يحتفل عدد كبير من دول العالم، والعديد من المنظمات، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية باليوم العالمى للعدالة الاجتماعية فى العشرين من شهر فبراير من كل عام، حيث تصدر هذه المنظمات بيانات تتحدث فيها عن أهمية العدالة الاجتماعية، كما يناقشون الخطط لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال السعى للقضاء على (الفقر، التمييز، البطالة).
ظهر مصطلح العدالة الاجتماعية للمرة الأولى فى شهر ديسمبر عام 1784، بتصريح للملك الفرنسى لويس السادس عشر عندما قال: "لن يجرؤ الإقطاعيون على إظهار أنفسهم بعد الآن؟ هناك حقوق مقدسة للبشرية، ومن بينها العدالة الاجتماعية".
ومن ثم انتقل المصطلح إلى بقية الدول الأوروبية مع ظهور الثورة الصناعية فى أوروبا نهاية القرن الثامن عشر، حيث انتقل المجتمع الأوروبى من النظام الإقطاعى "نظام اقتصادى يقوم على تقسيم المجتمع إلى طبقتين: طبقة تملك الأراضى ولا تعمل، وأخرى تعمل ولا تملك الأرض" إلى النظام الرأسمالى "نظام يقوم على طبقتين أصحاب رؤوس المال، والطبقة الثانية هى طبقة العمال"، حيث أصبح العمال يعانون نتيجة هذا النظام، فألف الكاهن الإيطالى لويجى تاباريلى (Luigi Taparelli) أزيليو كتاب أسماه (العدالة الاجتماعية) فى عام 1840.
وفى أوائل القرن العشرين انتقل مصطلح العدالة الاجتماعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصدرت الحكومة الأمريكية العديد من القوانين لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مثل تحديد ساعات العمل بثمانى ساعات، كما أقرت حق انضمام العمال لنقابات العمال، وبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت منظمة العمل الدولية التى أقرت فى ديباجة دستورها أنه "لا يمكن تحقيق السلام إلا إذا كان قائماً على العدالة الاجتماعية".
ظهرت كلمة العدالة الاجتماعية فى أدبيات منظمة الأمم المتحدة فى النصف الثانى من ستينيات القرن العشرين، بمبادرة من الاتحاد السوفيتى وبتأييد من الدول النامية، حيث اعتمدت العدالة الاجتماعية فى العهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادر عن الأمم المتحدة فى السادس عشر من شهر ديسمبر عام 1966 ودخل حيز التنفيذ فى عام 1976.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة