تتجة أنظار العالم إلى رحلة نقل لقاحات فيروس كورونا الذى أثر بشكل كبير على مختلف دول العالم وكيفية وصول اللقاحات بشكل عادل لجميع الدول التي أصيبت بالجائحة، وطرق نقل هذه اللقاحات التي تحتاج الى طريقة خاصة في النقل وعمليات تبريد مرتفعة التكلفة لوصولها إلى الدول بشكل آمن دون تلف.
الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أطلق مبادرة لاستخدام الشحن الجوي لأغراض إنسانية، بالتنسيق مع 10 شركات طيران رائدة لدعم شحن وتسليم لقاحات كوفيد-19، تشارك في مبادرة اليونيسف للشحن الجوي للأغراض الإنسانية شركات الطيران التي تتوجه رحلاتها إلى أكثر من 100 دولة، وذلك دعما لمرفق كوفاكس.
من جانبها أفادت المنظمة الأممية بالتزام شركات الطيران الرائدة بمساعدة المنظمة في مهمتها التاريخية المتمثلة في نقل لقاحات كـوفيد-19 حول العالم. وبموجب المبادرة، تقوم شركات الطيران بالاتفاق مع اليونيسف على دعم ترتيب أولويات تسليم اللقاحات والأدوية الأساسية والأجهزة الطبية وغيرها من الإمدادات الحيوية للاستجابة للجائحة.
وأشارت اليونيسف إلى أن التزامات شركات الطيران حاسمة في توفير اللقاحات والإمدادات الحيوية في الوقت المناسب وبشكل آمن. إذ يعتبر النقل الآمن وفي التوقيت المناسب والفعّال للإمدادات المنقذة للحياة، أمرا بالغ الأهمية لدعم الوصول إلى الخدمات الأساسية للأطفال والأسر، وستدعم عمليات التسليم وتطعيم العاملين في الخطوط الأمامية أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية لاستئناف هذه الخدمات الحيوية بأمان، وفي الأسبوع الماضي وقعت اليونيسف اتفاقا مع فايزر نيابة عن كوفاكس لتوريد لقاح فايزر-بيونتك خلال عام 2021.
إتليفا كاديلي، مديرة شعبة الإمدادات التابعة لليونيسف أعربت عن امتنان المنظمة لشركات الطيران ولتوحيد الجهود من أجل توزيع اللقاحات: "تقديم هذه اللقاحات المنقذة للحياة هو مهمة ضخمة ومعقدة، بالنظر إلى الكميات الهائلة التي يجب نقلها ومتطلبات سلسلة التبريد والعدد المتوقع تسليمه وتنوع المسارات" مضيفة أنه ستعمل المبادرة أيضا كآلية عالمية للتأهب اللوجستي للأزمات الإنسانية والصحية الأخرى على المدى الطويل.
ووفقا لمرفق كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية" هناك خطة خطة التخصيص في الجولة الأولى للقاحات كورونا ، والتي من خلالها ستحصل 145 دولة على جرعات لتحصين نحو 3% من سكانها في المتوسط، بدءا من النصف الأول من عام 2021، مع مراعاة تلبية جميع المتطلبات وخطط التخصيص النهائية.
بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لشحن هذه الإمدادات المنقذة للحياة، ستتخذ شركات الطيران تدابير مثل التحكم في درجة الحرارة والأمن، مع إضافة سعة الشحن أثناء السفر إذا اقتضت الضرورة.
د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، أفاد إنه حتى اليوم أُعطِي أكثر من 6.3 مليون جرعة من لقاحات كـوفيد-19 إلى أشخاص في 12 بلدا من بلدان شرق المتوسط. لكنّه أشار إلى الشعور بقلق بسبب هذه الطفرات الجديدة التي قد تؤثر على الاستجابة للقاحات، وذلك على خلفية إبلاغ 13 بلدا في إقليم شرق المتوسط، الذي يضم دولا عربية، عن حالات إصابة بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاثة الجديدة لفيروس كورونا التي أبلغ عنها عالميا، ومنها التي قد تكون معدلات سريانها أعلى.
وقال د. المنظري: "تتضمن هذه التدابير ترصّد الأمراض، والفحوص المختبرية وعزل جميع الحالات وعلاجها والحجر الصحي وتتبع المخالطين وارتداء الكمامات والتباعد البدني وممارسات النظافة الجيدة وتجنب التجمعات الجماهيرية، وكلها تدابير لا تزال تتسم اليوم بالقدر نفسه من الأهمية التي اتسمّت بها في جميع الأوقات أثناء الجائحة".