يحظى الملك توت عنخ آمون بشعبية هائلة ليس فى مصر فقط، بل العالم أجمع، وذلك نظرًا للتوصل إلى مومياء الفرعون الصغير ومقبرته كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكلها من الذهب الخالص والأبنوس، وفى مثل هذا اليوم 16 فبراير من عام 1923، كان هوارد كارتر عالم الآثار الإنجليزى أول من يدخل مقبرة الفرعون الصغير، منذ أن تم اكتشافها فى 1922م.
ولكن كيف عثر كارتر من الأساس على المقبرة؟ وهل هناك من دله على المكان؟، فى هذا السياق كان لعالم الآثار الدكتور زاهى حواس رواية نادرة عن ملابسات اكتشاف المقبرة، قال فيها: إن كارتر عمل فى موقع المقبرة عشر سنوات، واكتشف مع المقبرة 5398 قطعة أثرية موجودة فى المتحف المصرى حاليا، وكان أثر اكتشاف المقبرة قد ساد اعتقاد لعنة الفراعنة، حيث تعرض اللورد كارنافون، راعى كارتر، للدغة بعوضة وتوفى على إثرها.
وعن صاحب الفضل فى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أوضح الدكتور زاهى حواس، أن هناك قصة لا يعلمها الكثيرون من الناس وهو أن الفضل الحقيقى أو السبب الحقيقى فى اكتشافها كان لغلام يبلغ آنذاك 12 سنة، وكانت مهمته نقل الماء للعاملين فى موقع العمل، واسمه "حسين عبدالرسول"، واكتشف فتحة المقبرة حين كان ينزل "زير" مياه من على ظهر الحمار.
وأضاف الدكتور زاهى حواس، بعد ذلك ذهب حسين عبد الرسول إلى كارتر ليخبره عما عثر عليه، وحسين عبد الرسول ينتمى لعائلة عبدالرسول الشهيرة الذين كشفوا خبيئة المومياوات.
وحول ما قام به هوارد كارتر مع الغلام حسين عبد الرسول، هو أن "كارتر" ألبس "حسين" عقدا من مقتنيات الملك الفرعونى توت عنخ آمون وقام بتصويره، وظل حسين عبد الرسول طيلة حياته يكتفى بأن يظهر صورته للسائحين وهو يرتدى قلادة الملك الذهبى.
ووجد كارتر لحظة دخول المقبرة ذات الحجم الصغير أكثر من 5000 قطعة أثرية تم اكتشافها والتى كانت مكدسة بإحكام شديد، هذه القطع تعكس نمط الحياة فى القصر الملكى، وتشمل الأشياء التى كان توت عنخ آمون سيستخدمها فى حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسى والألعاب والأوانى المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.