فتح إعلان مجلس الشيوخ الأمريكى يوم السبت الماضى، تبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على التمرد فى أحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير، الباب أمام تساؤلات عدة ومبكرة حول مستقبل الانتخابات الأمريكية 2024، بعدما أصبح بإمكان ترامب قانونيا الترشح لتلك الانتخابات حال رغبته ذلك.
رغم عدم وجود إجابة واضحة بعد على هذا سؤال، ما إذا كان ترامب سيترشح مجددا، فإن العديد من المؤشرات ترجح كفة العودة السياسية، أولها أن ترامب نفسه فى تصريحاته الأخيرة له قبل تركه الرئاسة، ألمح ضمنيا إلى أنه سيعود، دون أن يكشف صراحة عن خططه المستقبلية، وقال، إنه سيعود بشكل ما.
وفى يوم 20 يناير، أخر يوم لترامب فى الرئاسة، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا كشفت فيه عن تفكير ترامب فى تأسيس حزب سياسى جديد، وقالت الصحيفة فى تقريرها، إن ترامب ناقش فكرة تأسيس "الحزب الوطنى" مع عدد من مساعديه وأشخاص مقربين، ولم ينف أو يؤكد ترامب أو أيا من مستشاريه هذا الأمر.
وتحدثت الصحيفة عن تدهور العلاقة بين ترامب وعدد من قادة الحزب الجمهوري، على رأسهم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي إن ترامب "يستحق" أن يلقى عليه اللوم في تحريض مؤيديه لاقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير، وحمله المسئولية الأخلاقية عن هذه الأحداث حتى بعد تبرئة الرئيس السابق فى مجلس النواب.
وبعد زوال العقبة الوحيدة التى كانت تقف فى طريق ترامب، وهى إدانة من مجلس الشيوخ تعيقه عن الترشح مجددا للمنصب العام، أصدر الرئيس السابق بيانا قويا واضحا يتحدث فيه عن الحركة الوطنية الجديدة.
وقال ترامب فى البيان الصادر مساء السبت الماضى: حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو، في الأشهر المقبلة لدي الكثير لأشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا المذهلة معًا لتحقيق العظمة الأمريكية لجميع أفراد شعبنا، "لم يكن هناك شيء مثل ذلك من قبل.
وكان ستيف بانون، الذى عمل مخططا إستراتيجيا فى بداية فترة ترامب الرئاسية، قد أخبر مجموعة من الجمهوريين فى بوسطن، أن ترامب سيزأر مرة أخرى فى 2024، مشيرا إلى أنه قد ينتخب فى البداية فى الكونجرس ليحل محل نانسى بيلوسى فى رئاسة مجلس النواب، ثم يطلق إجراءات عزل ضد الرئيس بايدن.
وقال بانون فى كلمة ببوسطن، نشرت تفاصيلها صحيفة بوسطن هيرالد الأحد، بالمضى قدما يمكننا أن نحول الحزب الجمهورى إلى حركة لعل أمريكا عزيمة مرة أخرى، فقط أدمجوا الحركة مع الحزب الجمهورى وسنحقق انتصارات عظيمة فى المستقبل.
وقال بانون، إن ترامب مصدر اضطراب، لكن لديه رؤية طويلة المدى مؤكدا يقينه الشديد بانه سيكون مرشحا فى انتخابات 2024، وانه سيعود وسيحقق نصرا ساحقا فى الانتخابات النصفية فى 2022 وسيقود فى 2024.
ويبدو أن العديد من أنصار ترامب يريدون فكرة عودته، فقد أشار استطلاع أخير للرأى، إلى أن أغلبية الناخبين الأمريكيين الذين صوتوا لترامب يعتقدون أنه ينبغى أن يترشح للرئاسة فى 2024، فى حين قال ثلثى الناخبين الجمهوريين تقريبا أنهم سيفكرون فى الانضمام لحزب سياسى جديد تحت قيادته، بحسب ما ذكرت مجلة نيوزويك.
ولو ترشح ترامب فى سباق الرئاسة القادم، فإنه سيكون فى وضع فريد لم يحظى به من قبل رئيس سابق، وقالت شبكة سى إن، إن فى تقرير سابق لها إن ترامب ورغم خسارته الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإنه يتمتع بدعم قوى. فعادة لا يتصدر الرؤساء السابقون السباقات التمهيدية لاختيار المرشح القادم للرئاسة، وعادة ما يكون أغلب الناخبين سعداء بتوارى هؤلاء عن الأنظار. مثلما حدث مع جيرالد فورد وجيمى كارتر وجورج بوش الأب الذين تراجعوا فى السباقات التمهيدية بعد خسارتهم الرئاسة، لكن الوضع مع ترامب مختلف حيث يحظى بتأييد قوى من القاعدة الشعبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة