كشفت وزارة السياحة والآثار عن سر جديد حول موت الملك الفرعونى "سقنن رع" فى سبيل إعادة توحيد مصر في القرن السادس عشر قبل الميلاد،وذلك من خلال بحث الدكتور وعالم الآثارزاهى حواس، والدكتورة سحر سليم، الذي نشر اليوم أمس 17 فبراير في مجلة Frontiers in Medicine، حيث تم الكشف عن أن الملك عانى من عدة إصابات خطيرة في الرأس، كما بينت الأشعة عن تشوه الذراعين أنه يبدو أنه قد تم بالفعل أسر سقنن رع-تاعا الثاني في ساحة المعركة، وقيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه، وهذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقاً على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته مع جنوده لتحريرمصر، فتشير النتائج أنه قتل من قبل مهاجمين متعددين من الهكسوس أجهزوا عليه من زوايا مختلفة وبأسلحة مختلفة فكان قتل سقنن رع على الأحرى إعدام احتفالى، ولكن ماذا فعلوا أبناء سقنن رع بعد موت أبيهم على يد الهكسوس؟.
كامس
الملك كامس هو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة فى طيبة، وربما حكم ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، وهو البطل الثانى من الملوك الأبطال أصحاب ملحمة تحرير مصر من الهكسوس، وجاء كفاح هذا الملك من خلال ثلاثة وثائق أكملت كل واحدة منها الأخرى مما أنتج لنا في النهاية قصة شبه كاملة عن ثانى أبطال حرب التحرير.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، إن الوثيقة الأولى هى نص كتبه تلميذ مصرى قديم على لوح يعرف بلوح كارنارفون، والوثيقة الثانية مكتوبة على لوحة تم العثور عليها عام 1928 وتحكى أن "كامس" ضاق بعد وفاة والده وصعوده على العرش بالاحتلال الهكسوسى لأرض مصر الطاهرة، فطلب دعوة رجال بلاطه وقادة جيشه كى يشاورهم فى الأمر.
كامس شعر أن رجاله لا يميلون إلى الحرب وأنهم موافقون على الوضع الحالى، غير أن كامس رفض ذلك وصمم على قتال الأعداء، وكان على يقين من أن البلاد كلها سوف تهتف له.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى أن الوثيقة الثالثة عبارة عن لوحة كاملة من الحجر الجيرى عثر عليها فى معابد الكرنك عام 1954 وتكمل أحداث الوثيقتين السابقتين، وتروى لنا قصة استمرار انتصارات كامس على الهكسوس وعن الرعب الذى أدخله جيش مصر العظيم إلى قلوبنا أعدائنا من الهكسوس المحتلين لأرضنا المباركة.
أحمس الأول
الملك أحمس الأول محرر مصر من الهكسوس ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، عصر الإمبراطورية المصرية المترامية الأطراف فى الشرق الأدنى القديم، ولم يتم العثور على وثيقة ملكية من عهده تحكى لنا قصة طرده للهكسوس، غير أننا عرفنا قصة هذا النضال المجيد من خلال السيرة الذاتية لقائدين من القادة العسكريين لهذا الملك.
وأكد كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، أن القائدان هما القائد البحرى أحمس ابن إبانا والقائد البرى أحمس بن نخبت "أى المنحدر من مدينة الكاب فى أسوان"، وسجلا على جدران مقبرتيهما فى الكاب ما قام به من أفعال بطولية فى الحملات الحربية تحت إمرة أحمس الأول الذى تمكن بعد سقنن رع تا عا الثانى وكامس من الاستيلاء على عاصمة الهكسوس أفاريس "أواريس" واقتفاء أثرهم شرقًا إلى جنوب فلسطين حيث تحصنوا فى حصن شاروهين المنيع "فى غزة".
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، قام أحمس الأول بحصار هذا الحصن لثلاث سنوات حتى تمكن من الاستيلاء عليه بعد أن أوقع بهم هزيمة نكراء أظهرت عظمة وبسالة المقاتل المصرى فى مواجهة أعدائنا، وشتت هذا الملك المقاتل شملهم فى بقاع الأرض واختفوا بعد ذلك من التاريخ ولم يعد لهم أى ذكر وكأنهم لم يكونوا موجودين من قبل.
الدراسة الحديثة التى نشرت مؤخرًا حددت أن سقنن تاعا الثاني كان يبلغ من العمر قرابة الأربعين عامًا عند وفاته، بناءً على شكل العظام (مثل مفصل ارتفاق العانه) والذي تم الكشف عنه في الصور، مما يوفر التقدير الأكثر دقة حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة التصوير المقطعي المحوسب عن تفاصيل مهمة حول تحنيط جسد سقنن رع تاعا الثاني، على سبيل المثال، استخدم المحنطون طريقة متطورة لإخفاء جروح رأس الملك تحت طبقة من مادة التحنيط التي تعمل بشكل مشابه للحشوات المستخدمة في الجراحة التجميلية الحديثة، وهذا يعني أن التحنيط تم فى ورشة تحنيط بالفعل وليس في مكان غير معد، كما تم تفسيره سابقًا.