أعربت روسيا عن استعدادها للتعاون مع الرئيس الأمريكى جو بايدن وفريقه لحل القضايا المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية للبلدين، وقال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف- في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، اليوم الأربعاء، "نستعد لمثل هذا الحوار ونعمل حاليا من خلال سفاراتنا ونمرر الوثائق ونتحدث إلى الأمريكيين هنا، والشيء نفسه يحدث في واشنطن عبر السفارة ووزارة الخارجية".
واستدرك قائلا: بصرف النظر عن الاتصالات عبر القنوات الدبلوماسية، من المهم وضع أساس ملموس لتنظيم المشاورات المتخصصة لعقد جولة خاصة من المحادثات.
وتابع ريابكوف قائلا: "في الوقت نفسه، إذا حاولت الولايات المتحدة تعطيل عمل الدبلوماسيين الروس وموظفي السفارة- من خلال عرقلة إجراءات الحصول على التأشيرات على سبيل المثال، سيواجهون الأمر نفسه ردًا على تصرفاتهم، سنجد طريقة للرد دوما".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد ذكرت مؤخرا أن الخارجية الأمريكية أبدت استعدادها للحوار لحل القضايا المتعلقة بعمل دبلوماسيي البلدين.
وفي سياق متصل، أعلن ريابكوف أن بلاده مستعدة للتدقيق المتعمق في العلاقات مع الولايات المتحدة، وتحليل ما سيبقي عليه بايدن من إرث الإدارات السابقة، مشيرا إلى إتمام "الاتصالات الأولية فقط" حتى الآن، حيث تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع جو بايدن وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكين.
وقال ريابكوف: "حتى الآن لا نملك صورة شاملة لما يريده الأمريكيون من علاقاتنا، وما هم مستعدون له، وما الذي يستعد الفريق الحالي في البيت الأبيض للحفاظ عليه من إرث الإدارتين السابقتين، أعني هنا بعض العناصر للتعاون الجيد، على وجه الخصوص، حل النزاع في سوريا والتعاون الفضائي، وهناك أمثلة أخرى حول ما يمكن تطويره في هذه الحالة وما يمكن التخلي عنه".
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي أن "موسكو مستعدة مبدئيا وبهدوء لإجراء مراجعة معمقة لعلاقاتنا"، مضيفا "لكنني أعرف شيئًا واحدًا وأنا مقتنع تمامًا بأننا سنرد بقسوة على محاولات الضغط، ولن نستسلم للضغط، يجب أن يتفهم الأمريكيون ذلك. ومنذ الأيام والأسابيع الأولى من العمل المشترك لتطبيع العلاقات وتقويمها، آمل أن يدركوا أنه لن يكون من الممكن إجراء محادثة مع روسيا من موقع قوة " .
يذكر أن العلاقات الروسية الغربية قد ساءت بسبب الأزمة الأوكرانية. وبدأت الدول الغربية بفرض عقوبات على شخصيات روسية، بسبب انضمام شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي، وارتفعت وتيرة وحجم العقوبات في أواخر شهر يوليو 2019، باتهام روسيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، لتنال القطاع المالي والدفاعي والطاقة.
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة في 3 فبراير الحالي، مذكرات حول استكمال اتخاذ الإجراءات الداخلية المطلوبة لتمديد معاهدة "ستارت -3". وقد تم تمديدها بالفعل دون أي تغييرات وإضافات لمدة خمس سنوات أخرى - حتى 5 فبراير عام 2026.
وأبقت المعاهدة على الترسانة النووية في البلدين عند مستوى يقل كثيرا عما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة، فحددت عدد منصات الإطلاق النووية الإستراتيجية المنصوبة لكل طرف، عند 700 وعدد الرؤوس النووية عند 1550. وأعلن الجانب الأمريكي على لسان وزير الخارجية بلينكين أن الولايات المتحدة تعتزم مناقشة مسألة مراقبة التسلح مع روسيا حيال جميع أسلحتها النووية، خلال السنوات الخمس.