قبل طلوع الشمس يخرج الصيادين من أهالى النجع المتواجدة به فى الجزيرة الجنوبية التى تقع فى مركز قوص جنوب محافظة قنا، والذى لا يزيد عدده عن 2000 شخص، مصطحبين الأدوات التى سيطادون بها وكذلك بعض من المأكولات التى تساعدهم على قضاء اليوم بالجزيرة وداخل النهر، ويلقى الصياد بشباكه فى أماكن محددة برفقة أحد الأشخاص من مساعديه أو أبنائه ثم يعود لجمع الشباك والذهاب إلى السوق أو التواصل مع أحد الزبائن لشراء ما يتحصل عليه زرق يومى للأسماك النيلية، وتتنوع وسائل الصيد منها الشباك والجابية والصنارة والفارسى والشبك وجميعها تختلف فى الطريقة والتعامل عن الأخرى.
وعلى شاطئ الجزيرة تتنوع الزراعات التى يعمل فيها أشخاص آخرين من أبناء النجع مثل زراعات القمح التى تنتشر فى أرجاء الجزيرة وزراعة البطاطس التى تلائم تربة الجزيرة نضجها وبيئتها وكذلك يزرع البعض الخيار والبصل، بالإضافة إلى برسيم البهائم التى تتغذى عليه ويربى المزارعين الأبقار والماعز على تلك الحشائش المتواجدة بالجزيرة التى تجاور نجعهم.
وقال رمضان القط، أحد الصيادين، إن العديد من أبناء الجزيرة يعتمدون على صيد الأسماك من نهر النيل وهى أسماك طازجة وصحية وهناك أنواع عديدة من الصيد منها الصيد بالجوبية وهى عبارة عن أسلاك مصنوعة بطريقة خاصة للصيد توضع على جوانب نهر النيل بين الحشائش وتترك لمدة تتراوح 24 ساعة وهى من أسهل الطرق التى يعتمد عليها الصياد، ولاسيما المحبين للصيد والذين لا يعتمدون عليه كمهنة، حيث يتمكنون من الانتظار مدة 24 ساعة.
وأوضح القط، أن من الطرق الأخرى للصيد فى الجزيرة الشبكة الفارسى وهى عبارة عن شبك وأعواد من الفارسى تفرد من فوق المركب بشكل سريع وتتكون من شباك أسفلها وأعلاها يقفز فيها السمك عن سماك صوت الطرق بكتلة حديدة على المركب حتى تقفز الأسماك إلى تلك الشباك، وتحتاج هذه العملية فى الصيد إلى 3 أشخاص على المركب، أحدهم للتجديف وآخر لفرد الفارسى والثالث للطرق على المركب وإصدار صوت.
وأشار محمد عبد الرزاق، صياد، إلى أنه يعمل فى مهنة الصيد منذ 12 عاما ولم يمتهن مهنة غيرها منذ أن كان صغيرًا حيث ورثها عن والده وورثها إلى أبنائه الذين يساعدوه فى الصيد، لافتًا إلى أن يومه يبدأ بعد صلاة الفجر وهو عبارة عن تجهيز أدوات الصيد والشبك والعمل إلى فترة الظهر أو ما بعد ذلك وكذلك فترات المساء لاسيما فى ظل مواسم الصيد وهى زيادة منسوب نهر النيل.
وأكد عبد الرازق، أنه لم يواجه صعوبات خلال عمله فى الماء على مدار سنوات السابقة سواء الرياح التى تمثل عائقًا كبيرًا له أثناء عملية الصيد، كما أنه لا يخشى العمل فى نهر النيل سواء فى فترات النهار أو الليل، مضيفًا أنه عمل فى السودان صياد أيضًا ولا يجيد عمل غير الصيد الذى قضى فيه حياته.
"لا أتمنى سوى الخير وفضل الله" بهذه الكلمات اختتم محمد عبد الرازق، صياد، حديثه عن عمله اليومى وما يتمناه، حيث قال لا أتمنى سوى الخير وفضل الله ورغم صعوبة ما يقوم به إلا أنه راضى برزقه وقوت يومه.
وأضاف محمد راشد، من أهالى جزيرة الساحل، أن أبناء الجزيرة منعزلين عن ما يحيط بهم من أحداث، فهم يذهبون إلى أعمالهم اليومية التى تتنوع ما بين الصيد والزراعة وكذلك يعمل جزء منهم فى الوظائف الحكومية، ويقوم أبناء الجزيرة بزراعتها والاستفادة منها فى فترات انخفاض منسوب مياه نهر النيل والذى يوفر مساحات كبيرة على الجزيرة تساعدهم على المزراعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة