء بعض العبارات لإثارة الرأى العام، ولذا فإننا نقوم بالرد فى حينه على هذه الأبواق الإعلامية المعروف نواياها الخبيثة لرد كيدهم فى نحره، ويهمنا أن نؤكد على أن ما دأبت عليه تلك القنوات من ترويج الكذب وإثارة الرأى العام لن يثنى شرفاء هذا الوطن العظيم، عن الحوار الجاد والهادف لما فيه الصالح العام للوطن.. حفظ الله مصر ووقاها شر الفتن.- ما هى علاقة نادى القضاة بمجلس القضاء الأعلى ووزير العدل؟
مجلس القضاء الأعلى الموقر هو المهيمن على جميع شؤون العدالة والقضاء والقضاة فى مصر، والسادة الأجلاء رئيس وأعضاء هذا المجلس هُم شيوخ القضاة، ومعالى المستشار الجليل وزير العدل من القامات القضائية المرموقة وله تاريخ مشرف فى القضاء، ومن رجال الدولة الأكفاء، وكما نردد لسيادته دائما وزير شاب صاحب فكر متطور ورؤيه مستنيرة، ونادى القضاة يلقى كل الدعم والمساندة من مجلسنا الموقر ومن معالى وزير العدل ويتم التنسيق الإيجابى الفعّال فيما بيننا جميعا لما فيه الصالح العام للوطن والقضاء والسادة القضاة .- ومتى سيتم تعديل قانون السلطة القضائية؟
حينما تتوافر القناعة التامة لدى كل الجهات، بأهمية هذ القانون لإستقلال القضاء ولحسن سير العدالة، وما يترتب على ذلك من أثار منها، المحافظه على مكانة القضاء المصرى دوليا ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، ونتمنى أن يرى مشروع تعديل قانون السلطة القضائية النور فى أولى دورات انعقاد مجلس النواب الحالى والذى نأمل فيه خيراً كثيرا لمصر.- تكثر المطالبات بتحقيق العدالة الناجزة.. فمن المسؤول عن تحقيقها؟ ومتى وكيف تتحقق؟
المقصود بالعدالة الناجزة ببساطة، هو سرعة صدور الأحكام دون الإخلال بضمانات التقاضى، وللأسف فإننا لم نصل بعد فى مصر إلى العدالة الناجزة، والإلقاء بمسؤولية بطء التقاضى كاملة على عاتق القضاء وحده هو تغييب للحقيقة، فهناك عوامل عديدة تتسبب فى بطء التقاضى وتشترك كل مؤسسات الدولة فى المسؤولية عنها منها ما يتعلق بالقوانين، وأخرى متعلقة بالبنية التحتية، وهناك أسباب مردها أطراف التقاضى، ودعنى أتحدث بكل صراحة أننا فى حاجة فعلا للعدالة الناجزة فالعدل البطىء أقرب للظلم وللأسف كل ما يتم طرحه من حلول كتعديل بعض المواد فى بعض القوانين هو مجرد اجتهادات غير مدروسة ولن تفى مطلقاً بالغرض ويجب أن نصارح أنفسنا بذلك إن أردنا إصلاحاً، والحل من وجهة نظرنا يتمثل فى صدور توجيهات القيادة السياسية، والتى تحرك كل ساكن بأن تتحمل كل سلطة مسؤوليتها فى إطار خطة استراتيجية ترعاها الدولة، ونحن من ناحيتنا لدينا خطة استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة العدالة تستحق أن توضع فى الاعتبار عند إعداد أى خطط مستقبلية فى هذا الشأن.- ما هى الرسائل التى يرغب رئيس نادى القضاة فى توجيهها بنهاية الحوار؟
ثلاث رسائل .. الأولى للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ننقل فيها لفخامته تحيات وتقدير واحترام قضاة مصر وتمنياتهم لسيادته بمزيد من التوفيق والسداد لما فيه الخير لمصر والمصريين، مع خالص الدعاء بأن يرزقه الله بالبطانة الصالحة الصادقة المخلصة للوطن.